الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 02:02

تأملات في نهاية عام 2015 واستهلال عام 2016/ذوقان قيشاوي

كل العرب
نُشر: 26/12/15 09:15,  حُتلن: 10:44

ذوقان قيشاوي في مقاله:

فليكن عام 2016 هو عام التخطيط والتحفيز، وبناء الذات، كلنا بحاجة إلى أن نرتقي في أدائنا، وكلنا بحاجة إلى منهجية جديدة في التفكير كي نتعلم عن ذاتنا، فمناهجنا الدراسية التقليدية أسهبت في أن تعلمنا عن الآخرين والأشياء ولكنها كانت شحيحة في أن تخلق لنا مساحة وفضاء للتعلم عن أنفسنا لنستكشف طاقاتنا الكامنة

نقف على مشارف نهاية عام حالي، نودع به الكثير من الأحداث والقصص والحكايات، نطوي به صفحة مضت من عمرنا، نخزن في الذاكرة الكثير من قصص النجاح، ومن عثرات الزمان التي حصلت في حياتنا في سنة 2015، وبكل الأحوال فهي سنة تحسب من أعمارنا، فقد نكون فقدنا فيها الكثير من الأحبة، والأعزاء على القلب، وودعناهم إلى دار القرار، وبقي لنا من ذكراهم ما سيبقى معنا في الأعوام القادمة، أو قد نكون أخفقنا في تحقيق بعض الأهداف أو أضعنا بعض الفرص، ولكن ما زال أمامنا فرصة ليست بالقليلة لنقف ونراجع مسيرتنا في عام 2015 ليكون بمقدورنا أن نبدأ سنة جديدة وبهمة عالية.
قد نكون بحاجة إلى بعض الأدوات الفكرية، والتي بها منهجية عقلانية لعمل مراجعة للعام 2015، فهناك الكثير من الأدوات في أدبيات هذا الموضوع، وستحاول هذه المقالة المصغرة أن تضع إطاراً مقترحاً لتلك المراجعة، حيث نرى في ثناياها لغة محفزة بعيدة عن الإشارات السلبية، وكلمات اللوم والفشل، وتحاول أن نطرح تلك المراجعة كجزء من تجربة تعلم، نحصد من خلال تحليلها الكثير من الدروس المستفادة.
إحدى أهم تلك الأدوات هي التمرين الرباعي، والذي يتكون من أربعة جوانب هامة لعمل تلك المراجعة:-
• ما هي الأشياء التي يتوجب علينا أن نتوقف عنها في العام 2016؟ : نحن بحاجة إلى تلك الخطوة، وأن نأخذ قراراً بالتوقف عن الكثير من الأمور، والعادات، والكثير من السلوك الذي نرغب بأن يحدث لنا تغييراً، ونقلة نوعية إن أخذنا القرار بذلك، فكم منا هم بحاجة إلى أن يتوقفوا عن التدخين؟ وكم هم الذين بحاجة إلى أن يتوقفوا عن الضرب، والعنف في التعامل مع من حولهم؟ وكم منا هم بحاجة إلى أن يتوقفوا عن تأجيل المواعيد والتسويف؟ وكم منا هم بحاجة إلى أن يتوقفوا عن التفكير السلبي؟ أكاد أن أجزم، أن الجميع لديهم الكثير من الطباع، والتصرفات، والممارسات والتي هي بحاجة وعلى مستوى أولي أن نعترف بضرورة التوقف عنها، وأخذ القرار بذلك، وبعدها تأتي الخطوة التالية وهي لا تقل أهمية عن تحديد ما نريد التوقف عنه، فهي لها علاقة باختيار نقطة واحدة فقط والتعامل معها، فإنه من الصعب التوقف عن الكثير الأشياء دفعة واحدة، فهذا يتنافى مع طبيعة الإنسان، لأن الأشياء التي سوف يتوقف عنها تقع ضمن رغباته، لذا وحتى نطبق هذه الجزئية، يتوجب أن نتدرج في الخطوات وأن نعمل على كل نقطة لوحدها حتى تكون محفزة للانتقال للنقطة الأخرى وهكذا.

• ما هي الأشياء التي يتوجب علينا أن نستمر بعملها في العام 2016؟ كما أن هناك قرارات قد أخذت في النقطة السابق بالتوقف عن الكثير من الأشياء، نرى أن هناك الكثير من الأشياء الجميلة والراقية والتي تشكل مصدر راحة لنا، وعلينا أن نحافظ عليها ونستمر بعملها، فكم منا سعيد مثلاً بالصدقة والعطف على طفل يتيم على سبيل المثال، ويرى أن المحافظة على تلك الخصال هو شيء هام، وهو جزء من هوية الشخص، وكم منا يرى أن العمل التطوعي هي جزء من كيانه، وهو رسالة وطنية سامية؟ يشعر الكثير ممن يقومون بهذا العمل بالسعادة. ينصح بأن نقوم بتوثيق كل ما نرى أنه يجب أن نحافظ على عمله في العام 2016، ونتعمق في تحليل المعاني من وراء ذلك، وأن نحسن ما نقوم به، ونحن مستمتعون في العام القادم.

• ما هي الأشياء التي يتوجب علينا أن نبدأ بعملها في العام 2016؟ في الكثير من الأحيان نغفل ونغرق في التفاصيل اليومية للحياة، وهذا ينسينا أن نفكر في أشياء جديدة، قد تكون بالنسبة لنا فاتحة الآفاق والفرص، وهذه مساحة للإبداع والمواكبة لما هو جديد، وكسر للفكر التقليدي، فالبعض قد كان لا يعطي وقتاً للقراءة الخارجية في 2015، أو أن البعض لم يكن لديه خطة لتطوير الذات، أو حتى وضع أهدافاً، أو عمل مراجعة مستمرة لتحقيق تلك الأهداف، هذه المساحة تشكل نافذة جديدة للذات على العالم الخارجي، فهي تساعد على استكشاف الذات وإمكانيات التعلم عنها بشكل أعمق.

• ما هي الأشياء التي يتوجب علينا أن نعملها بشكل مختلف في العام 2016؟ نحن دائماً بحاجة إلى كسر الروتين، والتجديد في طريقة عمل الأشياء، ففي الكثير من الأحيان نقع ضحية الرتابة والروتين القاتل الذي يخلق أجواء غير محفزة، تأتي هذه النقطة في هذا الإطار كي تفتح لنا آفاق في تغيير منهجية وطريقة عمل الأشياء، لنستكشف الكثير من الجوانب المختلفة، ونجرب طرقاً مختلفة لعمل أشياء لم نقم بطرقها في الماضي.
فليكن عام 2016 هو عام التخطيط والتحفيز، وبناء الذات، كلنا بحاجة إلى أن نرتقي في أدائنا، وكلنا بحاجة إلى منهجية جديدة في التفكير كي نتعلم عن ذاتنا، فمناهجنا الدراسية التقليدية أسهبت في أن تعلمنا عن الآخرين والأشياء ولكنها كانت شحيحة في أن تخلق لنا مساحة وفضاء للتعلم عن أنفسنا لنستكشف طاقاتنا الكامنة، فكل عام وكلنا بخير.

*ذوقان قيشاوي - مختص في بناء القدرات وكفايات التنمية البشرية

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة