الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 10:01

مهو مش إلنا/ بقلم: يقين غنايم

كل العرب
نُشر: 21/01/16 19:35,  حُتلن: 19:46

يقين غنايم في مقالها:


الحفاظ على المُمتلكات العامة هو حرص أنساني وواجب ديني قبل كل شيء، وقيمة تربوية تخدم الشيم والقيم والأخلاق

نتساءل بشكل دائم عن أسباب الاختلافات الجلية للعين فيما يتعلق بالمعايير الأساسية، الأوليّة، الخارجية والشكلية بين المدن اليهودية وبلدات الوسط العربي في البلاد

ما تنفك تنهى أحدهم عن التوقف عن عمل ينتهك فيه حُرمَة المُلك العام حتى يجيبك متفاخرًا بكل ثقة وبرود وكأنه يظن بذلك أنه يقنعُك ويردّ عليك امتعاضك، "بهمّش، مهو مش إلنا"، رد صريح متشبّع بكثير من الأنانية وهشاشة القيّم المُوضّحة نوع التربية التي ينشأ عليها غالبيتنا نحن العرب، حيث تقديم الأنا على النحن في كثير من المواضع ومهما تبدلت الأسباب. ضاربين بعرض الحائط القيّم التربوية والدينية التي تحث على الإيثار وتقديم الصالح العام على الصالح الخاص كلما أمكن ذلك.

الحفاظ على المُمتلكات العامة هو حرص إنساني وواجب ديني قبل كل شيء، وقيمة تربوية تخدم الشيم والقيم والأخلاق، تحثّ على أن يتمتع الجميع ويستفيد من الممتلكات العامة وخدماتها بذات الطريقة والانتفاع بها بنفس المقدار، قدر المستطاع.
هي ثقافة، ثقافة تتربى عليها الشعوب المتحضرة في سائر بقاع الأرض، حيثُ الحرص على ما يملكه الجميع بذات القدر الذي يتم فيه الحرص على ما يتملكه الفرد لذاته. ابتداءا من الزهرات المزروعات في الحدائق العامة والشوارع والإمتناع عن إلقاء المخلّفات في الطرقات وحتى الوصول إلى اعظم مشروع يتم انشاءه لخدمة المجتمع.
نحفظ في المدارس والبيوت ونكرر شفهيًا وعن ظهر قلب بكل سهولة أن "المسلم من سلّم المسلمون من لسانه ويده"، ولكننا ومع بالغ الحزن لا يتجاوز حفظ الحديث النبوي الشريف وما يشابهه من التعاليم أكثر من حفظٍ هدفه إجتياز الإختبارات المدرسية فحسب. فلا تسلم الأشياء من أيدنا وننفصم عن حقيقة تعاليمنا ونعكس صورة تشوه كل ما ننتمي إليه ، وتشكو على أثر ذلك الممتلكات العامة وإن كانت جمادات، من عبث العابثين ونزق المستهترين الذين تناسوا أن هذه الممتلكات جزء من مكتسباتنا جميعًا، بُنيت بجهد، وتجنّد في سبيل تحقيقيها الكثير من العمل والتكاليف.

نتساءل بشكل دائم عن أسباب الاختلافات الجلية للعين فيما يتعلق بالمعايير الأساسية، الأوليّة، الخارجية والشكلية بين المدن اليهودية وبلدات الوسط العربي في البلاد، فيتوافد الى اذهاننا كل ما يتعلق بالامور السياسيّة، كالعنصرية والتمييز وعدم المساواة في الميزانيات الممنوحة للبلديات وغيرها من الأمور الأخرى التي لا يمكن انكارها بكل الأحوال، لكننا نتجاهل أيضا تقصيرنا اتجاه بلداننا، واختراق التعاليم واسس الدين، فتور الشعور بالانتماء وغياب الحرص على الحفاظ على ما يملكه الجميع. فاقتلاع الزهرة التي في الشارع من موضعها، والاحتفاظ بالمهملات بالسيارة طوال كل فترة المكوث في بلد يهودي ورميها من شباك السيارة مع ظهور أول لافتة تدل على الدخول الى بلد عربي، وتكسير أدوات الصفوف في المدارس كعمل بطولي مع انتهاء كل عام دراسي، وغيرها من الاختراقات والتجاوزات العديدة المؤسفة، هي أمور لا علاقة لها بالعنصرية ولا الميزانيات، هي أخلاقيات آن الأوان أن تذوت فينا وتنتقل من كونها مجرد نظريات تجريدية خاملة في العقول وغائبة عن الواقع نحفظها دون عيشها إلى قيم محسوسة مطبقّة. وآن أن يلتفت إليها كل والد ووالدة يهتمون بإنشاء أبناء صالحون للغير كما لذواتهم والحرص على عيش تعاليم الدين والامتثال بها دون الاكتفاء بحفظها لتجاوز اختبارات المدارس فقط. ولا سيما دور المدارس والمربين بتبديل نهج تمرير المواد الدراسية التربوية وربطها بالحياة الحقيقية والواقع. لا تكن أنانيًا تخاف وتحافظ على ما يخصك ويخدمك فحسب، فهو دوري ودوركَ ودوركِ بأن يبدأ كل منا بنفسه وبمن حوله فتكون بلده بيته الكبير وسائر البلدان، فالأخلاق لا تتجزأ والمبادئ لا بد لها ان تكون رفيقة المرء أينما حلل.

باقة الغربية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة