أبرز ما جاء في البيان: 

أهم المعارك التي يخوضها أي شعب ضد طاغيته ترتكز إلى الإدراك والعلم المسترشدين ببوصلة سياسيّة صحيحة كقاعدة ذهبيّة وإلا ضاع النضال في مهب أول ريح

تتبعنا هذه المدارس لسنوات عديدة بعضنا تعلّم فيها وبعضنا علّم فيها وبعضنا علّم أبناءه فيها فنحن نعرفها عن كثب ونقدّر عاليا العطاء العلمي من جهة ولكن لا يسعنا إلا أن نرى توجهاتها الطائفيّة في انتقاء الطلاب

على المجالس المحليّة وخصوصًا في الناصرة وضع مخطط استراتيجي لبناء مدارس ثانوية بلدية ذات مستوى علمي مرموق حتى نترك للأهالي هامشًا خياريّا أوسع في قضيّة تعتبر من الأهم

نطالب جميع القوى الوطنيّة الفاعلة إلى إقامة هيئة لقيادة نضال معركة المدارس تنبثق عن لجنة متابعة قضايا الجماهير العربيّة كمظلة جامعة قائمة من أجل خوض معركة شعبيّة لتحصيل أكثر ما يمكن من ميزانيات بهدف تخفيض أقساط التعليم إلى أدنى حد يجعل الدراسة في متناول الجميع

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب، بيان صادر عن مجموعة "جدل": زاهر بولس، حمودة حسن، رياض أبو أسعد، خليل حدّاد، عامر يزبك، منصور حسن، خليل كسابري، وجاء في البيان "قضيّة التعليم معركة وطنيّة تقودها القوى الوطنية الفاعلة ضد إستعمار إستيطاني وليس مجلس المدارس المسيحيّة (كما تدعو نفسها)! بهدف تحصيل أعلى تمويل يوازيه أقصى تخفيض في أقساط التعليم، وإعطاء المعلّمين حقوقهم الإجتماعيّة المهضومة اسوة بمعلّمي المدارس الرسميّة، وتشكيل لجان أولياء الطلاب وفرض رقابة على الصرف وتغيير الجوهر الطائفي الطبقي لهذه المدارس".

وأضاف البيان "إن أهم المعارك التي يخوضها أي شعب ضد طاغيته ترتكز إلى الإدراك والعلم المسترشدين ببوصلة سياسيّة صحيحة، كقاعدة ذهبيّة، وإلا ضاع النضال في مهب أول ريح. وإن كانت أشرف المعارك تلك التي نخوضها من أجل الوجود، الأرض والمسكن ولقمة العيش بكرامة، فإنها لا تتأتّى دون الركيزة أعلاه. لذا لا تُخاض المعارك دون فهم الحيثيّات والمعطيات وخارطة اللاعبين ومصالحهم، حتّى نحدّد لأبنائنا مصلحتهم العليا في النضال من أجل تحصيل أرقى تربية انسانيّة وطنيّة علميّة، ويستطيع أن يصرخ وزير المعارف الإسرائيلي من جهة، ومجلس المدارس المسيحيّة! من جهة أخرى حتّى صياح الديك، فلن نأبه، فالمعركة فُتحت ويجب وضع النقاط على الحروف، وكشف لعبة المصالح والمرابح حتّى نضمن مستقبل أبنائنا".

وجاء ايضا في البيان "1- لا شك أن الصراع الأساسي نخوضه مع دولة الاستعمار الاستيطاني، اسرائيل، التي لها مصلحة عليا بتجهيلنا، وتسهيل سيطرتها علينا وانقيادنا خلف مشاريعها التي يمكن اختزالها بمقولة "أقل ما يمكن من العرب وأقل ما يمكن من أراضٍ بحوزة العرب"، وشق الطريق لهذا المخطّط يتم بضرب عصب التربية والتعليم المُسترشد بالقاعدة الذهبيّة أعلاه.
2- فَهِم ابناء شعبنا الفلسطيني هذه المعادلة بوعيهم السياسي منذ البداية، فارسلوا فلذات اكبادهم إلى حيث ينهلون أرقى العلوم، بما فيهم المدارس المسيحيّة التبشيريّة، متغاضين عن النواقص والسلبيّات في سبيل الأهم، ولو على مضض. 
3- أهملت معظم المجالس المحليّة، في خضم صراعاتها العائليّة، حزبيّة موضوع المدارس وتركّزت باليومي الثانوي الذي يعيد انتاجها قيادة مستديمة، وتناست المركزي، في ظل غياب ناظم سياسي قومي جامع يضع نُصب عينيه مُخطّطات استراتيجيّة مُستقبلية، على رأسها تطوير أجهزة التعليم في ظل الصراع مع المُحتل الاستيطاني، حكومات إسرائيل المتعاقبة. فأصبحت المدارس المسيحيّة التبشيريّة، هي الملاذ للجميع، وفهمت تلك المدارس هذه الإشكاليّة وتعلّق الناس بها فأساءت التصرّف أحيانا في قضايا حيويّة سنفتح ملفّها لاحقًا، فعملت تحت يافطة "المدارس الأهليّة"، تلك اليافطة التي أسقطتها هي بنفسها في أول معركة لها على التمويل! لتعلن عن نفسها "مدارس مسيحيّة"، اختارت أن تدير معاركها من ساحات الكنائس معتقدة بأن نفوذ الفاتيكان وغيرها من الدول بديلًا للنضال الشعبي في ساحات قرانا ومدننا تشرك فيه كافة أبناء شعبنا، وهو افتراض خاطىء".
4- لقد تتبعنا هذه المدارس لسنوات عديدة، بعضنا تعلّم فيها، وبعضنا علّم فيها، وبعضنا علّم أبناءه فيها، فنحن نعرفها عن كثب، ونقدّر عاليا العطاء العلمي من جهة، ولكن لا يسعنا إلا أن نرى توجهاتها الطائفيّة في انتقاء الطلاب، والنخبويّة الاقتصاديّة، والنخبويّة التحصيليّة، بحيث ترث انجازات المدارس الابدائيّة التابعة للبلديّات والمجالس المحليّة اصطفاءً، مستغلّة إشكالية الملاذ الإضطراري، فارضة أقساط مبالغ بها على الأهالي دون هوادة، بعلم وزارة المعارف. 
5- لا يمكن التنازل عن المدارس، وان كان جوهرها منتقصًا، وترك آلاف الطلاب في الشوارع دون علم، ولكن لا يمكن بأي حال ترك النضال من أجل المدارس بيد مجلس المدارس المسيحيّة! مما يوجب إقامة مجلس نضالي وطني يخوض النضال ضد الحكومة من جهة، وانتخاب لجان أولياء الطلاب ومراقبة العمل المستقبلي لهذه المدارس من جهة أخرى بما في ذلك فحص وإعادة هيكلة أهدافها وإسقاط كل ما هو غريب عن مصالح طلابنا دون التحفّظ على مناطق محرّمة. ويأتي هذا أيضًا لمنع الحكومة من لي ذراع القيّمين على هذه المدارس للتنازل في المقابل في قضايا أخرى كالأراضي الوقفيّة والخدمة المدنيّة والعسكريّة، وهي ملفّات سوف تُفتح لاحقًا في السياق. وها هم يدعون أهالي الطلّاب إلى التسجيل في المدارس الرسميّة، وهو مطلب مستهجن وغير منطقي يفقد قائد النضال شرعيّته، ويبعد عنه دعم المجالس المحليّة بسب إحراجها لهم بدل التنسيق معهم وتوثيق العلاقة النضالية، وهذا بعد أن بدأ مجلس المدارس المسيحيّة خطواته الأولى بالإضراب المفتوح الذي من المفترض أن يكون تتويجًا لنضالهم وليس المبتدأ، مما يدل على تخبّط وعدم دراية في أصول التعبئة الجماهيريّة والنضال".

واختتم البيان "6- على المجالس المحليّة، وخصوصًا في الناصرة، وضع مخطط استراتيجي لبناء مدارس ثانوية بلدية ذات مستوى علمي مرموق حتى نترك للأهالي هامشًا خياريّا أوسع في قضيّة تعتبر من الأهم. ومن هنا نطالب جميع القوى الوطنيّة الفاعلة إلى إقامة هيئة لقيادة نضال معركة المدارس، تنبثق عن لجنة متابعة قضايا الجماهير العربيّة، كمظلة جامعة قائمة، من أجل خوض معركة شعبيّة لتحصيل أكثر ما يمكن من ميزانيات بهدف تخفيض أقساط التعليم إلى أدنى حد يجعل الدراسة في متناول الجميع، وإعطاء المعلّمين حقوقهم الإجتماعيّة المهضومة اسوة بمعلّمي المدارس الرسميّة، وتشكيل لجان أولياء الطلاب وفرض رقابة على الصرف وتغيير الجوهر الطائفي الطبقي لهذه المدارس..  هذه الهيئة القيادية قادرة على مواجهة مخطّطات السلطة التجهيليّة ضمن رؤية شموليّة من خلال تعبئة الطاقات الجماهيريّة خلف وسائل نضالية مُجَرَّبة من أجل السير قُدُما في قضية التعليم.. وللحديث تتمة.
ملاحظة: هذا إعلان موقف، ومصلحة أبناء شعبنا من وراء القصد، وليس فتح معارك جانبيّة أو شخصيّة في قضيّة نعتبرها من أهم القضايا النضاليّة، وقد حدّدنا نقاشنا في هذا الإطار" وفقا للبيان.