البروفسور اسعد غانم قدّم تلخيصاً عن المحاضرة لالون بن دافيد ورؤيته للأمور من وجهة نظره كمواطن عربي في هذه البلاد، وتطرق الى عنصرية الحكومة الاسرائيلية في تعاملها مع الوسط العربي 

المراسل العسكري في القناة الثانية، الصحفي "الون بن دافيد":

الانتفاضة الحالية هي موجة وسرعان ما تنطفئ كون أن السلطة الفلسطينية لا تدعمها وهي انتفاضة السكاكين والافراد

غزة تقف متفرجة على انتفاضة الافراد في الضفة الغربية وتحركها بالخفاء وهي خائفة وفي حالة ترقب ولا تتجرأ ان تنتهك التفاهمات مع اسرائيل

دولة إسمها سوريا لن تعود الى سابق عهدها ولو لعشرات السنوات

حزب الله لا يمكنه ان يتجرأ بالرد الكبير على اسرائيل لأنه مدرك الضعف الذي يعاني منه 

إستضافت المكتبة العامة على اسم "سميح القاسم" في بلدة مجد الكروم، وضمن سلسلة نشاطاتها تحت عنوان "لقاء الشهر"، المراسل العسكري في القناة الثانية، الصحفي "الون بن دافيد"، والبروفيسور أسعد غانم المحاضر في جامعة حيفا، وذلك بحضور رئيس مجلس مجد الكروم سليم صليبي، وعلي مناع مدير المكتبة العامة والمستضيف للأمسية، والذي رحب بكل من شارك بالأمسية من المتواجدين على المنصة ومن ابناء مجد الكروم والبلدات المجاورة، وتطرق الى "الاوضاع الراهنة في البلاد والنزاعات والحروب والمعارك الضارية التي تحدث في الضفة والقطاع، والانتفاضة الثالثة التي بدأت منذ ثلاثة شهور ومنطقة الشرق الاوسط والتي لها تأثير مباشر على الاوضاع التي يعيشها الجمهور العربي في البلاد".

رئيس مجلس مجد الكروم سليم صليبي القى كلمة ترحيبية قال فيها:"هناك أهمية لمثل هذه الامسيات واللقاءات من أجل التعرف على اوضاع الساعة وهنا الشكر لإدارة المكتبة على النشاطات المتعاقبة والتي تقدم كل ما هو جديد". وأكّد صليبي:"وسطنا العربي لا يثق في هذه الحكومة ولا بتصرفاتها ولا بوعودها، وحان الوقت أن تهتم هذه الحكومة العنصرية بالوسط العربي وأن تساعد في حل الكثير من المشاكل التي تواجهها"، وتابع:"أنّ رئيس الحكومة الذي يحرض على الوسط العربي هو المسؤول الاول والاخير عن الحادثة التي وقعت في تل ابيب وليس الوسط العربي الذي رفض واستنكر الحادث، الا أنّ بنيامين نتنياهو يستغل كل فرصة من اجل التهديد والوعيد والتحريض علينا".

ألون بن دافيد

من جهته، الون بن دافيد أظهر "انتمائه للعقلية الاسرائيلية وانحيازه للحكومة الاسرائيلية في سياستها تجاه ابناء الشعب الفلسطيني والوسط العربي، وحاول أن يبعد عن نفسه تلك النظرة الا أنّه سرعان ما تحدث بنفس العقلية ووجه وابلًا من الاتهامات للقوى الفلسطينية المقاومة وأظهر وكأنّ "الانتفاضة الحالية إنما هي موجة وسرعان ما تنطفئ كون أن السلطة الفلسطينية لا تدعمها، وهي انتفاضة السكاكين والافراد وأنّ الانتفاضة الحالية لا ترتقي الى حجم انتفاضة 87 أو انتفاضة 2000 وحتى اليوم اغلبية الشعب الفلسطيني تقف متفرجة ولا تتحرك ازاء هذه العمليات".

وعبّر ألون بن دافيد عن قناعته أنّه "لن يأتي ذلك اليوم الذي يكون فيه حل جذري لحالة النزاع بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، وأنّه ليس هناك اكثر من تفاهمات بين مد وجزر"، وتطرق الى حادثة قتل المستوطنة في احدى المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة، باعتبارها "لا تفيد القضية الفلسطينية"، وبالمقابل لم يتطرق الى قضية عائلة دوابشة او عائلة ابو خضير وممارسات قطعان المستوطنات في تدفيع الثمن، وإدعى الون أنّ "غزة تقف متفرجة على انتفاضة الافراد في الضفة الغربية وتحركها بالخفاء"، متناسيًا أنّ غزة وحتى اليوم دفعت عشرات الشهداء خلال هذه الانتفاضة، كما وادعى بن دافيد أنّ "غزة خائفة وفي حالة ترقب ولا تتجرأ ان تنتهك التفاهمات مع اسرائيل وأنّ كل الصواريخ التي أطلقت من بعد الحرب كانت فردية وليس لحماس علم بها، وأنّه بشكل يومي يحاول مواطنون من غزة الهروب الى اسرائيل بهدف العمل او بهدف أن يسلموا لأنفسهم للجيش الاسرائيلي ليجدوا ما يأكلونه في الاعتقال، في ظل الحصار، وأن اسرائيل تسمح بمرور اكثر من 100 شاحنة ودخولها للأراضي الفلسطينية في غزة وتعرف أنّ الاسمنت يتم استغلاله لبناء الانفاق وأنّ الحدود تستخدم لبناء ترسانة الصواريخ، واليوم اسرائيل تبحث امكانية السماح لغزة ببناء ميناء مع رقابة مشددة والذي يمكن بنائه خلال 10 سنوات فيما لو كانت هناك حالة تهدئة، وفي حال أي خرق للتفاهمات يمكن لإسرائيل بهدمه وتفجيره خلال دقائق وهنا يمكن وضع قيادة حماس تحت المسؤولية".

وتطرق بن دافيد الى القضية السورية مؤكدا أنّ "دولة إسمها سوريا لن تعود الى سابق عهدها ولو لعشرات السنوات، وأنّ هناك تفاهمات مع جماعة النصرة ولذلك فإن جبهة النصرة ظهرها للأراضي السورية وكل حربها مع الجهات الاخرى وأنّ السلطات الإسرائيلية قامت بعلاج 2500 شخص من طرفهم، واليوم الصراع في سوريا بين داعش والنصرة القاعدة والسنة والشيعة والنصيرية، وعندما تطلب اسرائيل من جبهة النصرة بعدم اقتحام قرية درزية فإن جبهة النصرة تستجيب". هذا وتطرق الى الخوف الكبير الواقع من حزب الله وأنّ "قادة حزب الله وجيشه منهك بعد سنوات من المعارك الضروس في سوريا وأنّ القيادة ما زالت تخضع لرقابة تامة ومراقبة تحركات القيادة وتصفية قيادات من حزب الله ببعيدة وخاصة تصفية القنطار وأنّ حزب الله لا يمكنه ان يتجرأ بالرد الكبير على اسرائيل لأنه مدرك الضعف الذي يعاني منه وان حادثة التفجير الذي نفذته عناصر من حزب الله على الجبل القريب من قرية الغجر فقط من اجل الادعاء ان حزب الله رد على تصفية القنطار ، وانه ومنذ سنوات حسن نصر الله لم يخرج من مخبأه ، وانه يعرف ان في أي حالة من الحرب فإن التدمير سيكون كبير ولا يمكن احتماله".
وتحدث بن دافيد عن "تعاظم ايران عسكريا واحتلالها الشيعي للاراضي العراقية واصبحت اليوم العراق شيعية بالكامل وتأتمر بالتعليمات الشيعية وأنّ ايران اليوم لها تحركات سياسية وعسكرية في العراق وسورية ولبنان والبحرين والسعودية واليمن ، اما بالنسبة للدولة الاسلامية- داعش فحذر بن دافيد من تنامي قوة داعش في اوساط الشباب في الوسط العربي كونها تحاول التوسع في صفوف الشباب".

ب. أسعد غانم

عنصرية الحكومة الاسرائيلية 
البروفسور اسعد غانم، من قسم العلوم السياسة في جامعة حيفا، قدّم تلخيصاً عن المحاضرة لالون بن دافيد ورؤيته للأمور من وجهة نظره كمواطن عربي في هذه البلاد، وتطرق الى "عنصرية الحكومة الاسرائيلية في تعاملها مع الوسط العربي وهذا يجعل المواطن العربي في حالة اقتناع بأنّ كل ما تقوم به الحكومة هو حالة استعداء مع الوسط العربي"، وقال ب. غانم:"إننا نعرف اليوم أنّ اسرائيل لا تخشى على نفسها من أي حرب مع جيرانها بعد أن انشغلت جميع الجيوش بأوضاعها الداخلية ولكن اسرائيل تعاني اليوم من جهات لإثارة القلاقل وتشكل خطرا من الداخل وهي جهات يهودية، واننا اليوم لا يمكننا الموافقة الاستمرار الخنوع للممارسات الاسرائيلية بحق جمهورنا العربي وان الحكومة والسلطات الاسرائيلية مستمرة بسياسة التهميش وحان الوقت ان تجد الحكومة السبل للتخاطب مع القائمة العربية المشتركة كونها اخذت الحق بتمثيل الوسط العربي بالأكثرية، وان الكثيرين في الوسط العربي على قناعة بان حادثة تل ابيب، والجميع رفضها، وإنني اليوم اؤيد قيام لجنة تحقيق في الحادثة وكيفية تصفيته باعتبار ان السر ظل مع نشأت ملحم، وانا اطالب القائمة المشتركة بالتوجه بلجنة تحقيق كونه الحادث الذي اضر اضرارا كبيرا في علاقة الجماهير العربية مع جيرانهم منذ عشرات السنوات، وبدلا ان القاء القبض عليه والتحقيق معه تمت تصفيته وقتلة ومات السر معه، بالرغم ان هناك الكثير من الشكوك والتساؤلات حول كيفية التعامل من الجهات الامنية مع القضية".

وتطرّق غانم إلى "ممارسات التمييز العنصري للحكومة الحالية والتي اخرجت الحركة الاسلامية عن القانون، والتلويح بأنّ الدور اليوم على عدد آخر من الاحزاب والحركات السياسية الممثلة في لجنة المتابعة للجماهير العربية، والهدف هو معاقبة الجمهور العربي وتحديد حركتهم في البلاد". وبالنسبة لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، أكّد غانم أنّه "لا يمكن التفكير بأي حالة من الاحوال أنّ يسيطر التفكير الداعشي على عقول شبابنا في الوسط العربي كون أنّ الجميع يعرفون دينهم الاسلامي الحنيف ولا يمكن الا أن تكون حالات فردية ومحدودة المكان وليس هناك أي انتشار لمثل هذا التفكير وليس هناك امكانية للمبالغة فمجتمعنا متدين وليس لديهم تفكير داعش".