الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 12:01

عام جديد وغزة ليست بخير/ بقلم: محمد نجيب الشرافي

كل العرب
نُشر: 26/12/15 15:32,  حُتلن: 09:35

محمد الشرافي في مقاله:

من أين يأتي الامل وبلادنا مزروعة بالحقد والكراهية والفقر في الشوارع والنفوس

الناس شركاء في الحرب والسلام، في السيادة والثروة ومهمة الحاكم تكمن أولا في الحفاظ على الممتلكات العامة من التعديات وليس ممارسة التعديات بنفسه جهارا نهارا

قيادات لا تنجب سوى التفكك والفرقة وفي داخلنا، وفي وطننا حدود كتلك المرسومة بين الدول وربما أصعب

أيام قليلة، يمضي عام إلى ذمة التاريخ ويحل عام جديد. حزن يمضي ليحل بدلا منه تشاؤم. مع بداية العام الجديد سنطلق العنان لخيالنا بالأفكار والامنيات والاحلام، بعضها يمكن أن يتحقق وبعضها الاخر يصطدم بجدران اسمنتية بناها بعضنا في عقولهم تجاهنا. عرفنا ما جرى خلال السنة الماضية، لكن أين لنا أن نعرف ماذا تخبئ لنا السنة الجديدة؟
من أين لهذه السنة الجديدة أن تأتي بجديد أفضل وكلنا غارق في القديم أسبابا ومسببات؟

من أين يأتي الأمل والنوافذ كلها مغلقة إلا على تصريحات كلامية، لو كان في صدور اصحابها شيئ من الجد لقالوا الآن، وفعلوا الآن، وبدأوا الآن ما وعدونا بإنجازه خلال عام أو ثمانية أعوام من الانقسام، ولكنهم لم يفعلوا ولم يرحلوا.

من أين يأتي الامل وبلادنا مزروعة بالحقد والكراهية والفقر في الشوارع والنفوس. لا مكان للغد ولا للحلم. كل الاماكن مفتوحة على الظلم والظلام وعلى القهر، ما لم نغيره في نفوسنا وبأيدينا.

قيادات لا تنجب سوى التفكك والفرقة، وفي داخلنا، وفي وطننا حدود كتلك المرسومة بين الدول، وربما أصعب.
الناس شركاء في الحرب والسلام، في السيادة والثروة، ومهمة الحاكم تكمن أولا في الحفاظ على الممتلكات العامة من التعديات، وليس ممارسة التعديات بنفسه جهارا نهارا.

للقوانين قدسية وضعها إجماع الناس عليها، ولا قدسية للقائمين على تنفيذها، واذا ما خالف الحاكم تلك القوانين فلا طاعة له ولا شرعية، بل يجب مساءلته لانتهاكه قدسية ما اتفق عليه.

لكن بعضنا - دفاعاً عن حزبه - يزعم بملء شدقيه، ولربما يتخيل، أن غزة هي المدينة التي لا ينام فيها جائع.
المدينة التي تخلو مستشفياتها من المرضى.
المدينة التي لا يدفع أهلها بالقوة ضرائب لا حصر لها.
المدينة التي لا يوجد فيها عاطل عن العمل، مدينة تخلو من الجريمة والمخدرات، ولاتجد شرطتها ما تعمل.
المدينة المفتوحة على مصراعيها، حيث يتسابق إلى شواطئها السائحون من أنحاء المعمورة.
المدينة التي ترتفع فيها أعمدة دخان المصانع ليل نهار، وليس دخان الانفجارات.
مدينة يدفع الناس فيها قيادات "الحزب الرباني" دفعا الى كراسي الحكم، فيما هم عازفون.
المدينة التي ينام حكامها في الشوارع بلا حراسات إسوة بسيدنا عمر. يركبون الدراجات الهوائية وعربات الكارو ويتركون للناس السيارات الفارهة.
مدينة النفط والغاز والكهرباء والديمقراطية الزائدة. وحرية التعبير دون خوف من اتهام.
مدينة البحث العلمي بامتياز، لا يسرق فيها "الدكاترة" أبحاث غيرهم وينسبونها لانفسهم، بحثا عن الدرجات والالقاب الاكاديمية.

مع مجيئ الحكام الجدد صارت المدينة لا تعرف خط الفقر ولا يعرفها. شاحناتها الضخمة تُصدر المساعدات الى العالم، وتعود فارغة، ولا تأتيها المساعدات فيستولي عليها بعضنا..

مدينة الحب والجمال والتسامح. غزة التي لا يعرف ابناؤها سوى الابتسام وشكر الحكام. هل تعرفها ؟!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة