الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 14:01

رجال من بلدي مصمص: المرحوم ابراهيم محمود شرقاوي/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 24/10/15 15:38,  حُتلن: 07:43

هناك العديد من الشخصيات والرجال في بلدي الحبيب ( مصمص) الذين كان لهم الدور الفعال والمؤثر في المجتمع وفي مساعي الاصلاح ، يستوجب الحديث عنهم وعن مآثرهم والتذكير بهم ، ولنبدأ اولاً بالعم المرحوم ابراهيم محمود شرقاوي ( ابو شوقي ) الذي كان امام وخطيب جامع القرية القديم .
وهو شخصية اجتماعية تركت اثراً طيباً في النفوس ، وكان صاحب حضور قوي ولافت . فكان خطيباً مفوهاً ومتحدثاً لبقاً وحكائياً ماهراً .
ولد في مصمص العام 1914 ووافته المنية في شهر تموز العام 1986.
كان يتمتع بصوت عذب رخيم وخصوصاً في الموالد النبوية والتواشيح الدينية . وكان يحفظ الكثير من الأشعار عن ظهر قلب ، وعارف بالفقه وعلوم القرآن وأسرار اللغة ، وكان يقرض الشعر ، وأجاد في الوصف والغزل ، وشعره رقيق ، حسن السبك ، جميل العبارة، ومن السهل الممتنع ، وومما قاله :
حطيت الحب بقلبي وضاع المفتاح
قلبي ع مفرق بيتك دشرني وراح
وعندما استشهد الشاعر الوطني الكبير ابن مصمص راشد حسين وقف ليرثيه ويؤبنه بصوت الجهوري الصداح قائلاً :
" اي انسان هذا ، اي ذكاء كان يتوقد في ذهنه !
ان ذكاء المرء محسوب عليه ، واصحاب المواهب الخارقة كثيراً ما يدفعون الثمن ، واحد هؤلاء هو هذا الانسان !
واذا كانت النفوس عظاماً
عجزت عن مرامها الاجساد
فلقد كان راشد ذا موهبة خارقة ، في سعة الذاكرة وقوتها . كان رحمه الله يجيد فن الكلام ويجيد فن الاصغاء فلا يكاد ينسى مما وعى كلمة ولا حرفاً مهما تعاقبت الأيام ، من اجل هذا هيأته موهبته ليكون شاعراً وكاتباً وخطيباً وحامل رسالة . وقد جعل الله في قلوب اصحابه على اختلاف اديانهم واجناسهم . وكان قرة اعينهم ومهوى افئدتهم ، كان قوي الشخصية رفيع الخصال عظيم الشمائل .
ويضيف : " ايه يا راشد ! انك عريس هذه القرية الصغيرة بحجمها وعدد سكانها ولكنها اصبحت بك كبيرة كبر نفسك وعظمتها . انك عريس فذ انطلق ركب زفافك في اضخم مدينة في العالم ، نيويورك ، الى اصغر قرية في الشرق الاوسط ، الشرق العربي ، هي قرية مصمص . فما اروع هذا الزفاف الذي اشتركت فيه الارض والسماء .
ولقد اصبحت قريتك مدينة لاصدقائك واصحابك واخوانك الذين ساهمواًفي تشييع جنازتك وفي احياء يوم الاربعين . خاطبوك باشعارهم وبعقولهم وبقلوبهم وكأنهم كانوا يخاطبونك وجهاً لوجه ولكنهم يا راشد سامحونا بهذا الدين ، وقالوا انهم يقومون ببعض ما لك عليهم من حقوق فلهم منا الف شكر وسلام .
وينهي كلمته بالتساؤل : اصحيح انك مت يا راشد !
ويجيب :"كلا انك لم تمت ولكنك انتقلت من بيننا في رحلة الى عالم آخر انت فيه حي ترزق " .
ابراهيم محمود شرقاوي عرف بمواقفه الاجتماعية والدينية والانسانية ، كان له حظوة بين الناس مثلما كانت منزلته ومكانته الرفيعة عند ذوي الشأن . فله الرحمة وعاشت ذكراه الطيبة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة