اعلنت حملة "طلعت ريحتكم" تأجيل التظاهرة التي كانت مقررة عند السادسة من مساء اليوم

تمكّنت القوى الأمنية من إبعاد المتظاهرين بعد مواجهات وعمليّات كرّ وفرّ بين الجانبين أدت إلى سقوط نحو خمسين جريحا من الطرفين بإصابات متفاوتة بينما تعرّض بعضهم لإصابات بالغة

في ثاني أيام الاحتجاجات ضد الحكومة اللبنانية، وقعت أعمال عنف يوم الأحد بينما هدد رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة مع تسبب السخط الشعبي في استقطاب الآلاف للنزول إلى الشوارع. وبلغ الغضب من حكومة الوحدة التي يقودها سلام وتضم ساسة منقسمين في لبنان ذروته في الأسابيع الأخيرة بسبب الفشل في حل أزمة تراكم القمامة. وهو ما يجسد إخفاقا أوسع للدولة الضعيفة. هذا واعلنت حملة "طلعت ريحتكم" تأجيل التظاهرة التي كانت مقررة عند السادسة من مساء اليوم.
 

خلال مظاهرات يوم أمس الأحد

وجاء في صفحة الحملة على موقع "فيسبوك": "تم تأجيل تظاهرة اليوم المقررة الساعة السادسة لدواع نعلن عنها في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم اضافة لشرح كل ما حدث في الساعات الماضية. وشددت الحملة على ان الحراك لم ولن يتوقف، موضحة ان تأجيل التظاهرة اليوم الى موعد آخر في الأسبوع عينه ليس تراجعاً، "انما نحن نحتاج الى اعادة تقييم وترتيب المطالب والاستماع للناس وما تقول، كما اننا فقدنا كافة اجهزة الصوتيات اللازمة نحن بحاجة الى تدارك ضعف التنسيق اللوجستي، لم ولن نتخلى عن أحد ولا عن المطالب المحقة".

ودعت الحملة الى متابعة المؤتمر الصحافي المقرر بعد ظهر اليوم لمعرفة التفاصيل. وختمت الحملة بيانها بالقول "عائدون بزخم أكبر و مستمرون". ولاحقاً وجهت الحملة نداءً دعت فيه كل من اصيب برصاص عادي او مطاطي او بفعل عنف القوى الأمنية خلال التظاهرات التوجه الى مبنى وزارة الداخلية مبنى المفتشية اليوم بين الثامنة صباحاً والسادسة مساءً لتسجيل شكوى بحق من اعطى الأمر بإطلاق النار.
واشارت الحملة الى انه "كلما كثرت اعداد الشكاوى كلما كان العقاب أكبر لمن اطلق النار على المتظاهرين".
الى ذلك يسود الهدوء التام ساحة رياض الصلح مرورا بشارع اللعازارية حتى ساحة الشهداء، ويتم ازالة الركام جراء تحطم لوحات اعلانية واشارات مرور وبعض العوائق الحديدية، كما يجري تنظيف المكان بالمياه.
وقد اختفت خيم اهالي العسكريين المخطوفين في ساحة رياض الصلح بعد تحطيمها امس في حين ان الاهالي ما زالوا متواجدين في مكان اعتصامهم معبرين عن استيائهمم مما لحق بخيمهم من اضرار.
اما الاسلاك الشائكة فلا تزال قائمة في الشارع المؤدي الى السرايا الحكومية والى مداخل مجلس النواب.
اما شارع المصارف فيشهد حركة سير طبيعية.

هذا وصرّح رئيس الحكومة اللبناني تمّام سلام أنّ ما جرى أمس وسط بيروت هو نتيجة تراكم ولن يمر من دون محاسبة. وفي مؤتمر صحافي في السراي الحكومي، شدّد سلام على أنّه سيصمد طالما أنّ المواطنين صامدون، أمّا إذا نفد صبر الناس فسيتّخذ الموقف اللازم في الوقت المناسب. وحذّر من أنّ استمرار القوى السياسية في التعطيل سيوصل البلد إلى انهيار كامل.

من جهته نشر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي دوريات مشتركة وسط بيروت لضمان عدم عودة المتظاهرين الى ساحتي الشهداء ورياض الصلح. وتمكّنت القوى الأمنية من إبعاد المتظاهرين بعد مواجهات وعمليّات كرّ وفرّ بين الجانبين، أدت إلى سقوط نحو خمسين جريحا من الطرفين بإصابات متفاوتة، بينما تعرّض بعضهم لإصابات بالغة.

وكان نهاد المشنوق وزير الداخلية والبلديات، قد عقد اجتماعا أمنيًا في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ووجّه تعليمات بضرورة ضبط الوضع وحفظ الأمن والمحافظة على أمن وممتلكات المواطنين، مع احترام حق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم تحت سقف القوانين المرعية الإجراء.