عضو اللجنة المركزية لحركة فتح – عباس زكي لـ"كل العرب" :

اوضحنا لابو مازن ان الربان لا يبرح سفينته وقت الغرق وان عليه ان يبقى السيف البتار في وجه العدوان الاسرائيلي

نحن لا نعمل عند احد لنستجيب لطلباتهم حينما يقولون ان ابو مازن انهى دوره وانتهت مهمته

 القيادة تضغط على ابو مازن للبقاء من اجل احقاق الحقوق الفلسطينية وليس خوفا من فتح باب صراع فلسطيني على المنصب
 انا لست من المنافسين على مواقع قيادية لأنني مقتنع بان لا اكون في موقع قيادي في ظل الهيمنة الصهيونية والاحتلال

استقالة الرئيس الفلسطيني ابو مازن من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لخبطت الاوراق الفلسطينية والعالمية ، بحيث كثرت التكهنات حول هوية الرئيس القادم لمنظمة التحرير الفلسطينية ولقيادة السلطة الفلسطينية ، ابو مازن عبر امام قيادات فتح انه بصدد اعتزال الحياة السياسية ،الامر الذي رفضه اعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة.

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح- عباس زكي

وفي حديث لـ"كل العرب" مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، عباس زكي عقب على استقالة ابو مازن بقوله :"استقالة الرئيس نابعة من شعوره ان اللجنة التنفيذية غير فاعلة وان هناك متغيرات جوهرية بحاجة الى دماء جديدة وإرادة وبرنامج ،باعتبار انه كان يقود مشروعا مع العدو الاسرائيلي وفشل ولا بد من تجديد ادوات المواجهة، ومن اجل عقد المجلس الوطني تقدم باستقالته ،ونظرا لان كل الاعضاء اصبحوا بحكم المستقلين معه بدأت الاستعدادات لعقد المجلس الوطني في دورة عادية في يومي 14 و15 من الشهر الجاري وذلك لمناقشة كل قضايا الساعة واتخاذ كل الاجراءات لحماية المسيرة واستمرار منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني."
وما رشح عن ابو مازن انه لن يترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية من جديد ، ما يعني انه ينوي ترك الحلبة السياسية ، قال زكي : "لا، لا.. دع ابو مازن يصرح ما يريد ،فهناك قيادة ،وكونه رئيسا للجنة المركزية لحركة فتح فان هذا الامر عُرض على اللجنة المركزية وقلنا له ان الربان لا يبرح سفينته وقت الغرق وانه ينبغي ان نستفيد من خبرتك بحيث اعطيت السلام كل شيء وآن الاوان ان تكون السيف البتار لتحقيق المراد لشعبك مقابل التطرف الاسرائيلي الذي يزداد عنصرية ونازية وتطرفا مقابل ما اعطيت انت للسلام " .
واوضح زكي ان القيادة الفلسطينية تعمل وفق ارادة جماعية ،وانه يحق لكل واحد ان يطرح رأيه ،لكن هناك تقاليد عمل لا تخضع للتجارب. وبالتالي فقد اوضحت القيادة للرئيس ان البحث في هذه الامر يؤجل، وأضاف : " سيحدد ابو مازن خلال 48 ساعة من خلال خطاب خاص العلاقة مع الاسرائيليين وبشكل معلن ".

وحول سؤال: لماذا لا تحترمون قراره بالتنحي ،خاصة وان الرجل يشعر بأنه فشل في مساعيه مع الاسرائيليين ،ولم يحقق للشعب الفلسطيني مراده بكنس الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، ردّ بالقول:"كما قلت لك الرجل قدم للسلام كل شيء ودخل في ادمغة العالم وله مكانة مرموقة حتى لدى انصار اسرائيل ودخل الى مناطق كانت محرمة عليه ، الان يجب ان يقدم كل ما لديه من اجل ان يحقق شيئا ، نحن في نقاش دائم معه بان اعداء القضية الفلسطينية هم الذين يهللوا لرحيله وهو لا يعمل عند احد ، هو يريد ان يعتمد على من سيواصلون المسيرة ولكن الامر يتوقف على الظروف، نحن لا نعمل عند احد لنستجيب لطلباتهم حينما يقولون ان ابو مازن انهى دوره وانتهت مهمته ".

وأكد زكي أنّ "اسرائيل لا تريد السلام وانها اغلقت كل الابواب في وجه الحلول السلمية وان القيادة الفلسطينية تدرك هذا الامر"، وتساءل لماذا ندعو الى عقد المجلس الوطني ،ولماذا ندعو لمؤتمر فتح ؟، مضيفا:" في ضوء التنكر الاسرائيلي لحقوقنا وأيضا الموقف الامريكي السلبي ، هذه الامور ستعطينا القدرة على ايجاد المخرج من المأزق دون ان نحمل القضية لهذا الفريق او ذاك الفريق ".
وقال عباس زكي إنّ "القيادة تضغط على ابو مازن للبقاء من اجل احقاق الحقوق الفلسطينية وليس خوفا من فتح باب صراع فلسطيني على المنصب.. أبو مازن اعطى للسلام ما لم يتوقعه احد ،وبالتالي هذه المرحلة تتطلب ان لا يكون خارج الوعي والإرادة التي ستعّدل الاوضاع ، وابو مازن سيخرج بخطاب يحدد من خلاله العلاقة بالإسرائيليين بعد ان فقد الامل ، وهكذا نتخذ قرارا موضوعيا متزنا وليس قرارا بالانتحار ".

ولماذا لا يرى بنفسه خليفة لأبو مازن ؟ سيما وان اسمه طُرح في اكثر من محفل كمرشح لقيادة الشعب الفلسطيني، عن ذلك رد بالقول:" انا لست من المنافسين على مواقع بقدر ما اؤمن بشرف الجندية ، انت لاحظت انني في كل المسيرة لم اكن وزيرا ولا في مكان فيه امتياز ،وحتى لا املك بطاقة v.i.p (الشخصيات الهامة) فأرجوك دعني منسجما مع الجمهور ، لم ارشح نفسي للمجلس التشريعي ولا لأي منصب قيادي لأنني مقتنع بان لا اكون في موقع قيادي في ظل الهيمنة الصهيونية والاحتلال"، بحسب زكي.