أمل مرعي والدة المرحومتين ريتاج ورنين زعامطة من حيفا :

كنت على استعداد أن أضحي بكل ما أملك من اجل راحتهما وسعادتهما

 لا أتذكر ما حصل في يوم الحادث فقط بعد أن فتحت عيناي بدأت افهم ما جرى، حتى أنني لا اذكر كيف خرجت من المركبة وكيف وصلت الى المستشفى

خلال السنتين الاخيرتين عشت مع بناتي لوحدنا، وكانتا بالنسبة لي صديقات وأخوات وعزيزات وكل شيء في حياتي، وكنت أخبرهما بكل ما يحصل معي كذلك الامر بالنسبة لهما

ما زالت أمل مرعي من سكان مدينة حيفاـ التي فقدت بناتها ريتاج ورنين زعامطة في حادث طرق وقع على شارع 66، ترقد في مستشفى رمبام في حيفا، حيث استلمت قبل ثلاثة أيام فقط خبر وفاة بناتها المأساوي، وهي تكاد لا تستوعب بأنها بقيت لوحدها بعد الكارثة التي تعرضت لها.

امل مرعي قالت في حديثها للعرب.نت:"قبل ثلاثة أيام فقط استيقظت بعد الحادث المأساوي، وقد تواجدت هنا عاملة اجتماعية وقالت لي في بداية حديثها "جئت الى هنا حتى اشاركك احزانك"، ومن ثم اخبرتني بأنني فقدت بناتي في حادث الطرق. عندها بدأت أصرخ بشدة، ولم أصدق ما سمعته، حيث كنت أعتقد طوال الوقت أن الضحيتين يمكثا لدى افراد العائلة. لم أصدق بانني بقيت وحدي، أتمنى أن اراهما الى جانبي ولو للحظة قصيرة".

واضافت قائلة:" خلال السنتين الاخيرتين عشت مع بناتي لوحدنا، وكانتا بالنسبة لي صديقات وأخوات وعزيزات وكل شيء في حياتي، وكنت أخبرهما بكل ما يحصل معي كذلك الامر بالنسبة لهما. كنت على استعداد أن أضحي بكل ما أملك من اجل راحتهما وسعادتهما". وتابعت:"ابنتاي كانتا سعيدتين جدًا بإفتتاح العام الدراسي الجديد، حتى انهما اتصلتا بي في مدرستهما واخبروني بمدى فرحتهم الكبيرة ايضا بمناسبة انتقالنا للبيت الجديد الذي دخلناه لاول مرة في نفس يوم الحادث، وقد طلبتا مني أن ارافقهما في وجبة غداء. في نفس اليوم سافرنا الى منطقة برطعة، ولا اتذكر ما حصل في اللحظات الاخيرة".

الأم امل مرعي

واردفت قائلة:"أواجه صعوبة كبيرة بسبب فقداني لبناتي، واذا عدت للبيت فلمن سأعود، لم يبقى لي احد، فقد فقدت أغلى ما املك في حياتي. ليتني اراهما الى جانبي، فأنا اشتقت اليهما كثيرا واتمنى أن أضمهما الى حضني كما تعودت دائما".

ثم قالت:" يوجد في بلادنا العديد من الشوارع الخطيرة، ومن بينها الشارع الذي وقع فيه الحادث. لا استطيع أن ادرك لماذا تهمل الجهات المسؤولة في تحسين اوضاع الشوارع. الان أخشى من الطرقات ولا استطيع حتى القيادة، فلا أعرف ماذا يمكن أن يحصل لي في حال إن عدت للقيادة مرة اخرى، فانا لا أتذكر ما حصل في يوم الحادث. فقط بعد أن فتحت عيناي بدأت افهم ما جرى، حتى أنني لا اذكر كيف خرجت من المركبة وكيف وصلت الى المستشفى".

في نهاية حديثها قالت:"كنت دائما اشارك في اغلبية الفعاليات المدرسية التي كانت تقام في مدرسة بناتي، وانا شخصيا لن ابقى ضعيفة بل سأقف على رجلي وأكون قوية حتى استمر في دعم الفعاليات المدرسية من اجل بناتي".

من اليمين المرحومة رنين ومن الشمال المرحومة روتاج
 

صورة من مكان الحادث