الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 10:02

في رحيل الروائي المصري جمال الغيطاني /بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 20/10/15 15:47,  حُتلن: 06:56

فقدت الثقافة المصرية والعربية واحداً من ابرز كتابها واعلامها، هو الروائي والصحفي المصري الكبير جمال الغيطاني، الذي فارق الحياة اثر مرض لم يمهله طويلاً.

الغيطاني صوت قصصي وروائي إنساني ينتمي لجيل الستينيات، جمع بين الأصالة العميقة والتجديد والحداثة الواعية . وهو صاحب مشروع روائي خاص ومميز ومتفرد ، استلهم من خلاله التراث المصري، وساهم في احياء وانبعاث النصوص المنسية، وأعاد اكتشاف الأدب العربي القديم برؤية معاصرة ونظرة جادة ونفاذة .

عرف بمواقفه السياسية والوطنية والإنسانية الجريئة ، واعتقل في العام 1966 بسبب نشاطه السياسي واطلق سراحه في العام 1967 .

بدأ الكتابة في جيل مبكر ، وكانت تجربته القصصية الأولى عام 1959 وهي قصة " نهاية السكير".
عمل الغيطاني رئيساً للقسم الأدبي في " أخبار اليوم" ، وفي العام 1993 أنشأ صحيفة " أخبار الأدب" وأشغل منصب رئيس التحرير .

من كتبه ومؤلفاته : " اوراق شاب عاش منذ ألف عام ، الزويل ، حراس البوابة الشرقية ، سطح المدينة ، حكايات المؤسسةً، التجليات، جلسات الكرى ، نوافذ النوافذ ، وقائع حارة الزعفراني ، الرفاعي ، رسالة في الصبابة والوجد " وغير ذلك.

تعد روايته " الزيني بركات" من اشهر رواياته، ومن الروايات البارزة في الفن الروائي المصري والعربي ، وهي تعالج ظاهرة القمع والقهر والاضطهاد السياسي والخوف، وتبرز مظاهره وأسبابها . ويقول الغيطاني عنها: "جاءت هذه الرواية نتيجة لعوامل عديدة ، أهمها في تقديري تجربة معاناة القهر البوليسي في مصر خلال الستينيات. كانت هناك تجربة ضخمة تهدف الى تحقيق العدالة الاجتماعية ، تهدف الى تحقيق احلام البسطاء، يقودها زعيم كبير هو جمال عبد الناصر ، ولكن كان مقتل هذه التجربة في رأيي هو الأسلوب الذي تعامل به مع الديمقراطية، وأحياناً كنا نحجم عن الحديث بهذا الشكل ، لأن هذه التجربة بعد انتهائها ، تعرضت وما زالت تتعرض لهجوم حاد من خصوم العدالة الاجتماعية ، ومن خصوم اتاحة الفرصة امام الفقراء " .

جمال الغيطاني مثقف وطني وصحفي كبير وروائي بارز مسكون بهموم الناس البسطاء العاديين ومياه النيل العظيم ، اسهم في الحياة الثقافية المصرية المعاصرة ، ولعب دوراً في استنهاض وتطوير المشهد الأدبي في مصر والوطن العربي ، وتشكل وفاته خسارة فادحة بكل المقاييس لحركة الابداع الأدبي المصري والعربي. فله الرحمة وستظل ذكراه خالدة في نفوسنا ووجداننا وذاكرتنا الثقافية والوطنية الحية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة