الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 15:02

قصر صدام سيستقطب السياحة بالعراق


نُشر: 22/11/06 14:10

يحوي العراق قدراً هائلاً من المواضع الأثرية التي تركت بصماتها على ذاكرة الانسانية ووجدانها. إلا أن سنوات الحصار الطويلة، وقبلها غياب سياسات سياحية واضحة، حالت دون التعرف إلى الثراء التاريخي لهذا البلد، وتوشك الأمور أن تتغير الآن بالنسبة إلى السياح بعد الحرب الأخيرة التي أضافت مواضع جديدة إلى معالم السياحة الثقافية في العراق، بقدر ما فتحت الباب أمام مستقبل مختلف لصناعة السياحة والسفر فيه.



العراق الجديد مثل كمبوديا القديمة. في بنوم بنه، زيارة البلاد لا تكتمل إلا بالتوقف في المتحف المخصص لفظاعات الخمير الحمر، حيث تعرض شروحات وصور لعمليات التعذيب والمقابر الجماعية. السياح الذي يردون كمبوديا يريدون التوقف أمام المشاهد التي تقشعر لها الأبدان والأدلة التي تظهر إلى أي حد يمكن أن يكون الانسان وحشياً، وكيف يمكنه أن يعذب ويقتل، وأن يضيف فوق كل ذلك مبررات يراها منطقية لظلمه وقسوته اللامنطقيين.



المتاحف التي ستقام في ولايات العراق الثماني عشرة ستكون كثيرة، وستكون فيها صور جثث وجماجم وعظام مبعثرة، وخلاصة تقارير اللجان الدولية التي بدأت تتدفق الى العراق لتقويم حصيلة سنوات الممارسات السادية. هذه المتاحف ستكون جزءاً من أي برنامج زيارة سياحي. أيضاً ستكون هناك صور لزنزانات التعذيب وأضابير أجهزة الاستخبارات ونسخ عن وشايات المخبرين الذين قادوا الى السجون والمقابر مئات ألوف الضحايا، على امتداد العمر الطويل للنظام السابق الذي دام 53 عاماً.
ولعل أكثر ما سيتمتع السياح بزيارته هو القصور الباذخة التي بناها الرئيس السابق، والتي كان مجرد التطلع اليها يكفي في السابق للتعرض للتعذيب والسجن.
ويتجاوز عدد هذه القصور 70 قصراً التي تحيطها مساحات شاسعة من الحدائق الغنّاء والمسطحات المائية الجميلة. وهي جميعاً تعكس قدراً عالياً من التزويق والفخامة التي عمل صدام حسين بجد ومثابرة على ضمانها. وكثيراً ما كان يأمر بتهديم أي جزء من القصور وديكورها إن لم يكن يعجبه، وإعادة تشييده ليأتي متلائماً مع نظرته الى العظمة والمجد اللذين كان يعتقد أن من حقه أن يتمتع بهما.



وحرص الرئيس السابق على اختيار أفضل المواقع وأكثرها إشرافاً ليبني قصوره ذات التصاميم البديعة، والرخام النادر والثمين، معرقلاً في الوقت ذاته حياة كل السكان الذين قيض لهم الحظ أن يقطنوا في هذه المواضع.
ويؤكد العاملون في قطاع السياحة ان كثيراً من قصور صدام حسين، وكذلك مقار إبنيه عدي وقصي، سيتحول الى منتجعات سياحية فخمة وراقية، وأن هذه المنشآت الفخمة ذات الديكور الباذخ ستسهم حتماً في إعطاء دفعة كبيرة لقطاع السياحة في العراق الذي يعاني من سنوات طويلة من التخلف، ومن تدهور مزمن في نوعية الخدمات فيه.

مقالات متعلقة