الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 04:01

الأجمل من الجميل/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 06/11/15 18:01,  حُتلن: 14:12

جميل جدا أن تعمل وتجتهد وتبرز وتصبح الأول! لكن الأجمل أن تعمل بصمت، وتجتهد بقناعة، وتبرز في عملك وتصبح الأول في تواضعك!
والأجمل من ذلك أن تعمل بصمت، ودون أن توجّه النقد والملاحظات لغيرك إن قصّر أو تعثّر.. وتجتهد بقناعة ليس لتؤكد لغيرك أنك الأقدر والأجدر، وأنه لا يوجد مثيلك او من يبسدّ فراغك.. وتبرز في عملك دون ثرثرة أو ادعاءات فارغة أو مدح ذاتي، بل في اتقانك لعملك والتركيز فيه واجادته على أحسن وجه.. وتصبح الأول في تواضعك، وليس في ضجيجك وجلبتك، أو في بياناتك وتصريحاتك، أو في الدّوس على الآخرين، لأن التواضع هو الذي يرفعك ويسمو بك ويُعلي من شأنك.

نعم.. جميل أن تعمل وأن تكون قائدا، وتبني لك جيشا من العاملين الذي يطيعونك دون نقاش، وينفذون أوامرك دون اعتراض ويفدون أنفسهم في سبيلك دون سؤال.. والأجمل أن تنتبه لنفسك وذاتك، وإلى أن المجد الذي وصلت إليه، لم تكن تصل إليه دون من هم حولك، والبراعة أن تنجح بابقائهم حولك، أمامك، خلفك. خلفك يحمون ظهرك، أمامك يدافعون عن قلبك، حولك يصدون عنك خصومك وأعداءك.. فأولئك المخلصون لك اليوم، التابعون، الصاغرون سيخرج من بينهم "سبارتاكوس" جديد، سيكون في البداية واحدا وحيدا، فردا منفردا.. لكن بعد حين سيتكاثر ويتعدد وينمو ويصبح له نفوذا، وله أتباع وفيما بعد جيش.. وستسأل نفسك عندها لماذا جرى لي ذلك!
لأنك أنشأت جيشا دون ضباط. لأنك جمعت حولك عاملين، مأجورين، مخدوعين وطمست المفكرين والمبدعين ووأدت أفكارهم في المهد. لأنك أحطت نفسك بالمداحين والمصفقين والمنافقين، وأبعدت الناقدين والناصحين والعارفين.. فماذا أنت فاعل حينها؟!
عُد إلى تواضعك.. تخلَّ عن غرورك.. أصغِ إلى صوت ضميرك.. اعرف ربّك!! عندها تتربع على قلوب الناس دون حاجة إلى جيش أو أتباع، وستكون الأول عندما تعودُ إلى الآخِر.. وستصبحُ سيّدا عندما تخدُم الآخَر.

شفاعمرو/ الجليل

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة