الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 01:02

ماذا لو؟ بقلم: أسيل منصور

كل العرب
نُشر: 01/11/15 19:47,  حُتلن: 14:42

كانت حادثة عابرة لم تذكر هي ملامحها بوضوح ..
كانت في شدة الحزن على الظروف الحياتية التي اكتنفتها..ما زالت تذكر النحول والشحوب الذين نالا منها وكانت هناك تجلس تراقب المارين من غير أن تشعر بوجودهم حين مرّ هو وأصدقاؤه ..أحدهم حدجها بنظره وخاطبها كأنه لم يكن غريبا عنها وكأنه علم مقدار الأسى الذي احتواه قلبها وحاول أن يواسيها ببضع كلمات لم تتذكرها ..لم تذكر أوجههم ولم تعرهم اهتماما ولم تغير كلماتهم من شعورها ومضت السنون وتعلمت أن تستسلم لقدرها الذي كانت قد حاولت مرارا وتكرارا أن تغيره بلا فائدة ..كانت كالسجين الذي ملّ من كره الظلمة فاعتاد عليها وأصبح لا يألف سواها ورجعت البسمة إليها ونسيت الأسباب التي جعلتها تفكر في مهاجمة المجتمع القذر الذي يأبى أن ترفع أنثى صوتها وتقول يكفي !!لكن الضغوط التي تحملتها تركت ندوبا كثيرة في قلبها فهاجمتها العلل وغيرت من ملامحها حتى ما عادت تعرف نفسها..وكلما كانت تشفى كان المرض يعاود الهجوم فيرديها بلا أمل ..
ثم قررت العودة إلى نفس المكان الذي بدأ فيه كل شيء علها تعيد شيئا من هويتها المشوهة ..فالتقت به من جديد وفي هذه المرة كان محتما عليها أن تألفه ..كان ذَا قيم مختلفة عما آمنت به فلم تسمح لنفسها في البداية أن تفكر فيه ولكن رويدا رويدا وبعد أن استأصل الحب كل الفوارق بينهما ورأته من دون الاختلافات حصل ما لم تكن أبدا تريده وعبث الوهم بها وبدل أن يساعدها الرجوع على الشفاء ..خرّت صريعة المرض اللعين وافترقت عنه بكل هدوء كاللص الذي رجع بخيبة لأن ضميره استيقظ قبل أن يقدم على سرقة بيت صاحبه ..أما هو فلم يسأل عنها ولم يفهم لم اختفت وأوعز الأمر لأسباب واهية ..
ولطالما فكرت هي بكلمة لو وماذا إذا لكن خنوعها كان أقوى من أن تحاول أن تقاتل من جديد أو تغير شيئا من الأشياء الغير قابلة للتغيير ... 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة