الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 18:02

على هامش الحياة... بقلم: فاتحة


نُشر: 01/07/08 17:18

ككل يوم ركبت القطار في موعدي المعتاد جلست بمقعدي المفضل قرب النافدة حيث ارقب الكل دون ان يلحظ وجودي احد...تحرك القطار ببطئ معلنا بدئ الرحلة ومعها بدات رحلة تاملاتي اليومية  صور ...اماكن...واشخاص... الفت ملامستهم كل يوم ...مقابلتهم...من بعيد... فهناك بتلك الشرفة البعيدة الفت وؤية تلك العجوز بظهرها المنحني  وتلك الابتسامة الواثقة لا تفارق شفتيها مقبلة بكل همة على اواني الزهرالمخضرة تعتني بها... تحاكيها... وكانها طفل صغيرتغدق عليه من حنانها...لكن ما بها اليوم الوان الربيع حل محلها السواد ...واين هي تلك العجوز اهي سلكت طريقا اخر... ام رمت بها بعيدا دورة الحياة
اه...هاهي تلك الزاوية هناك حيث تقف كل يوم تلك الصبية الجميلة ملتصقة بحبيبها وعيناها هائمة...ضائعة بعينيه ولون الحياة يصبغ وجنتيها النضرتين...والبركان المشتعل بداخلها يتنفس حمما تتوهج فوق الشفاه...ما بالها اليوم قد انطفات لمعة عينيها وحل محلها دموع متحجرة...والحمم تصلبت ...صارت جليدا سرى بكل دمائها فافقدها  كل الوان الحياة...واين هو حبيبها ...اتراه سلك طريقا اخر...ام هي دورة الحياة
.....تلك الساحة هناك حيث يلعب طفلان كل يوم ...مرة يتجادبان اطراف لعبة فلا يتوقفان حتى تصير بين ايديهم اشلاء ثم يعودان الى تجميعها من جديد ومرة يركضان خلف الكرة وحين تتعب الكرة منهما ...يركضان خلف بعضهما البعض...واحلام الطفولة في عيونهم ما زالت ندية تضج بالحياة...ترسم الخريف الوانا....فيزهر ربيعا لا ينتهي...ما بها الساحة اليوم فارغة الا من لعبة مبعثرة ملقاة على الارض تنتظر من يلملمها من جديد....وكرة ساكنة ...هامدة...ترفض اي نداء للحياة وكانها حزينة على اصدقاء الامس ...تتساءل اين رمت بهم دورة الحياة
ويستمر القطار في خط سيره المعتاد لا شيئ يوقفه  ويمر من نفس المكان حيث يجلس داك العجوز فوق كرسيه المعتاد وقد دفن وجهه داخل دلك الكتاب ...مند سنين...وعيناه لا تبارح نفس الصفحة وكان الزمن توقف عندها ...ونفس التعابير على محياه نفس الهدوء العاصف....برغم كل الضجيج الملتف حوله....وكانه بعالم لوحده لا احد غيره هناك...ما بال الكرسي اليوم فارغ الا من كتاب...حتما هي دورة الحياة.
يا الاهي هاهي محطتي....علي النزول هنا ....ما دمت لم اسلك طريقا اخر ...او ترمي بي بعيدا دورة الحياة
 
سيظل منتدى العرب محطتي اليومية....لان لي بها اعزاء على قلبي شرفوني بصداقتهم فشكرا للكل وشكر خاص لشاعر القلوب واميرها والى كل اصدقائي الاوفياء ...وان تطلعتم
يوما ولم تجدوني ها هنا فاعلموا انها دورة الحياة وبرغم دلك ستظلون بالقلب  لا تمحيكم دورات الحياة

مقالات متعلقة