الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 15:02

عمق الازمات وتعميق الفجوات عند العرب/ بقلم:مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 21/12/15 10:40,  حُتلن: 14:09

مرعي حيادري في مقاله:

يمكننا وضع البدائل لمشاريع وخطوات مستقبلية تعلمنا التوجه نحو مستقبل نظيف من الأخطاء والمغالطات


لو تعمقنا في الازمات الحاصلة على مدار 67 عاما لوجدنا ان التمييز وعدم المساواة في الحقوق كانت دوما الاجحاف والتقليصات عميقة بعمق الفجوات وعلى كافة الصعود الاقتصادية أولا والثقافية والصحية

في المجتمعات الراقية والمتحضرة تعمل الحكومات المنتخبة برئيسها ووزرائها على انهاء الإشكالات العالقة والملفات المستعصية ان وجدت ، راحة لهدوء واستقرار المواطنين أصحاب الحق بجدارة للعيش بأمن وهدوء وسلام وتدبير امورهم الحياتية من خلال توفير الموارد الاقتصادية أولا ، والتي هي عمودها الفقري لتنمو وتزدهر بشعوبها صناعة وانتاجا يوفر الاحتياجات وفرة محلية للسكان ، ومن ثم التصدير عبر الدول التي لا تقل أهمية في استقطاب الازدهار الاقتصادي وجعل البلد بمواطنيه أمة متحضرة ترنو وتكبر من خلال مؤسساتها التعليمية التي تأتي في نفس المرتبة المتزامنة مع الحدث ، والمكملة لذلك التطور والازدهار بعلمها وفكرها وادبها، الذي هو المؤشر الأساس في بناء الثقافة من الكليات والجامعات وتخريج طاقات وكوادر تعليمية ، تكون الأمن والأمان للبلد واهلة ، والحفاظ على تلك الطاقات لكل مكان وزمان وحتى في احلك الظروف لإنقاذ الاهل في البلد والوطن؟!.

كان من المفروض اليوم ان يكون اضراب السلطات المحلية العربية في البلاد وعلى ما يبدو تم التأجيل الى ما بعد الاجتماع مع وزير المالية السيد كحلون، على امل ان يخرج من هذا الاجتماع، الدخان الأبيض كما في الفاتيكان بروما وتعيين البابا المنتخب والمنتفق عليه؟! وان لم يتم رؤية الدخان الأبيض اليوم من الاجتماع، ستبقى السلطات المحلية غارقة بأزماتها المالية، وستحد من فعالياتها ونشاطاتها، لا بل في بعض السلطات سيؤدي لشلل تام بإدارة الاعمال اليومية من صحة وتعليم وبنى تحتية على الأقل، وهذا هو البرنامج الميسر تقريبا بكافة سلطاتنا المحلية العربية ؟! فهي لا تقوى على أكثر من ذلك، نظرا للأجحاف والتمييز في الميزانيات، وأخرى لسياسة ممنهجة على مدار سنوات متتالية كوننا عرب ؟! وأخرى لعدم نجاحنا في إدارة بلدياتنا ومجالسنا ولو في مشاريع صغيرة لا تذكر او لربما غير محسوسة او ملموسة؟! والأكثر شيوعا بالطبع تقليص الميزانيات من الحكومات على مدار سنوات خلت من اعمارنا شاهدة على الحدث.

فلو تعمقنا في الازمات الحاصلة على مدار 67 عاما لوجدنا ان التمييز وعدم المساواة في الحقوق، كانت دوما الاجحاف والتقليصات عميقة بعمق الفجوات وعلى كافة الصعود الاقتصادية أولا والثقافية والصحية ، ناهيك عن سياسة تضييق الخناق من خلال التوسع البلدي والخرائط الهيكلية ، والملفت للنظر ان وزارة الداخلية التي عملت مناقصات للفوز من قبل شركات تقوم بمسح البلدات في إسرائيل ومن ضمنها القرى والمدن العربية ، ودفعت مئات الاف الشواقل لتخطيط مستقبلي للقرى والمدن العربية وعلى بعد مستقبلي يصل ل 25 عام ؟!وانا من حضر اول تلك الجلسات في بلدية سخنين اندهشت من تلك الشركة التي تخطط لسخنين دون وجود أي مهندس او مستشار عربي ضمن هذه الشركة؟! والأكثر اندهاشا لي وللحاضرين الحديث يصور لنا من خلال الشرح وكأننا نعيش بباريس او أي عاصمة أوروبية فيها الهدوء الاقتصادي والميزانيات الهائلة، ونحن ما زلنا نعاني من تضييق الخناق مسطحات القرى والمدن، وتوسيع المسطحات امر مفروغ منه، وغير قابل للتنفيذ من قبل دائرة أراضي إسرائيل وخاصة للوسط العربي؟! فكيف لنا برؤية مستقبلية ونحن نعيش في (جيتو)!!؟.

ومن هنا أتوجه الى كافة الجماهير العربية باهلها وناسها العقلاء والذين يصوتون وينتخبون القيادات المحلية لإدارة شؤون البلد ، ان يشاركوا الإدارات المحلية ويرافقوهم بكل خطواتهم والمشاركة والاطلاع الفعلي لما هو حاصل من عدم تلبية المطالب أحيانا ، ومن صحة عمل الإدارات التي ترتكز على التوجيه الإعلامي المفبرك كما هو في كل دولة ديمقراطية ترتكز على الاعلام سلاحا لنجاعتها والتعميم الخاطئ أساس الأخطاء المتراكمة وعلى مدار سنوات من الاجحاف بحق المواطن ومن الطرفين ، الحكومة أولا والقيادات المحلية ثانيا، حين تعمل الأمور وتنفذها دون تخطيط ينم عن صدق الخطوات..

ومن هنا يمكننا وضع البدائل لمشاريع وخطوات مستقبلية تعلمنا التوجه نحو مستقبل نظيف من الأخطاء والمغالطات، برغم اننا واثقون بالتمييز القائم ولا جدل عليه، وسوف يستمر بهذا النهج من قبل الحكومات ولكن من اجل التحسين التطور، التواجد والوجود للمواطن الملموس وغير المحسوس، نرغب بتلبية رغباتنا ومخططاتنا من خلال المتابعة والدراسات المستمرة حتى تحرر المطالب ونحصل على الدعم والميزانيات ونقلل من عمق الفجوات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة