الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 06:02

أسرى فلسطين .. نفطها الثمين/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 14/07/15 16:16,  حُتلن: 07:23

فادي أبو بكر في مقاله:

أسرانا هم مجرد بشر لا يختلفوا عني وعنك ولكن صمودهم ونضالاتهم الأسطورية لم تأت صدفة

أسرانا البواسل يعيشون في قلب الحدث فهم على احتكاك يومي ولحظي بالسجان المحتل ويخوضون صراعًا دائمًا معه

تعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، وخاصة بعد انسداد الأفق السياسي بسبب التعنت الإسرائيلي المزمن، حيث أن الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 وهو يعاني من الاعتقال لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي. ويقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 (800.000) أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال الإسرائيلي لفترات مختلفة. وقد أصبحت قضية الاعتقال الإسرائيلي، على خلفيات سياسية وعسكرية (اعتقال الفلسطينيين بوصفهم مقاتلي حرية من وجهة نظرهم ومن وجهة نظر العالم، وكإرهابيين من وجهة نظر اسرائيل)، روتينًا يوميًا بالنسبة للفلسطينيين في كل مكان من الجغرافيات الفلسطينية، وحتى العربية: الضفة الغربية، قطاع غزة، الأراضي المحتلة عام 1948، الجولان السوري المحتل، وجنوب لبنان. وهذا يجعل قضية الأسرى مسؤولية فلسطينية وعربية بامتياز.

إنّ ما قام به أسرى فلسطين من صمود في وجه السجان ونضالات طويلة، جعلت من المعتقلات الصهيونية قلاعًا للمناضلين، ورفع من مكانة النضال الفلسطيني حتى جعلت منه اسطورة سياسية فريدة من نوعها وسط نضالات شعوب العالم.

في الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، فإن أسرانا البواسل يعيشون في قلب الحدث، فهم على احتكاك يومي ولحظي بالسجان المحتل، ويخوضون صراعًا دائمًا معه.. ألا يستحق أولئك الأبطال منا أن نكرس دقيقة من وقتنا كل يوم من أجلهم؟ ألا يستحقون منا دقيقة غضب؟ ألا يستحقون منا دقيقة تضامن؟

ثاروا من أجل حريتنا، وفقدوا حريتهم في المقابل، ومن ثم استمرت اسرائيل بممارسة ألعابها الشيطانية في سبيل كسر إرادتهم، لأنها تعلم أنهم من خيرة أبناء هذا الوطن، وبكسرهم ستكسر ظهر هذا الوطن. ولكن أسرانا البواسل صمدوا وكسروا شوكة السجان كاشفين القناع عن جبنه وخوفه، ومثبين حقيقة واحدة هي "أنّ جيش اسرائيل هو جيش مقهور ومهزوم".

إن أسرانا هم مجرد بشر لا يختلفوا عني وعنك، ولكن صمودهم ونضالاتهم الأسطورية لم تأتي صدفة، بل لأن الاحتلال الصهيوني زائل في عيونهم، وهذا ما علينا أن نتعلمه منهم، ونرسخه في الأذهان.. إن الاحتلال زائل زائل زائل لا محال.

أسرانا البواسل.. الأمل ينبعث من قيدكم، فابقوا كما أنتم بمبادئكم.. بأحلامكم.. بلهفتكم للحرية وحبكم للوطن.. فأنتم مصدر الهامنا الذي لا ينضب، ومصدر الطاقات الثورية التي هي نفط فلسطين الثمين.... كونوا على ثقة أنكم أنتم وحدكم الأحرار، ومنكم نستسقي معاني الحرية والارادة كل يوم...

بصمودكم أبطالنا ستبقى الأعلام مرفوعة، وبكم ستبقى فلسطين حرة للأبد.. صباحكم ومساؤكم حرية يا نفط فلسطين الثمين وصوت حريتها. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة