الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 19:01

بأي ذنب قتلت؟/ بقلم: الطالبة الجامعية صفا حمود

كل العرب
نُشر: 23/01/16 13:52,  حُتلن: 18:00

صفا حمود في مقالها:

شرف العائلة وغسل العار هذا التبرير المقيت لدفاع الجناة عن نفسهم تبرير لسوء ادارتهم لحياتهم

بات القتل هو الوسيلة الوحيدة الفادحة للدفاع عن الشرف والحفاظ على السمعة والهيبة

لم يمض على العام الجديد شهرا، إلا وقد زين بـ14 جريمة قتل، فتلك القتيلة، بأي ذنب قتلت؟ القتل بذريعة شرف العائلة، هي جريمة لا بد أن يعاقب عليها المجتمع قبل القانون. هي جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مهما كانت الملابسات والاسباب والخلفية! فبأي حق تقتل نفسا؟ تلك النفس التي خلقها الله؛ فليعاقبها الله، فليحاسبها جلالته! إن كان الله يمكن من كتابة لها التوبة، فمن انت كي لا تمكن ذلك؟! فلنراجع كتابنا وديننا وضميرنا .. أي منهم يتقبل فكرة أن تقتل نفسا هي ملك لله؟

تلك الفتاة ما هي إلا ضحية لمجتمع غير واع! وأهل غير مبالين، لقد ابتعدنا عن بعضنا، وتشتت عائلاتنا.. ولم يعد للمحبة والتسامح والتفهم مكان بيننا. هي حين احتاجتك وعندما كسرتها الحياة لم تجدك.. ولم تجد احدا حولها ، فباتت تبحث عن الأمان في أزقة غريبة ليست لها..
نتيجةً لانعدام الوعي، تجذُّر الجاهلية في ضميرنا ونفوسنا، بيوت أساسها متزعزع ما لها ثوابت إنسانية، أخلاقية، ثقافية او دينية، بات القتل هو الوسيلة الوحيدة الفادحة للدفاع عن الشرف والحفاظ على السمعة والهيبة.

شرف العائلة وغسل العار هذا التبرير المقيت لدفاع الجناة عن نفسهم ، تبرير لسوء ادارتهم لحياتهم، دورهم المنفي وسوء صنيعهم، طال لمسألة نازفة بمجتمعنا عانينا منها كثيراً وما زلنا نعاني وسنبقى دائماً لشدة جاهليتنا ووعينا المنعدم. دائما ما راودتني فكرة ان لماذا عقاباتنا تداهم بناتنا ولا تمت بصلة لشبابنا دائما؟ لماذا دوامة الذنب دائماً ما تكون أُحادية الجانب كأن الشرف ليس للطرفين؟
طال هاذ المشهد الدامي النابع عن النفس الشريرة التي أدت بنا لفقدان أخواتنا وزوجاتنا وانقلبت لغتنا لتصبح لغة للدفاع عن الشرف بالقتل، الرصاص والدماء، صرنا نرى تكراراً واستمرارية لهذا المسلسل الفاحش المؤلم في حياتنا.

دعونا نرأف بحالنا قليلاً وننظر لمسائل حقا توجعنا، بأمسّ الحاجه لإيجاد جذورها وقلعها، دعونا نتقدّم بحضارتنا وثقافتنا ونجد حلولا أكثر تفهم ومنطقية وننسـى التخلّف والجهل قليلاً لنرتقي في عالم مثقف أجمل.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة