الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 20:02

أزمة الحالة الوطنية الفلسطينية /بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 10/09/15 12:46,  حُتلن: 07:47

فادي أبو بكر في مقاله:

البعض منا إذا دخل تجربة وطنية معينة سواء في الأسر أو العمل الجماهيري أو أي شكل آخر من أشكال العمل النضالي ، فإنه يعتقد بأنه قد وصل إلى حالة إشباع وطنية 

اجزم بأنه لا يختلف اثنان على إن الحالة الوطنية الفلسطينية ومنذ سنوات طويلة في أزمة حقيقية معقدة ومركبة سواء كانت أزمة سلطة، أزمة إستراتيجية، أزمة مثقف أو أزمة مالية وما يتبعها من تبعية وخضوع سياسي

يقول الدكتور علي شريعتي في كتابه "النباهة والاستحمار": "أن المجتمع الذي يرتبط بهدف عال، بعقيدة وإيمان ، يتفوق على كل قدرة حتى لو كانت القوة التي تسيطر على المنظومة الشمسية". وبالتالي فعلى المجتمعات "المتأخرة" أن تسعى إلى إشباع نفسها فكرياً قبل أن تأسس حضارة ، فالحضارة وما يرافقها من نهضة صناعية وعلمية وتكنولوجية لا خبز لها من غير فكر ، لأنها ستبقى مستهلكة واتكالية على الحضارات الأخرى.

اجزم بأنه لا يختلف اثنان على إن الحالة الوطنية الفلسطينية ومنذ سنوات طويلة في أزمة حقيقية معقدة ومركبة سواء كانت أزمة سلطة، أزمة إستراتيجية، أزمة مثقف أو أزمة مالية وما يتبعها من تبعية وخضوع سياسي.
لو نظرنا إلى أنظمتنا التربوية والاجتماعية لرأينا مأساتنا بوضوح ، فهي توهمنا بأننا في حالة إشباع وطنية ، ولا تعزز الشعور لدى أبناءنا بأن يؤمنوا بقدراتهم حتى أصبحوا يرون أنفسهم عاجزون كما هي فراخ الحيوانات، والمصيبة أن حتى المثقفون الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إصلاح وتوجيه الأنظمة التربوية والاجتماعية ، تراهم اليوم يفخرون بأنهم نسوا لغتهم الأصلية ، ولا يتحدثون إلا بلغات أجنبية ، وكأن في ذلك شرط من الشروط الأساسية حتى تكون مثقف بالمعنى.

من جانب آخر ، وأكثر واقعية ، فإن البعض منا إذا دخل تجربة وطنية معينة سواء في الأسر أو العمل الجماهيري أو أي شكل آخر من أشكال العمل النضالي ، فإنه يعتقد بأنه قد وصل إلى حالة إشباع وطنية ، وهذه أزمة حقيقية ستلقي بظلالها على الأجيال القادمة .
لا بد من إبقاء الأفراد في حالة جوع فكري ووطني، حتى يستطيع المجتمع الاستمرار في مواجهة الاستعمار ، لأن الاستعمار لم يعد يسعى للاستعمار المباشر فحسب، بل هناك استعمار غير مباشر يريد أن يحققه ، ويسعى جاهداً لإدخال أصدقاءه وعملاءه في صفوف المجتمع في سبيل تحقيقه، وبالتالي فإن الحالة الوطنية بحاجة إلى تغذية مستمرة حتى تستطيع أن تواجه هذه المخاطر.
كم لدينا من مؤسسات ودوائر تحت مسميات مختلفة مثل "التوجيه السياسي ،التعبئة والتنظيم ،العمل والتنظيم الشعبي وغيرها الكثير" فأين تلك اللجان من هذه الأزمة ؟! وأين البرامج التعبوية لمختلف فئات المجتمع؟! وما هي طبيعة عملهم اليوم؟!
إن الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة ، حتى أصبحت العقيدة النضالية تعاني من حالة انكسار وضياع .. نحن بحاجة إلى من يقدم رؤية للخروج من الأزمة الراهنة ، وفي رأيي لا يمكن ذلك إلا بتسليم تلك اللجان أو الدوائر التي سبق أن ذكرتها إلى قيادات حازمين مبادرين وقادرين على التحمل وقت الأزمات.

نحن بحاجة إلى خطوات وطنية سريعة لأن إبقاء الحالة الوطنية كما هي سيخلق أزمة ثقة داخل المجتمع، ويجعل الأصابع تلعب في الساحة بحرية ، وهذا لن يخدم سوى أهداف الاستعمار.
قفوا عند مسؤولياتكم وجابهوا التحديات ونظفوا القمامة من حولكم وأعيدوا الوطن إلى الحالة التي تليق به، فهذه هي الضرورة الوطنية القصوى الآن من أجل قتل أي نوايا شريرة مبيتة لشعبنا.
قفوا عند مسؤولياتكم يا من تسمون أنفسكم قادة ومسئولون ، فأنتم تجلدوننا بسكونكم تماماً كما يجلدنا المُستعمر!!.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة