الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 09:01

عفواً أيها العيد /بقلم: نانسي مزاوي شحوك

كل العرب
نُشر: 18/12/15 09:51,  حُتلن: 09:53

تَباطأ أيها العيد....إهدأ وتوانَ عن الركض...وكفاك لهثاً ومجاهدة في الوصول إلى يومك المنشود....نهارك النقي ...الميلاد الحق!!
أذوب خجلاً وأستتر وراء عباءتي حياءً من فرط الخذلان على ما أصبح عليه الحال كرموز لعيد بتنا نفقد معانيه الأساسية ونتسلى بالبوذيات الوثنية.
قال يسوع: "بيتي بيت الصلاة يدعى...وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"....فقلب حينها الموائد والكراسي وأخرج كل الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل.
سيان ما بين الأمرين....والآتي أعظم.....فما هي كمية جرعات الرضا اليوم.....عن أسلوب إحتفالنا بهذا العيد المقدس؟ أوهل ما زلنا نذكر إن نفضنا عقولنا برويّة أن هذا العيد هو ولادة المسيح؟

عفوا أيها العيد...الضجيج، الصخب، إضاءة الألوان المتشردة، ماديات، أموال مبذرة، كمية الهدايا الباذخة.، فرحة الأطفال مزيفة المعاني، أقنعة حمراء، طعام فاخر يتناثر بالهباء، أسواق وشظايا دخان بائس، ومفرقعات تستنجد في الفراغ... باتوا من أبرز سمات رمزك .....مع مُر الأسف!
إنعاش الذاكرة لشهر ديسمبر أصبح أمر ضروري لا بد منه....ولد فيه من ينقذنا من الخطايا....وكل الخطايا تتتالى فيه....أي مفارقة تلك؟أين المهابة والوقار؟
حب الناس....إضاءة شموع بهيجة....أجراس ناطقة.....وقلوب خافقة......كانت ستنوب عن ما في القلوب من تقدير وخشوع وفرحة بتلك المناسبة العزيزة....بعيدا عن القهقهات المدوية المتراقصه بين أزقة الشوارع من كل حدب وصوب....حيث باتت نغماتها مرعبة لا تمت للعيد بصلة.

مُطأطئة الرأس أنا، أحقادهم تتزايد، التحديات تشتد، الحفلات تتتافس، المبيعات تتضارب، ومعنى العيد اندثر كالشبح بين سلبيات عقول الناس الراقية....مربية أجيال المستقبل....الذين لن يعرفوا للعيد وقار لو بقي الحال على ما هو عليه اليوم.
رمزك يا عيد بات مهشما على هامش ديسمبر....فعفوا منك يا عيد ....منك نعتذر يا خشوع.....ففقدان الذاكرة وحب النفس باتوا علة هذا العصر!

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة