وديع أبو نصّار لموقع العرب:

السّلطات الاسرائيليّة قرّرت عدم تعويض كنيسة الطّابغة

أتمنّى ألا تضطر كنائس الأرض المقدّسة إلى إغلاق أبوابها أمام الحجّاج

نعتبر إغلاق الكنائس بمثابة إجراء أخير لا نريد الآن أن نصطدم به وأن يكون هو الواقع المحتوم

ما حصل في الطّابغة هو عمل إرهابي بكل ما للكلمة من معنى وعلى الدّولة أن تتحمّل مسؤوليّاتها ليس فقط من الجانب المادّي بل من الجانب الأخلاقي والسياسي والأمني

هنالك وعودات وتلميحات من قبل عدّة وزراء اسرائيليّين ببذل أقصى الجهود للتوصل الى حلّ مرضٍ خلال الأيّام القريبة القادمة وخصوصًا بعد عيد رأس السّنة العبري

كشف وديع أبو نصّار، مستشار مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة في حديث لموقع العرب وصحيفة كلّ العرب، اليوم الجمعة، أنّ "السّلطات الضريبيّة الاسرائيليّة قرّرت عدم تعويض دير كنيسة الخبز والسّمك في الطابغة بحجة وكأنّ الحدث الإرهابي الذي تعرّضت له لم يكن عملًا مرتبطًا بالصّراع الفلسطيني الاسرائيلي". وأكّد أبو نصّار أنّ "مجلس الأساقفة عبّر عن امتعاضه وغضبه من القرار، مصرًا على أنّ هذا العمل هو إرهابي بكل ما للكلمة من معنى وعلى الدّولة أن تتحمّل مسؤوليّاتها ليس فقط من الجانب المادّي بل من الجانب الأخلاقي والسياسي والأمني".

وديع أبو نصّار

واستنكر أبو نصار، "صمت السلطات الاسرائيليّة على ما مارسه بعض اليهود المتطرفين يوم الثلاثاء الماضي في القدس من محاكمة صوريّة لقداسة البابا فرنسيس"، وطالب "السّلطات الاسرائيليّة بضرورة اتّخاذ اجراءات صارمة بحقّ هؤلاء لأنّ مثل هذا العمل هو تحريض أرعن ليس فقط على الرّئيس الأمريكي أوباما بل على كلّ من يخالفهم الرأي، ومن هنا تأتي ضرورة تحرك الجهات المسؤولة في الدولة للجم هؤلاء ومعاقبتهم".

وصول 45 كاردينالًا ومطرانًا إلى البلاد
وفي سياق آخر، لفت أبو نصّار إلى أنّ "45 كاردينالًا ومطرانًا من أوروبا وصلوا إلى البلاد لعقد لقائهم السّنوي في الأرض المقدّسة، وهذه أوّل مرّة يتم فيها مثل هذا الحدث، إذ دائمًا ما يعقدون اجتماعاتهم السنويّة في الدّول الأروبيّة، ولكن هذه المرّة يستضيفهم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأراضي المقدّسة، كما ومن المتوقّع أن يلتقوا بالرّئيسين الإسرائيلي والفلسطيني".

مسيرة صلاة في معليا
ودعا أبو نصّار عبر موقع العرب وصحيفة كلّ العرب، "للمشاركة في مسيرة صلاة بمناسبة عيد رفع الصّليب المقدّس، في قرية معليا الجليليّة، مساء الأحد القادم، والتي من المتوقّع أن يشارك بها الآلاف، إلى جانب الكرادلة والمطارنة"، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ "الحديث عن مسيرة صلاة وليست مظاهرة"، مطالبًا "الجميع باحترام الصّلاة التي ترفع إلى الله من أجل الجميع في الأرض المقدسة ولأجل الاستقرار في منطقتنا، ولإيجاد حلّ عادل لقضية المدارس الأهليّة".

صورة من حرق الطّابغة

أزمة المدارس الأهليّة
وفي توجّهنا له بسؤال حول قرار الإضراب المفتوح الذي أعلنت عنه الأمانة العامّة للمدارس الأهليّة، قال وديع أبو نصّار مدير المركز الدولي للإستشارات: "مجلس الأساقفة يدعم بشكل كامل قرار الأمانة العامّة للمدارس الأهليّة بإعلان الإضراب وهنالك اتّصالات عديدة مع جهات دوليّة، كما سيطرح الموضوع على الكرادلة والمطارنة الذين يزورون بلادنا هذه الفترة".

ولفت في ردّه على سؤالنا إلى أنّ "هنالك وعودات وتلميحات من قبل عدّة وزراء اسرائيليّين ببذل أقصى الجهود للتوصل الى حلّ مرضٍ خلال الأيّام القريبة القادمة، وخصوصًا بعد عيد رأس السّنة العبري، وأنّ هناك مسؤولين ألمحوا عن نيّتهم حلّ مشكلة المدارس الأهليّة يوم الأربعاء القادم". وقال: "لا نريد اعتبار هذه التلميحات بمثابة أمل واضح ونهائي لأنّنا نريد أن نلمس الأمور والنّتائج على أرض الواقع وسننتظر حتّى يوم الأربعاء لنرى ما ستعرضه الوزارة على الأمانة العامّة".

هل ستغلق الكنائس أبوابها؟
وتمنّى أبو نصّار، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع العديد من القادة والمسؤولين الدّوليّين الكبار، "ألا تضطر كنائس الأرض المقدّسة إلى إغلاق أبوابها أمام الحجّاج"، قائلًا لموقع العرب وصحيفة كلّ العرب: "نعتبر إغلاق الكنائس بمثابة إجراء أخير لا نريد الآن أن نصطدم به وأن يكون هو الواقع المحتوم. نحن على اتصال مع العديد من الجهات الدّوليّة التي عبّرت عن امتعاضها من الإجحاف ليس فقط بحق المدارس الأهليّة، بل بحق التمييز العنصري الصّارخ، وهناك مساعٍ لتوسيع حلقات التّواصل مع هؤلاء في الأيّام المقبلة".

صورة من المظاهرات الأخيرة للمدارس الأهليّة