الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 18:02

أم العيال في ذمة الله/ بقلم: عبد الفتاح صبيحات

كل العرب
نُشر: 23/09/15 09:27,  حُتلن: 14:57

تقديم : شاكر فريد حسن
عبد الفتاح صبيحات شاعر عريق ومجيد من قرية سالم في المثلث الفلسطيني، يقرض الشعر منذ زمن بعيد ، لكنه لم ينجح في تسويق نفسه كما يفعل شعراء اليوم ، فظل بعيداً عن دائرة الضوء الاستعراضية.

هو من انصار وعشاق القصيدة العمودية التي تعتمد على اوزان الخليل بن احمد الفراهيدي ، وشعره في غاية الحسن والجمال والرقة ورهافة الاحساس والشفافية ، وله قصائد في موضوعات واغراض متنوعة ، وخاصة في الرثاء والمناسبات الاجتماعية والقضايا الوطنية والعامة .
وحين فقدت زوجتي وشريكة عمري وحياتي في حزيران الماضي ، احس بألمي وحزني ومأساتي ومصابي الجلل ، فكتب مشكورًا على لساني قصيدة طويلة وجميلة ومؤثرة بعنوان " أم العيال في ذمة الله " يقول فيها :

ولم الرحيل وأنت في عز الصبا
عن مخلص مقت الفراق وكم أبى
فرحلت في عمر الورود نضارة
كنت الجنان الخضر في تلك الربى
يا من تركتيني أجابه محنة
ولقد شكوت لطالعي فتصلبا
كم كنت أحلم في مديد سعادة
لكنه المرض اللئيم تشعبا
ماذا أقل لبراعم أنجبتها
الله كم فقد ججق الامومة مصعبا
ملأ الفراغ حياتي في ابعادها
وجوادي في قفز الحواجز قد كبا
ما حيلتي والحزن قض مضاجعي
وأنا الأبوة حاضناً وأنا الأبا
كم قاسياً فقد الأحبة إنه
من يكوي في ناره لا يعتبا
فأنا الغريق بذا المحيط ومتعب
كيف النجاة وقد فقدت المركبا
أم العيال رحيلها من علقم
لا مطعماً يحلو لنا لا مشربا
تباً الى المرض الحقود ودبه
كانت طريد سهمه متعقباً
فلقد أصاب القلب في أنياطه
فتراه كالثعبان حين تقلبا
لم أدر داء الموت في استهدافها
وبأنه رجب السهام ودببا
فطواقم التمريض حار رئيسها
يا ليته عند العلاج تغلبا
فاستسلمت لمليكها وقضائه
وسمت الى الله الرحيم تحببا
فعزائي أني حافظ من نسلها
تلك البراعم خلقها ما هذبا
تحف تزين بيتي من ميراثها
أوفي العهود بما قضى وترتبا
لا تقلقي أبداً فإني خادم
فالعبء أحمل طائعاً متنكبا
لو كان عمرك يفتدى لفديته
وأقول للموت اتني يا مرحبا
قدري أعيش وفي خضم مصائبي
فأبت كوارثه بأن تتجنبا
في كل زاوية أرى اطيافها
قلباً اراها في الخيال وقالبا
في كل يوم صبحنا ومسائنا
يا ليته يبقى وألا يحجبا
فالبيت مشتاق الى أطلالها
فالنور في البيت السعيد فقد خبا
صور على جدرانه مرصوفة
والصوت منها والحنين مخاطبا
صور تمر كما الشريط بسرعة
ذاك الشريط لدي أصبح مذهبا
وهناك قرآن تلت آياته
في زي تقوى كاملاً ومرتبا
كان الخشوع لديها متعة مؤمن
ترضي القدير بما قضى وتطلبا
ولكم تمنت في شفاء عاجل
فالفصل كان على المنية أقربا
لله أشكو وحدتي وتألمي
والغم يحتل الفؤاد وقد ربا
فكما الكرات ذهابها وإيابها
ألقاها في جو الملاعب مضربا
إني أعيش بظلمة لا اهتدي
كانت مناري في الحياة وكوكبا
كانت وكنا كالظلال لبعضنا
فخلا قنا خان الوفا وتلوليا
فإلى جنان الخلد طيب منازل
فالله يقبل من أطاع تقربا
أهديك فاتحة الكتاب ترحماً
من صائم لمليكه قد أوبا
يا صاح/. شاطرتك الخطب الأجل بما مضى
فالله في عون الذي قد جربا
المقال من بريدي الالكتروني واتحمل مسؤولية نشره
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة