الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 08:01

الذكری الـ46 لحرق المسجد الأقصی/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 22/08/15 13:04,  حُتلن: 16:32

أحمد عارف لوباني في مقاله:
التحقيق الأوّليّ أشار إلى أنّ المجرم ينتمي لكنيسة مسيحية بهدف الايقاع بين المسلمين والمسيحيين في بيت المقدس

إلصاق صفة الاختلال العقلي والنفسي معناه عدم فتح ملف محكمة ضد الجاني وحمايته من عرضه على محكمة للحكم عليه

الخبر: فوجئ سكّان مدينة القدس صبيحة يوم الخميس الموافق 21.08.1969 بحرق المسجد الأقصى. حيث التهمت النيران منبر صلاح الدين الايوبي واجزاء من سقف المسجد وقبته من جهتها الداخلية، واتلاف بعض نوافذ المسجد وحرق اعداد كبيرة من المصاحف والسجاجيد والمفروشات لمواقع مختلفة داخل المسجد ولولا يقظة حراس الأقصى الذين تداركوا الحريق لكانت الكارثة أكبر من ذلك.

التّعليق: أحداث حرق المسجد الأقصى كانت قبل 46 سنة حين اقدم اليهودي الاسترالي دينيس مايكل روهين على اشعال النيران داخل المسجد الأقصى تحت ريعة ادعاء باطل مفاده أن حرق المسجد الأقصى وزواله قد يؤدي الى بناء الهيكل المزعوم وبناء الهيكل يعني ظهور المسيح "المهدي" !! في ذلك التاريخ 21.08.1969 حين ايقظوا رئيسة الحكومة الاسرائيلية حينها غولدا مائير وابلغوها بخبر حرق المسجد الأقصى قالت: "ذلك اليوم كان اصعب يوم في حياتي بسبب قلقي من ردود الفعل العربية والاسلامية بعد ان انتشر خبر حرق المسجد الأقصى فلما مر ذلك اليوم ولم يحدث شيء اطمأن قلبي وهدأ روعي ".

هل تحول شيء منذ ذلك التاريخ حتى ايامنا هذه التي نعيشها حاليا؟ نفس الخموع والجبن والمذلّة لجميع الأنظمة العربيّة بل ما هو حاصل حاليا زيادة في ذل الخموع الى حد التآمر ... حيث قال فيهم الشاعر ابو ريشة: "حافظوا على العار ان يمحى وكذلك هم يفعلون" بعد أن أعلن خبر حرق المسجد الأقصى ادعت حينها الشرطة الاسرائيلية بأن حارق المسجد هو شخص استرالي معتوه. فبعد ان تمكن حراس المسجد الأقصى من القاء القبض عليه وهو يحاول الهرب من جهة باب الاسباط، تدخلت الشرطة الاسرائيلية وخلصته منهم وابعدته عن وسائل الاعلام وساقته الى جهة مجهولة ولم يعد ليعلم أين هو حتى وقتنا الحاضر؟

ومن الغريب في الامر ما اعلنته الشرطة عن اسمه محرفا فالاسم الحقيقي لذلك المجرم " مايكل دينيس روهين " وكل الذي جرى هو استبدال اسم "روهين" باسم "كوهين" لكي يظهر للعالم بان الفاعل هو شخص مسيحي ليس يهوديًا، كما أشار التحقيق الأوّليّ إلى أنّ المجرم ينتمي لكنيسة مسيحية بهدف الايقاع بين المسلمين والمسيحيين في بيت المقدس. لم ينخدع شعبنا الفلسطيني بهذه الترهات الخبيثة. وجاء في التقرير الاولي للشرطة أن الفاعل يعاني من جنون عقلي او اختلال نفسي. ما الذي يعنيه هذا التقرير. اعفاء مايكل روهين من مسؤولية الحريق. إلصاق صفة الاختلال العقلي والنفسي معناه عدم فتح ملف محكمة ضد الجاني، وحمايته من عرضه على محكمة للحكم عليه. كان مايكل روهين يتردد على المسجد الأقصى قبل حريقه بايام. وكان دائما يطالب حراس الأقصى ان يترجموا له بعض آيات القرآن مثل صورة "الحمد" وكانوا يترجمون له مقابل مئة دولار كل مرة، مقابل اتعاب من يقدم له الترجمة. منهم من هؤلاء الحراس خدع باسلوبه اعتقادا منهم بان مايكل في طريقة ليعلن اسلامه.

بهذه المنهجية تمكن "مايكل روهين" الى امكانية دخول ساحات الأقصى في ساعات الصباح الاولى لتفيذ مخططه الاجرامي. وهل توقف الامر عند ذلك؟ بل زاد على ذلك فمخططات نسف المسجد الأقصى هي كثيرة منها ما حصل في 17.10.1986 حيث اقلع طيار من سلاح الجوي الاسرائليلي بطائرته المزودة بالصواريخ مستهدفا المسجد الأقصى لكن اوقفته طائرات من سلاح الجو ومنعته من تنفيذ مخططه الاجرامي الذي كان هدفه تحدي مشاعر العرب والمسلمين الذين غابوا مع غياب من انتصر لنداء واسلاماه.

النّاصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة