الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

المجتمع الاسرائيلي :هستيريا القطيع تشخيص جديد من صناعة نتنياهو/ بقلم:د.زياد محاميد

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 24/10/15 07:57

 د.زياد محاميد في مقاله:
المجتمع الاسرائيلي يتصرف بشكل مرضي وكأنّه قطيع اصيب بحالة من الهستيريا الجماعية

دولة ومؤسساتها وافرادها واعلامها دخلوا بحالة من الهلع وانهيار الأمن الشخصي بحكم الشك والتحريض

على الاحزاب الفاعلة في الوسط العربي أن تتحد معا تحت شعار اسقاط الفاشية والاحتلال والعنصرية والمبادرة مع القوى الديموقراطية اليهودية الصديقة المخلصة

الحالة الحياتية اصبحت حرجة ومتوترة تهدد أماننا الشخصي وسكينه انفاسنا لما نراه من اعدامات يوميه للشباب الفلسطينيين في الشوارع بيد قوى الأمن الإسرائيلية أو بأرجل وايدي الناس (يهود) الذين يتصرفون كقطيع هائج مرعوب عنصري لا يصرخ الا بالكلمات السافلة ونداءات القتل وممارسه الشراكة بقتل "واعدام المشتبه".

دولة ومؤسساتها وافرادها واعلامها دخلوا بحالة من الهلع وانهيار الأمن الشخصي بحكم الشك والتحريض.. والظاهرة فردية وجماعية لتصل لحد ظاهرة القطيع المصاب بهستيريا الخوف من الطعن أو الدهس أو الموت.... ظاهرة نفسية شاملة وشمولية واجتماعية، سببها أن القيادة الاسرائيلية لأهداف في نفسها نجحت في ادخال المجتمع كله في قفص الهستيريا وكأن نتنياهو اخد مسحوقا ورشه في الهواء ليتنفسه الاسرائيليون فيصابون بالظاهرة المرضية مباشرة...ومواصفاتها:

1.الخوف والتوتر والشك بكل انسان يتحرك أو يمد يده لجيبه أو حقيبته أو جزدانه أو كيس يحمله.
2. الخوف لدرجه الهلع من كل سيارة تسير بسرعة معينة وقد تتورط بحادث طرق أو انزلاق أو ازاحة عن مسارها.
3.الجاهزية للصراخ ان "عربيا" ارهابيا أو مخربا "ميحابيل"هنا..
4.حاهزية الناس للهلع والتصرف بدافع الهلع بإطلاق النار أو الهروب أو دعوة الشرطة لتطلق الرصاص على المشتبه بطريقة هستيرية، ينفذ الشرطي على اثرها اطلاق نار ليقتل المشتبه دون التحقق....
5.جاهزية الناس التصرف كقطيع يهجم ويصرخ ويسب ويحمل الآلات ويستعمل الارجل لقتل المشتبه...
6.جاهزية القطيع للتجمهر والصراخ "الموت للعرب" والبحث عن عرب آخرين لقتلهم...والتظاهر والتصوير والتصرف كذئاب جائعة تتوق لرائحه الدم العربي..
7.جاهزية الناس التصرف كشرطة وكقضاة ليحكموا بالإعدام ميدانيا على المشتبه بدون التأكد من نواياه وحالته..
8. جاهزية الناس "الهلعة" والأمنيين –شرطة – جنود – حراس.. التعاون معا بهلع جماعي للقضاء على المشتبه دون فرز مهمات ووظيفة كل مجموعة متخصصة..
9.شعور الناس "الهلعة" انهم قادرون وبدعم من الدولة والقانون ان ينفذوا الاعدام ولو بطريقة وحشية. وانهم محميون قانونيا.
10. جاهزية الافراد المشاركة بالتشدق والتفاخر ببطولتهم بوسائل الاعلام أو التصوير للتوثيق ..وكأنهم " ابطال"..
11. جاهزية الناس باستعمال كلمات نابية وسافلة وعنصرية مع الدعوة للقتل وبصوت عال دون اي رادع اخلاقي.
12. جاهزية الناس للتعامل مع اي حدث غير عادي (اجرامي- مشادات كلامية- طوشة) كأنه عملية فيها عربي ارهابي"...الى حين ان يظهر انها ليست هكذا...
13.الخوف العام من التواجد في المجمعات أو الباصات أو الشوارع ..والانغلاق بالبيت...
14. اعتبار اي عربي مشتبه به حتى لو كان مسافرا في باص أو قطار...او ماشيا في الشارع... اسمعيها " أرابافوبيا"..
15. جاهزية الناس لإبلاغ الشرطة عن حالات غير واقعية- اصوات أو ظلال أو شبهات من نسيج خيالهم.. بدافع الخوف الهستيري الوسواسي...

جميع المواصفات المذكورة اعلاه تشير الى أن المجتمع الاسرائيلي يتصرف بشكل مرضي وكأنّه قطيع اصيب بحالة من "الهستيريا الجماعية" اسميها "هستيريا القطيع المكتسبة".

اذا من المسؤول الاول عن صناعة هذه الهستيريا المكتسبة؟؟؟

عندما ينادي نتنياهو الشعب والجيش والشرطة أن تكون على جاهزية للقضاء على أي مشتبه فلسطيني، وعندما يصرح وزير الأمن تصريحات مشابهه وعندما يظهر رئيس بلدية العاصمة حاملا رشاشا في الشارع، فانهم كمصممي سياسة يحولون الأفراد الى قضاة، يحكمون بالإعدام لكل مشتبه وعربي.. ومن هم المشتبهون ؟؟ هم العرب ونسبتهم 20% من السكان. وآلاف العمال الفلسطينيين... وآلاف واليهود الشرقيين ذوي الملامح العربية.
واليهود القوقازيون المشابهون للعرب والاكراد وغيرهم من السفراديم...هكذا يتحول اكثر من نصف سكان الدولة لمشتبهين. يشتبه بهم النصف الآخر.. والنتيجة أن أي شك أو اي حركة مشبوهة تؤدي الى استعمال الرصاص لإعدام المشتبه...هكذا حصل بأكثر من حادثه كان ضحيتها افراد يهود...

في هذا الظرف بالذات، المواطن لا يشعر بالأمان فلا يخرج للعمل أو للتسوق أو للراحة فتتحول المجمعات لاماكن فارعه سيؤدي الى شلل اقتصادي..

الحالتان اعلاه هما حالات من الهلع الهستيري التي يدخل بها المواطن وفيه الشعب يتصرف كقطيع متمشيا مع نظرية القطيع خصوصا وان الشعب مر بعملية غسيل دماغ متواصلة اسسها أن العربي الجيد هو العربي الميت وأن الدم العربي رخيص وأن كل عربي هو مشتبه به وكاره لليهود وان الهلكوست- المحرقة ليس صناعة نازية انما من انتاج فلسطيني. وربما أن أم فرعون هي فلسطينية ..والنتيجة هستيريا شاملة لا تنتح الى الرصاص الحي والركلات لكل شخص ذو ملامح عربية حتى لو كان افريقيا كما حصل في بئر السبع...ونتيجة اخرى هي ان يلغى القانون ويتحول كل شخص الى قاضي يحكم بالإعدام ام برصاصة من مسدسه أو بدعوة للفتل من حنجرته أو بركله قاتله ولينتش لأي مشبوه.. هنا تضيع دوله القانون...ليكون قانون " استعمال قاعدة "ما لا ينحز بالقوة ..ينحز بأكثر قوة " و "القوة الاكثر هو الحل الامثل" لحل الازمات".. وهكذا يدخل الكل في دائرة التوتر والاشتباه والغاء القانون والحكم بالإعدام من قبل الناس العامة"، فيتحول الشعب الى قطيع تسيره افكار الكراهية والرعب والأمن المفقود لتتحول الى هستيريا جماعية قد تدمر الدولة والقانون والاقتصاد والقيم وحياة الناس.


ما المخرج وهل من حل في الافق؟؟

فهل يقوم حراك ديموقراطي ليسكت نتنياهو ويعالج الشعب من الهستيريا الجماعية؟؟؟

لا اعتقد أن حراك ديموقراطي كبير سيولد من رحم الأزمة الحالية، فاليسار ممزق والعداء للعرب شائع ويمنع العمل المشترك الواسع...ولا اتوقع مبادرات جدية الا من افراد أو احزاب صغيرة على هامش العمل السياسي أو مؤسسات مدنية تعيش الرومانسية السياسية فقط في الصالونات والمقاهي والبيانات.

ان محدودية الوعي السياسي لدى الشعب الاسرائيلي بآفاق الحل وحتميه تقرير المصير للشعوب، تحول دون تغيير المسارات اليمينية في الدولة الجماهير في اسرائيل تعرضت لغسيل دماغ كثيف منذ الـ1948 وقبلها وتواصلت بخده في اوائل الثمانينات مع بروز اليمين المتطرف ليصل الى القمة ببروز سيطرة النموذج اليميني المتطرف نظريا وممارسة على مجمل السياسة وصناعه القرار السياسي يمثلونه نشطاء ميليشيات المستوطنين السرية والعلانية التي تحرق الشجر والحجر والبشر، وهذا برعاية صانع التهريج السياسي نتنياهو المتمثل بتصريحاته عن دعم ابو مازن للإرهاب الداعشي واتهام المفتي عبد القادر الحسيني بالدعوة لحرق اليهود في الاربعينات، وذلك ليفجر قنبلة اعلاميه تزيد من منسوب الكراهية للفلسطينيين، وتنسي العالم جرائم قوات الأمن الإسرائيلية بإعدامها عشرات الشباب الفلسطينيين بحجة الاشتباه بعمليات طعن، وللإفشال الانتصارات الدبلوماسية للسلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة والعالم ومنع الحل العادل بعمليه تفاوضية تنتج دولة فلسطين جارة لإسرائيل في الاراضي المحتلة عام 1967.

الحل سيأتي من جبهة شعبية عريضة ضد الفاشية والهستيريا المنفلتة، ومن يجب عليه المبادرة لأقامتها، هم اصدقاء الشعب الفلسطيني والمتماثلين مع نضاله ضد الاحتلال..

الآن الآن يجب المبادرة لإقامه ائتلاف أو جبهة شعبية عريضة تتصدى للهستيريا والفاشية والعنصرية والاحتلال.
وعلى الاحزاب الفاعلة في الوسط العربي أن تتحد معا تحت شعار اسقاط الفاشية والاحتلال والعنصرية والمبادرة مع القوى الديموقراطية اليهودية الصديقة المخلصة والانطلاق بمعركة اعلامية –شعبية –جماهيرية وميدانية-وثقافية مركزة ومتواصلة لتنظف رؤوس المواطنين اليهود من اوساخ الفكر الصهيوني العنصري العدواني الذي احتل وعي الأغلبية برعاية القادة والاعلام المجند وعلى رأسهم نتنياهو.

يتبع...

أم الفحم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة