الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 15:01

التكنولوجيا– نعمة أم نقمة؟/ بقلم: أسماء دقة

كل العرب
نُشر: 21/01/16 15:03,  حُتلن: 22:08

أسماء دقة في مقالها:

التكنولوجيا وبالرغم من جميع حسناتها خلقت جيلًا اتكّاليًا كسولًا وخاملًا لا يحاول التطوّر والتقدّم

تفشّي ظاهرة التعلّق المفرط والمبالغ بالتكنولوجيا ينعكس سلبًا على العديد من الجوانب في حياتنا سواء كانت اجتماعيّه نفسيّة او اقتصاديّه

نرى في الآونة الاخيرة ازديادًا حادًا وملحوظًا في استعمال جميع الادوات التكنولوجية كالهواتف الخلوية والحواسيب والتلفاز وغيرها، خصوصًا بعد ادراج تطبيقات التواصل "الاجتماعي" بها والتي تربط المستخدم بها بشكل مكثّف ولأوقات طويله جدًا وتبقيه بعيدًا عن الحياة الواقعية والاجتماعية وتشتّت انتباهه عن الاولويات والمسؤوليّات التي يجب القيام بها.

لا يمكننا ان ننكر ان التكنولوجيا بشتّى انواعها ساهمت بشكل كبير في تقدّم وتطوّر المجتمعات وتحسين ظروف المعيشة، تسهيل واختصار الوقت في العديد من المهام والاشغال اليوميّة، توثيق العلاقات وتقليص المسافات بين الاشخاص، فبكبسة زر اصبح بإمكاننا تصفّح الصفحات الشخصيّة لأصدقائنا واقربائنا ورؤية الاماكن التي يزورونها، انواع الطعام الذين يأكلونه، الاشخاص الذين يمضون معظم اوقاتهم معهم وغيرها من المعلومات التي لا تعد ولا تحصى بإمكاننا معرفتها من دون حتى اجراء اي نوع من انواع التواصل سواء كان مكالمه هاتفيّه او رساله نصيّه.

وبالاعتماد على ما ذكر فإن التكنولوجيا وبالرغم من جميع حسناتها خلقت جيلًا اتكّاليًا، كسولًا وخاملًا، لا يحاول التطوّر والتقدّم، يعتمد فقط على ما يوفّر له الراحة ويبحث عن اقصر الطرق واسهلها لإتمام اي مهمه دون الالتفات للطرق الخلّاقة والمبدعة التي كان بمقدوره اكتشافها لو اجتهد قليلًا. بالإضافة لذلك فإن التكنولوجيا ولّدت المشاعر الباردة والمصطنعة التي تصاحب معظم انواع التواصل الاجتماعية، فالتواصل هنا هو بين الشخص وشاشة الهاتف او الحاسوب وليس مع الشخص الآخر بذاته، فنجهل تمامًا ما يحدث وراء الشاشة الاخرى، ولا يمكننا التأكد ان كانت مشاعر الفرح او الحزن التي نقرأها حقيقيّة او زائفة.

إنّ تفشّي ظاهرة التعلّق المفرط والمبالغ بالتكنولوجيا ينعكس سلبًا على العديد من الجوانب في حياتنا سواء كانت اجتماعيّه، نفسيّة او اقتصاديّه، ولا بد من وضع حد لهذا الواقع الملوّث بالكم الهائل من الزيف والاتكالية والخمول. علينا تقليل استخدامنا الدائم للهواتف والحواسيب والسيطرة على رغباتنا والنظر حولنا للطبيعة والبشر ولأنفسنا.

أسماء دقة – طالبة عمل اجتماعي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة