الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

مستوطنة تهشّم ركبة مواطنة فلسطينية


نُشر: 30/06/08 17:11

كيف يمكن لشعب مثل شعب فلسطين التعايش مع غرباء قدموا إلى بلاده من شتى بقاع العالم، واغتصبوا بالقوة أرضه وكل حقوقه..!! إن كل المعطيات تفيد بأن التعايش غير ممكن، حتى ولو قبل هذا الشعب-- مغلوبا على أمره-- التنازل عن أجزاء كبيرة من حقوقه.. فان التعايش مع المستوطنين سيظل أمرا مستحيلا، وذلك يعود إلى العديد من الأسباب منها-- أن المستوطنين هم دوما من غلاة المتطرفين اليهود، ويمارسون في تعاملهم مع الفلسطينيين أبشع أشكال العنصرية والاستعلاء، ولا يطيقون أبدا حتى رؤية أي فلسطيني، ويضمرون في قلوبهم كراهية عمياء لكل ما هو عربي.. ومع الزحف الاستيطاني الكبير يصبح الاحتكاك بين أصحاب الأرض ومغتصبيها أكثر فأكثر-- في الحقول وفي المساكن وعلى الطرقات-- الأمر الذي يعني نشوب صراعات عنيفة بشكل دائم، والخطير في الأمر أن المستوطنين يحملون بالعادة السلاح، ويكونون مطمئنين لحماية الجيش لهم، لذلك فهم دوما يقومون بأعمال الزعرنة والعربدة ولا يتورعون عن ارتكاب أبشع المجازر.. ولا يمر يوما إلا ويرتكب فيه المستوطنون جريمة جديدة ضد الفلسطينيين.. ومن الأمثلة على تلك الجرائم القصة التالية:---


 
  روضة خضر سيدة فلسطينية من قرية عزبة الطبيب في محافظة قلقيلية، تبلغ من العمر 43 عاما، توفي زوجها وترك لها ابنة واحدة، موظفة في وزارة الشئون الاجتماعية الفلسطينية في مدينة سلفيت، الأمر الذي يدفعها للسفر كل يوم مسافة 40 كم كي تصل إلى مكان عملها وهو ما يستغرق منها أكثر من ساعة ونصف بسبب وجود العديد من الحواجز الطيارة، إلى جانب الحاجز الرئيسي الدائم المسمى بحاجز زعترة-- الذي يفصل شما الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها وكأنه حدود دولية دائمة..
  وفي يوم 27/3/2008 وصلت السيدة روضة كعادتها إلى حاجز زعترة، وبعد اجتيازها عملية التفتيش المعتادة وعبورها الحاجز، نزلت من السيارة وجلست على مقعد في محطة الانتظار ريثما تأتي سيارة تنقلها إلى سلفيت، وبعد دقائق من وصلها رأت السيدة روضة ثلاث نساء يهوديات من المستوطنين يتجهن نحو المحطة التي تجلس فيها.. وفورا تعرفت على واحدة من بينهن-- كانت أوروبية الأصل، طويلة شقراء، يميل لون بشرتها إلى الاحمرار وتلبس تنورة طويلة.. وفورا تذكرت روضة تلك المستوطنة، وتوقعت حصول شجار بينهما—لأن تلك المستوطنة سبق وان تشاجرت مع روضة في نفس المحطة أكثر من مرة- حيث كانت تصادفها دوما عند المحطة، الأمر الذي يشير إلى أنها من سكان مستوطنة تفوح المجاورة للحاجز والمقامة على أراضي قرية ياسوف، وهي المستوطنة المعروف عن سكانها بأنهم من المتعصبين جدا والعدوانيين.. وعندما اقتربت المستوطنة من روضة- وبدلا من الشجار باللسان والشتائم كالعادة- كانت المفاجأة بإخراج المستوطنة هراوة سوداء بطول ما يقارب أل 40 سم من حقيبتها، وبسرعة البرق وبقوة هائلة وجهت ضربتها إلى رجل روضة، حيث أصابت ركبتها اليمنى بشكل مباشر، وفرت مسرعة هي ورفيقاتها، حيث كانت سيارة مستوطنين بيضاء تقف على بعد 10 أمتار من مكان الاعتداء، وركبت المستوطنة ورفيقاتها وسارت السيارة بسرعة جنونية واختفت من المكان.. أما روضة فبعد أن تلقت الضربة حاولت الوقوف واللحاق بالمعتدية، لكنها أحسست بآلام شديدة أضعفت من قدرتها على الوقوف، كما أن المعتدية كانت قد غادرت المكان.. جلست روضة في المكان تتلوى من الألم، ولسوء حظها لم تجد في تلك اللحظة أي شخص عربي لتستنجد به ويقدم لها المساعدة، وقد قررت فورا عدم مواصلة السفر إلى عملها بمدينة سلفيت، وبدلا من ذلك قررت الذهاب فورا إلى قلقيلية لتعرض حالتها على الأطباء في المستشفى، وتحصل على العلاج المناسب.. تحملت آلام الوقوف، وأخذت تشير للسيارات العربية المارة بالمكان، وبعد نصف ساعة من المعاناة وقفت أمامها سيارة عربية مخصصة لنقل الركاب وكانت وجهتها مدينة قلقيلية.. فركبت بها حتى وصلت مستشفى الطوارئ الحكومي وكان ذلك عند حوالي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وفورا قام المسعفون بإدخالها إلى قسم الطوارئ، وتم استدعاء طبيب العظام المختص، الذي فحصها بعناية تامة، وابلغها أن هناك تمزق شديد في الوتر الداخلي لركبتها اليمنى، وقدم لها العلاج اللازم، وأمرها بالاستراحة في المنزل لمدة 8 أيام.
  وبعد عودتها إلى منزلها قامت روضة بالاتصال بهيئة الصليب الأحمر الدولي، الذي جاء فورا لزيارتها في بيتها وقدمت له روضة إفادة بكامل تفاصيل ما حصل معها.. وفي اليوم التالي اتصلت بها جمعية إسرائيلية لحقوق الإنسان، وجاءت أيضا لزيارتها في منزلها، وأخذت منها أيضا إفادة بالحادث، ثم أخذتها إحدى موظفات تلك الجمعية وبرفقة محامي من الجمعية-- إلى مركز بوليس إسرائيلي في مستوطنة كدوميم، حيث قدمت هناك شكوى على الاعتداء الذي تعرضت له..
  وفي أعقاب هذا الحادث قررت وزارة الشئون الاجتماعية الفلسطينية نقل مكان عمل روضة من سلفيت إلى طولكرم-- كي لا تكرر تلك المستوطنة المتوحشة اعتداءها مرة أخرى.
  وقد اعتبرت السيدة روضة الاعتداء الذي تعرضت له بأنه اعتداء مع سبق الإصرار والترصد.. وهو اعتداء على خلفية عنصرية.. وان سبب الاعتداء هو الكراهية المتغلغلة في قلوب كل المستوطنين للعرب.. والحقد الدفين الذي يتفجر في صدورهم ويحاولوا دوما تفريغه بشتى الأشكال البربرية والهمجية في وجه كل ما هو عربي-- بشرا كان أو حجرا أو شجرا.. وتابعت القول بان دليل كلامها هو أن تلك المستوطنة كانت تستفزها دوما، وتوجه لها شتائم وألفاظ نابية وبذيئة، وأنها كانت تتعمد شتم العرب وتحقيرهم وتتوعدهم بالقتل والطرد.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.77
USD
4.04
EUR
4.72
GBP
235561.55
BTC
0.52
CNY