الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 08:01

نص كلمة نتنياهو خلال مراسم إحياء الذكرى ال-111 لوفاة هرتسل

كل العرب
نُشر: 08/07/15 12:13,  حُتلن: 12:14

رئيس الوزراء نتنياهو:

هرتسل كان يثق بقوة اليهود أكثر من ثقة اليهود أنفسهم بما يملكون من قوة وقد جعل شعبنا بفضل قوة هذا الإيمان يحقق تطلعاته

تغيرّت صورة العالم منذ أيام هرتسل إذ نشأت دول عظمى ثم سقطت وحدثت ثورات ودارت حروب ضخمة لكن عقيدته ما زالت نابضة بالحياة

عمّم أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء نتنياهو للإعلام العربي، كلمة ئيس الوزراء في مراسم إحياء الذكرى ال-111 لوفاة مؤسس الحركة الصهيونية بنيامين زئيف هرتسل:
فخامة رئيس دولة إسرائيل، دولة اليهود، رؤوفين ريفلين،
نائبة رئيس الكنيست نوريت كورين،
قاضي المحكمة العليا يورام دانتسيغير،
الوزراء ونواب الكنيست،
رئيس الحركة الصهيونية العالمية أبراهام دوفدفاني،
رئيس الوكالة اليهودية ناتان شيرانسكي،
رئيس بلدية أورشليم القدس نير بركات،
عميد السلك الدبلوماسي سفير الكاميرون هنري أتوندياسومبا،
الشخصيات العامة المحورية،
أعضاء الحركة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية،
قادة وجنود جيش الدفاع،
أعضاء حركات الشبيبة،
أبناء عائلة هرتسل،
أيها الحضور الكرام،

لقد أحيينا بالأمس، على هذا الجبل [جبل هرتسل] ذكرى جنود جيش الدفاع، حماة الدولة، الذين كانوا قد سقطوا قبل عام في عملية "الجرف الصامد". أما اليوم فإننا نكرّم هرتسل، صاحب رؤية الدولة، الذي كان قد قوّى فينا الثقة بطاقتنا وبعدالة طريقتنا.

وكان هرتسل يثق بقوة اليهود أكثر من ثقة اليهود أنفسهم بما يملكون من قوة. وقد جعل شعبنا، بفضل قوة هذا الإيمان، يحقق تطلعاته. وقد حوَّل المشاعر الوطنية إلى خطة عمل تهدف إلى تحقيق السيادة لشعبنا. كما أنه أعطى المضمون الحقيقي لمفهوم السيادة التي تستظلّ بالقوة الدفاعية العسكرية، مما يتيح لها اكتساب الزخم والتطور باستمرار. وكان هرتسل أول مَن تحدّث عن جيش يهودي. وكان كثيرون، خاصة بين اليهود، يعتبرونه مجنوناً بالكامل عندما أدلى بهذا الحديث، لكنه كان محقاً سواء بما يخصّ مسألة السيادة أو بما يضمنها.

وقد تغيرّت صورة العالم منذ أيام هرتسل: إذ نشأت دول عظمى ثم سقطت، وحدثت ثورات، ودارت حروب ضخمة، لكن عقيدته ما زالت نابضة بالحياة. وقد انتصرت الصهيونية وقامت الدولة ورسّخت وجودها. وقد كرّسنا أمننا وجمّعنا المهاجرين الجدد من كل أرجاء المعمورة، وأعمرنا البلاد، وأنشأنا اقتصاداً مزدهراً، وسجلنا إنجازات هائلة في العلوم والزراعة والطب والصناعة والثقافة. ولم يكن هرتسل من الشاردين بأحلام اليقظمة بل كان "يحلم" وعيناه متفتّحتان.

وكان هرتسل يستشرف المستقبل لكن قدميْه كانتا ثابتتيْن على أرض الواقع. وقد تكاملت لديه بشكل رائع قدرة التنبؤ والمنطق الصرف واللهفة لتحقيق عقيدته في عالم الأفعال. كما أنه أدرك أن الساعة ملحّة، حيث كان يتابع شعبنا (إنه كان يطلق عليه اسم "الشعب التعيس") وهو مضطهد ويعاني من ظاهرة معاداة اليهود المتفاقمة. وصارت الأرض تحترق تحت أقدام الشعب. وبلغت هذه السيرورة ذروتها في المحرقة النازية التي أبادت إخواننا وأخواتنا على أرض أوروبا. وكان هرتسل قد تصوَّر هذه الكارثة ولو بخطوطها العريضة، ودون وصفها بالتفصيل. وقد حذر منها عشرات المرات في مؤلفاته التي تم وضعها قبل المحرقة بنحو 40 عاماً.

وكان هرتسل بحواسّه المرهفة قد رصد الأخطار في الوقت الذي كان فيه أبناء عصره يستهزئون بها ويتجاهلونها. غير أنه كان هناك أشخاص آخرون ألحّوا عليه بطلب أن يتولى دفة قيادة سفينة الشعب في البحر المتلاطم الأمواج. وقد سعى هرتسل، إدراكاً منه لجسامة المهمّة الملقاة على عاتقه، نحو الهدف عبر مساريْن. إذ كان، بصفته مؤسس الحركة السياسية الصهيونية، يجري اتصالات دبلوماسية مع حكّام العالم حول إقامة وطن قومي ودولة يهودية. وقد ذهب إلى كل من القيصر الألماني والسلطان التركي وقداسة البابا وغيرهم كثيرون. ويُعتبر هذا الأمر بحد ذاته مُدهشاً، حيث تمكّن صحفي يهودي كان يبلغ 36 عاماً من العمر من الوصول إلى أباطرة العالم في نهاية القرن ال-19. ويجب تقدير هذه المعجزة، لكنها توحي بقوة شخصية هرتسل ورؤيته وقدرته على العمل. وكان هرتسل يقف أمام هؤلاء القادة شامخاً منتصب القامة ممثلاً عن شعب قديم يتطلع إلى تجديد حياته القومية في وطنه.

أما بالنسبة للمسار الثاني، فكان هرتسل يسعى لتمتين قوة شعبنا داخليًا. وكان هرتسل يعتقد بأن الشعب وحده يستطيع أن ينقذ نفسه، وكان يرى وجوب إقدامنا على أخذ مصيرنا بأيدينا وعلى ممارسة حياة مؤسساتية وعلى استحداث أجهزة سلطوية تليق بأمة متقدمة متماسكة. وقد أكد ذلك قائلاً: "أعتقد بأن اليهود سيكون لهم دوماً ما يكفي من أعداء، شأنهم شأن أي أمة أخرى، لكن عندما سيقيمون على أرضهم فإنهم لن يعودوا مشتَّتين في كافة أرجاء المعمورة"، وكان يعني بذلك قدرتنا على حماية أنفسنا بقوانا الذاتية المستندة إلى قوة جيشنا.

وكان هرتسل، فضلاً عما تقدَّم، يصوِّر دولتنا المستقبلية وكأنها قلعة للحضارة أمام الهمجية. أيها الأصدقاء، لا توجد أي رسالة أكثر ملاءمة للأحداث الجارية. إذ أصبحت شدة النيران المحتدمة في الشرق الأوسط تخرج من دائرة السيطرة عليها. ويقوم المعسكر الشيعي المتطرف بقيادة إيران من جهة، ورأس الحربة السنّي ممثلاً بـ(داعش) [تنظيم الدولة الإسلامية] من جهة ثانية، بممارسة الإرهاب القاسي والمغالي في تشدّده لدرجة تقشعر لها الأبدان، كما أنهما يقتتلان قتالاً ضارياً شرساً. غير أن كليْهما، في الوقت نفسه، يتّحدان في معاداتهما الغرب ورغبتهما في سحق إنجازات الحرية والتقدم.

وأصبحت إيران، وهي أهمّ راعٍ للإرهاب في العالم، تنتزع من الدول الكبرى المزيد والمزيد من التنازلات. وتشكل إيران أكبر تهديد للسلام العالمي. ويمهّد الاتفاق الذي أوشكت إيران على إنجازه مع الدول الكبرى- بما يتضمنه من تنازلات- طريقها للحصول على السلاح النووي ونشره بوتيرة مكثفة من خلال الصواريخ التي تواصل تطويرها، ناهيك عن استمرارها في نشر الإرهاب الذي هيّأت له شبكة باتت تطال حالياً أكثر من 30 دولة. ترى، كيف يثقون بدولة تنتهك مراراً وتكراراً قرارات المجتمع الدولي؟ كيف يمنحون إيران مئات مليارات الدولارات دون اشتراط عدم توظيف هذه الأموال في تسليك عجلات ماكينة الإرهاب والتوسّع الإيرانية؟ إن العدوان المتعاظم لإيران أخطر بأضعاف مضاعفة من ممارسات (داعش) التي تُعدّ خطيرة بحد ذاتها. ويطال هذا العدوان كافة ربوع العالم لأن هدفه الحقيقي ما هو إلا السيطرة على العالم في نهاية المطاف.

وقد تم اليوم الاستشهاد بأقوال واحد من أكبر مخرجي الأفلام في إيران وهو محسن مخملباف، علماً بأنه رجل يتميز بجرأته وهو مبدع محل تقدير على مستوى العالم ولا يتردد في انتقاد النظام والطغاة في بلاده، حيث كان قد تعرّض للتعذيب من السلطات التي توجه إليه التهديدات بكرة وأصيلاً. وقال مخملباف: "إن خامنئي [المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية] أسوأ من هتلر. ولو كان بإمكانه لكان يدمّر العالم"، هكذا يقول. أما روحاني [الرئيس الإيراني] الذي يمثل الوجه المبتسم لنظام الملالي فيقول عنه الآتي: "إن روحاني عاجز تماماً وما هو إلا المتحدث باسم المرشد الأعلى".

ويعزز هذا الكلام ما كنا نعرفه منذ زمن، وعليه يجب التصدي لإيران قبل فوات الأوان. أما إسرائيل فإنها لا تراوح مكانها حيث نتأهب لأي سيناريو مصممين على حماية أنفسنا إزاء أي خطر، في الوقت الذي نواصل فيه إعمار وتنمية الدولة. وكان هرتسل يعتقد بأن الثورة العلمية والتقنية تدعمنا. وقد صوّر دولة تنهل من إرث الأجداد إلى جانب تميّزها بالتجديدات والإبداعية، فضلاً عن ريادة الأعمال التي كان شديد الإيمان بها. وينبغي قراءة أقوال هرتسل عن مزايا الاقتصاد الحر، لأنه لم يكن أقلّ تحمساً له مما كان يتحمس للصهيونية.

كما كان هرتسل يتلهف لاختراع الكهرباء، ولو كان على قيد الحياة الآن لكان يتأثر على الأرجح بمعجزات التقنيات التي تنتجها إسرائيل وبإنجازاتها في مجال الفضاء الإلكتروني وأيضاً بالموارد الطبيعية مثل الغاز. إذ كان هرتسل نبيّاً لكنه كان أيضاً قائداً عملياً، علماً بأن هذا التكامل هو ما كان شعبنا يحتاج إليه. ترى، ماذا كان مصير شعبنا لولا توفي هرتسل عن عمر يناهز 44 عاماً قبل الحرب العالمية الأولى [توفي عام 1904] التي كان يستشرفها بوضوح؟ ترى، كيف كان يتم التعامل مع الفرصة التي أتيحت لإحداث دولة يهودية كما كان الحديث يدور حولها في نهاية تلك الحرب؟ ترى، لربما كنا سنتمكن من إنقاذ العديد من الملايين الستة [ضحايا المحرقة النازية]؟ لكن لا شك في أن يكون هرتسل، بما فعله وحرَّكه، قد أحدث معجزة بعث الحياة الجديدة في شعبنا بصورة غير معروفة في تأريخ الأمم.

هناك في تأريخ الأمم زعماء كبار حرّكوا شعوبهم نحو الاستقلال والتجديد، لكن شعوبهم لما كانت تواجه التحديات التي واجهها شعبنا الذي كان مشتتاً بين الشعوب. وعندما يأتي الزعماء من مختلف أنحاء العالم إلى مكتبي في الطابق الأرضي لديوان رئاسة الوزراء، فإنني أستقبلهم إلى جانب تمثال كبير ومؤثر لهرتسل. وعندما نختتم لقاءنا ألفت نظرهم إلى ذلك التمثال، وإذا كان الزائر أميركياً فإنني أقول له: "هذا هو جورج واشنطن الخاص بنا"؛ أما إذا كان الزائر إيطالياً فأقول له: "هذا هو ماتسيني وغاريبالدي [قائدا نهضة الشعب الإيطالي واستقلاله في القرن ال-19] لدينا"، وهكذا دواليك، ثم أقول لهؤلاء الزوار: إن هرتسل، بالنسبة لنا، يمثل شيئاً آخر، كونه بمثابة "موسى المعاصر"، ذلك لأنه قادنا إلى أرض الميعاد، حتى وإن لم تسنح له فرصة الاطّلاع على استقلالها، لكن هذه الفرصة قد أتيحت لنا.

لنمضِ سائرين على طريق المخلِّص العظيم لشعبنا في العصر الحديث بعد مرور 111 عاماً على وافته مستضئين به. طيّب الله ذكراه" إلى هنا نص الكلمة.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.67
GBP
220489.57
BTC
0.51
CNY