الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 06:02

نوح إبراهيم شاعر وشهيد ثورة- حلقة 1


نُشر: 13/07/08 20:55

نوح إبراهيم شاعر وشهيد ثورة( 1936- 1939) الحلقة الأولى

نوح أبراهيم الشاعر الشعبي الذي رهن روحه وحياته للشعب والوطن والثورة هذا الشاعر سيبقى في ذاكرة الأجيال كل الأجيال الفلسطينية التي عاشت ثورة (1936- 1939 ) . الشاعر الشعبي الذي إستقبل الشهادة واقفا ً, شامخا ً كأشجار الصفصاف العالية التي تناطح عنان السماء.
كان نوح إبراهيم إنسانا ً موهوبا ً ذا صوت عذب جميل . استغل الإسطوانات والإذاعة الفلسطينية والكتب في نشر قصائده وأهازيجه الشعبية التي حفظها الصغير والكبير عن ظهر قلب, والتي كانت حافزا ً لهم تشحن نفوسهم بالأمل  للحرية والإستقلال. وتثير النخوة وتؤجج الحمية فيهم للخلاص من نير الإستعمار البريطاني الذي اثقل كاهلهم بالأصفاد. لم يكن نوح شاعرا ً فحسب بل كان مناضلا ً فهو تأثر قبل أن يكون شاعرا ً , وقلائل هم الشعراء الذين صاحبت كلما تهم الرصاص في ذلك الوقت.
ولد شاعرنا في حيفا عام 1911 أو 1913 كما جاء في الموسوعة الفلسطينية . في وادي النسناس في البيت رقم 30, حيث نما وترعرع لعائلة شعبية فقيرة ضمت بالإضافة اليه أما ً وأختا ً لا نعرف عنهما اليوم شيئا ً, أما والده فقد إستشهد عندما كان نوح طفلا ً. تعلم نوح إبراهيم في مدرسة الجمعية الإسلامية في وادي الصليب بحيفا , وتربى على يد الراهبة "روت سنبل" وفي المدرسة إعتبر إحدى المدرسات كانها أمة وإسمها أدما مسلم خوري وعندما التحق نوح بصفوف الثورة قالت له:
" برضاي عليك يما لا تروح "
فقال لها :" لا تخافي يما ,  خلقنا للشهادة".
وجد نوح إبراهيم طريقه الى الحركة الوطنية وهو ما زال على مقاعد الدراسة الإبتدائية وكان معروفا ً أنه مع الثوار , حسب ما قاله لي محمد الشريدي, أم الفحم, لم يسعف نوح إبراهيم الحظ بالإستمرار في الدراسة, فقد تركها في مراحلها الأولى حيث أنهى الصف الرابع أو الخامس الإبتدائي, ودخل الحياة العملية وإختار أن يكون عاملاً في إحدى المطابع الحيفاوية. حيث ساهم بأخراج الكلمة المطبوعة الحرة الى الجماهير, وقد أحب نوح هذا العمل لقربة من إهتما ماته الثقافية والمعرفية.
تعمق الحس الشعبي عند نوح إبراهيم في سن مبكرة وظهر هذا في إنتمائه الى الفئات الفقيرة التي تعاني القهر والإستغلال . الى جانب العمل كان نوح يمارس كثيرا ً من النشاطات الثقافية , والوطنية والإجتماعية فتفتحت فيه روح الشاعر الشعبي وهو في هذه السن المبكرة. فأصبح الروح الحية في الأندية والمنظمات الكشفية ومنظمات الشباب والعمال والميادين الوطنيه العامة في فلسطين وفي الأقطار العربية المجاورة كمصر وسوريا ولبنان. كان يخطب ويلقي قصائده حول مختلف الأحداث المتلاحقة في تلك الفترة العصبية ويدعو الى مؤازرة شعب فلسطين في كفاحه ضدالصهيونية والإستعمار.
التحق بحركة القسام الثورية حتى اطلق عليه لقب "تلميذ القسام" وحين إستشهد الشيخ المجاهد عز الدين القسام في أحراش يعبد, قال فيه قصيدته المشهورة التي ما زال جيل الثلاثينات يحفظها عن ظهر قلب والقصيده هي "يخسارة يا عز الدين" . إزداد وعيه السياسي بعد موت استاذه القسام فأدرك أن هناك مؤامرات تحاك ضد هذا الشعب فاقسم نوح أن يناضل ويقاتل ويحث الجماهير على الثورة حتى الموت متمسكا ً بالكلمات التي قالها استاذه القسام قبل إستشهاده
 "لن نستسلم هذا جهاد في سبيل الله والوطن , يا رفاقي موتوا شهداء".
هذه الكلمات التي قالها القسام حملها نوح نبراسا ً وسار بها بخطى ثابتة دون خوف أو وجل ليقوم بواجبه الوطني, وهنا بدأت مرحلة جديده من حياته, مرحلة النضال العملي فمن خلال قصائده الشعبية استطاع أن يجند الكثير من الشباب لصفوف الثورة وخصوصا ً أن قصائده كانت تعا لج القضايا المعاشه في تلك الفترة بدءا ً من الإضراب الكبير حتى قرار تقسيم فلسطين مما جعله يحصل على لقب شاعر الثورة ومنشدها فأغانيه التي إنتشرت في فلسطين مثل إنتشار النار في الهشيم عكست صورة واقعية وحقيقية لتلك الفترة, حتى أصبحت قصائده تهدد سلطة الإنتداب البريطاني والحركة الصهيونية.
في شباط 1937 زج نوح في معتقل المزرعة ثم في سجن عكا لمدة خمسة شهور ومن داخل السجن إستمر نوح يكتب ويرتجل القصائد الشعبية يلحنها وينشدها بصوته العذب الجميل للمعتقلين ليرفع من معنوياتهم. ومن القصائد التي حفظها المعتقلون وإشتهرت داخل السجن قصيدة "المستر بيلي" . حاكم اللواء الشمالي الذي أصدر الأمر بسجن نوح إبراهيم وزملائه من مدن وقرى الشمال , وقدأ صبحت هذه القصيدة نشيد المعتقلين في الحال وفيها يتهم المستر بيلي أن أحكامه عرفية وجائرة وشديده ولا يوجد فيها عدالة وأن السلطات البريطانية تحكم الشباب بحجة أو بدون حجة.
لم ترهب عتمة الزنازين نوح إبراهم بل زادته أصرارا ً على مواصلة الكفاح والنضال وخصوصا ً أنه يناضل من أجل شعب, أرض. ووطن إغتصبه الغاصبون.
ما أن خرج نوح إبراهم من السجن حتى تنكب بندقيته وإنضم الى صفوف الثورة من جديد ليتابع المسيرة التي بدأها . أو ليس هو: القائل
 محــلا المــوت والجهـــاد ولا عيشــة الإستعباد
 جـاوبوا رجالــو الأمجـــاد نمــوت وتحيـا فلسطين
إستمر نوح يقاتل ويقارع الإستعمار والحركة الصهيونية من جهة ,  ويؤلف القصائد والأهازيج الشعبية وينشدها من جهة أخرى, حتى أصبحت هذه القصائد الشعبية شوكة في حلق سلطات المستعمر البريطاني الغاصب. فأصرت على منعها أو تداولها , وأصدرت قرارا ً تمنع فيه السماح بنشر أو طبع قصائده.
ففي 22 شباط 1938 وعن مراقب المطبوعات الإنجليزي في فلسطين "أوين ديديت تويدي" قد صدر القرار وهذا نصه:
"إستناداً الى الصلاحية المخولة لي كمراقب للمطبوعات ... بمقتضى نظام الطوارىء فأنا (أوين ديديت تويدي) أحظر طبع أو نشر النشرة المحتوية على مجموعة اشعار نوح إبراهيم في فلسطين", وأحظر أيضا ً استيراد تلك النشرة اليها وامر بضبط ومصادرة نسخ تلك المطبوعة أو المنشورة أو المستورده خلافا ً لهذا الأمر".
وهكذا أصبح نوح إبراهيم شخصية غير مرغوب بها للسطات البريطانية مما جعلهم يراقبون تحركاته وتصرفاته يتنقلون  وراءه من مكان الى آخر,  يتابعون أخباره ونشاطه السياسي . ومن الملفت للنظر أن نوح إبراهيم لم يكن يتجاوز في العام 1937 ,الثالثة والعشرين من العمر. هذا حسب ما جاء في مذكراته , حيث قال "يعتقد الكثير من الأخوان أن عمري ينوف عن 40 عاما ًُ ولكني اقول ان عمري لا يتجاوز 23 عاما ً وأرجور الله ان يوفقني ويمنحني القوة لخدمة الأمة ومواصلة جهودي" .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.06
EUR
4.74
GBP
236315.11
BTC
0.52
CNY