الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 10:02

الأمانة العامّة.. إنجاز مبدئي مشرّف/ بقلم: جمانة مطر أشقر

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 27/09/15 18:23,  حُتلن: 21:47

جمانة مطر أشقر في مقالها:

الأمانة العامّة أخطأت عندما اعتقدت بسذاجة غير مسبوقة أنّ ظلم 67 عامًا ينتهي بنّضال واحد!!! معقول؟ هل فقدتم صوابكم؟؟

لا يمكن أن ننكر النّضال الراقي الذي خاضته المدارس الأهليّة من مديرين ومعلمين وطلاب وكهنة وراهبات بالتعاون مع أهالي الطلاب

على المدارس الأهليّة قبول مشروع اقامة لجان أولياء أمور اذا ارادت نيل مطالبها كاملة في السّنوات المقبلة التي تعتبر مصيريّة في نضالها وأن تتوقف عن الخوف من اختراق دائرتها او سلطتها

الأولاد هم الذين سيدفعون ثمن الإضراب والوزارة لا مشكلة لديها في التقليص والخصم وهنا توضع على كفّتي الميزان مصلحة الطلاب من جهة وأهمية الخروج بشيء من هذا النّضال – كما هو المثل القائل مجرح ولا مقتول

يجب تفهّم الطرف المعارض الذي اذا كان موقفه غاضبًا فإنّه وليدة وعود غير واقعيّة للأمانة العامّة التي رفعت بشكل غير مدروس سقف النّضال باتّجاه المساواة الكاملة وهي الأمر الذي لن يتحقق بنّضال واحد أو باثنين أو بإضراب مفتوح

انتبهوا إلى بيان وزارة التربية والتعليم الأخير والذي صدر الليلة الماضية كيف استعمل فيه اسلوب التصفية للمدارس فكان يهدف إلى زيادة وجع المدارس الأهليّة بما تضمنه. وهنا يسأل السؤال التالي: ألم يكن هذا البيان شديدًا لأن موقف الأمانة العامّة كان صلبًا وقويًّا؟

تم اليوم 27.9.2015 الإعلان عن توقيع الإتفاق بين وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية والأمانة العامّة للمدارس الأهليّة في البلاد في حين تعالت العديد من الأصوات المؤيّدة والمعارضة.

هنالك من أشاد بجهود الأمانة العامّة وتحقيق بعض انجازاتها والبعض الآخر بدأ يصفها بكلمات غير لائقة متهمينها "بإدارة ظهرها لأولياء الأمور" و"خيانة هدف الإضراب" كما ادعوا. بغض النظر عن عدم تحقيق المطالب بنسبة 100% الا أنه لا يمكن أن ننكر النّضال الراقي الذي خاضته المدارس الأهليّة من مديرين ومعلمين وطلاب وكهنة وراهبات بالتعاون مع أهالي الطلاب، بدء بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية وخيام الاعتصام والاجتماعات والمؤتمرات من الشّمال وحتّى الجنوب..

لا شك أن كل نّضال يتعرض بطبيعة الحال لمحاولات كسر لينتهي بالفشل وما من شك أنّ هنالك تأثيرًا لاختلاف وجهات النّظر، ولكن ذلك من وجهة نظري يضيف الكثير لصلابة النّضال وعزيمة المناضلين اذا كانوا كما هو في نموذج المدارس الأهليّة صادقين.

الأمانة العامّة وبالتعاون مع الأهالي حققت انجازَا "مبدئيًّا" مشرفًا كخطوة أوليّة في طريق الألف ميل، بداية تم خفض الأقساط بنسبة 25%، وثانيًا تمّ تحصيل شبه كامل لحقوق المعلمين، والأهم من ذلك أنّه تمّ إنهاء الإضراب وإخراج الطلاب من حلبة الصراع نظرًا لأهمية المسيرة التعليميّة وتحديات السنة الدراسية.

في قضية نّضال المدارس الأهليّة لاحظنا زيادة وعي الأهالي الذين بدأوا يطالبون بتخفيض الأقساط وبلجان لأولياء الأمور، تكون شريكة كاملة في هندسة مستقبل المدارس الأهليّة وطلابها وهذا طبيعي بنظري، فكيف يكون الآباء والأمهات شركاء في الإضراب وتعزيز معنويات أولادهم الطلاب ومساندة المدارس في نضالها ولا يكونوا شركاء في العمل جنبًا إلى جنب مع المسؤولين في هذه المدارس؟

على المدارس الأهليّة قبول مشروع اقامة لجان أولياء أمور اذا ارادت نيل مطالبها كاملة في السّنوات المقبلة التي تعتبر مصيريّة في نضالها، وأن تتوقف عن الخوف من اختراق دائرتها او "سلطتها" لأنّ هذا الإضراب قد اظهر جليًّا أنّه لولا تماسك حلقات النّضال لكانت النتائج صعبة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: أين كان الأهالي منذ عشرات السنوات؟ ولماذا لم نسمع صوتًا واحدًا منهم؟ يجب عدم التغافل على أننا نتعامل مع حكومة اسرائيل التي تعتبر نفسها "ديمقراطيّة" بحسب وجهة نظرها طبعًا، هذه الحكومة التي لم ولن تتعامل بشكل متساوٍ مع المواطنين العرب على كافة الأصعدة. اعتبار انجاز الأمانة العامّة مشرفًا لا يعني انتهاء النّضال بل استمراره دون التأثير على المسيرة التعليميّة لأن الخاسر الوحيد هم الطلاب وهم الضحيّة في كل هذه القضية دون أن ننسى انهم كانوا الورقة الرابحة. فهم الذين رفعوا اسم هذه المدارس عاليا من خلال انجازاتهم العلمية ومعدلاتهم وتألقهم علميًا وتربويًا وهذا ما لوحت به الأمانة العامّة بفخر واعتزاز في اجتماعاتها مع الوزارة ما أضاف إلى رصيد هذه المدارس في نضالها.

دعونا ننظر إلى نصف الكأس الممتلئ ونتعامل مع الأمور بطريقة واقعية أكثر وأن نتعمق بما حصلت عليه هذه المدارس بهدوء بعيدًا عن العصبية والغضب وتهييج الرأي العام بكلمات كإضراب فاشل و"خنتم الأمانة" و"بعتم الطلاب" وأن ننظر إلى هذا الملف من زواياه المختلفة وألّا ينسى كل واحد من أولياء الأمور كيف أنّه كان على الاستعداد بأن يفعل المستحيل من أجل تسجيل اولاده في هذه المدارس، ولذلك لا يعقل تخوينها بل تفهم طبيعتها وأسلوبها وخصوصيتها إلى جانب النقد البناء لتعاملها في المراحل المختلفة من هذا النّضال الذي استمر 27 يومًا.

انتبهوا إلى بيان وزارة التربية والتعليم الأخير، والذي صدر الليلة الماضية، كيف استعمل فيه اسلوب التصفية للمدارس فكان يهدف إلى زيادة وجع المدارس الأهليّة بما تضمنه. وهنا يسأل السؤال التالي: ألم يكن هذا البيان شديدًا لأن موقف الأمانة العامّة كان صلبًا وقويًّا؟ لقد كان بيانًا غير مسبوق أثبت للجميع أنّ صلابة الموقف مهدت "للانتقام" من هذه المدارس لولا التصرّف السّليم في النّهاية والعودة للتفاوض.

فالأولاد هم الذين سيدفعون ثمن الإضراب والوزارة لا مشكلة لديها في التقليص والخصم وهنا توضع على كفّتي الميزان مصلحة الطلاب من جهة وأهمية الخروج بشيء من هذا النّضال – كما هو المثل القائل مجرح ولا مقتول. ما ذكرته لا يلغي الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته لجنة الأمانة العامّة التي اعتقدت بسذاجة غير مسبوقة أنّ ظلم 67 عامًا ينتهي بنّضال واحد!!! معقول؟ هل فقدتم صوابكم؟؟ وبالتّالي يجب تفهّم الطرف المعارض الذي اذا كان موقفه غاضبًا فإنّه وليدة وعود غير واقعيّة للأمانة العامّة التي رفعت بشكل غير مدروس سقف النّضال باتّجاه المساواة الكاملة وهي الأمر الذي لن يتحقق بنّضال واحد أو باثنين أو بإضراب مفتوح.

النّاصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة