الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

في سكون الليل/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 14/10/15 19:19,  حُتلن: 22:56

أكداسُ الحُلكةِ تجثمُ
ساكنةً خلف البابْ.
أنظرُ عبر هزيع الليلِ
الساهرِ في زي غُرابْ.
فأرى وجهَ حبيبٍ
أشعلَ مصباحَ الفجر وغابْ.
أنظرُ في كوب الماءْ..
فأرى رسمَ حبيبٍ..هبَّ وذابْ.
أتأملُ جدران الغرفةِ
في بيت الغربهْ..
فأرى صُوَرا من زمنٍ..
جَمَّعَ أصحاباً وأحِبهْ.
وأرى أزهاراً تتفتحُ..
في الأرض الخصبهْ.
أتمعنُ في أحشاء الليلِ..
أشاهدُ أشجاراً تستشهدُ..
كي تلتهم النارُ الأحطابْ.
أسمعُ عصفوراً بلدياً
يُنشد في جبل النارْ:
هل يبني المستعمرُ مملكةً..
من نارٍ وخرابْ؟
هل تَعدَمُ زيتونتَها أرضٌ
قد رَويَت بدماء صبايا وشبابْ؟
***
أتمعنُ في الأفق المسدودْ..
فأرى غضباً يستعصي ويسودْ..
أتمعنُ في أزهارِ البستانِ المسلوبْ
فأرى السارقَ يهتفُ-
من فوهة مدفعْ:
هذا حقلي الموعودْ!
أبحثُ في أحشاء الحُلكةِ
عن حُلمي المفقودْ
فأرى وجهَ صبيٍّ
مغسولا بدمٍ وترابْ.
أبحثُ عن معنىً
في صمت الأحبابْ
فيقول غرابٌ:
لَكأنَّ الصمتَ جوابْ..
وكأنّك تبحث عن دفءٍ
في عشٍ هجرته طيور الغابْ.
***
أسبُر أغوارَ سكون الليلِ..
أفتِّش عن صوتِ عتابٍ
ينبعُ من صدر ربابْ.
أسمعُ صوتَ حبيبٍ..
أشعل نارَ الصبحِ وغابْ.
وأرى بقعةَ ضوءٍ
تلمعُ في أحشاء ضبابْ.
سأعدُّ شراعي..
حين تدقُ الشمسُ البابْ..
كي أتبع خيطَ الضوء المرسلِ
من وجه حبيبٍ..أوقد ناراً
تحت رماد الليلِ.. وغابْ.

نيويورك
14/10/2015

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة