نيلز آنين:

من المرفوض حتمًا أن تكون برلين أداة بيد القضاء المصري، حيث أنّ إيقاف الصحفي أحمد منصور سيفتح الكثير من الأسئلة على الحكومة الألمانيّة

باربرا تريونفي:

نوجه نداءً إلى ألمانيا التي تعد في طليعة الدول المدافعة عن حق التعبير عن الرأي في العالم، عليها تبقى وفية للمبادئ الأساسية للدولة الألمانية، فتوقيف صحفي الجزيرة أحمد منصور مرتبط بشكل واضح بانتقاداته لحكومة السيسي في مصر، وهذا أمر لا يمكن قبوله

تمّ إطلاق سراح الصحفي أحمد منصور بقرار من المدّعي العام الألماني بعد أن احتجزته السلطات الألمانية جرّاء طلب من السلطات المصريّة، بدون أن توجّه له أي تهم تذكر بعد أن تأكد المدّعي العام بعد مراجعته للقضيّة إلى أنّها قضية سياسيّة تستند إلى اتفاق بين ألماني ومصر.

كلمة أحمد منصور بعد الإفراج عنه
 
وصرّح نيلز آنين الناطق باسم الحزب الاشتراكي الألماني للشؤون الخارجيّة بأنّ: "من المرفوض حتمًا أن تكون برلين أداة بيد القضاء المصري، حيث أنّ إيقاف الصحفي أحمد منصور سيفتح الكثير من الأسئلة على الحكومة الألمانيّة" كما جاء على لسانه. وأشار أحد أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي إلى أنّ: "هناك ضرورة لمعالجة ما حدث مع منصور بشكل فوري وسريع ويجب عدم تسليمه للسلطات المصرية، وأصبحت قضيّة منصور تحتلّ حيّزًا مهمًّا من الرأي العام الألماني" كما قال.

أحمد منصور عند إطلاق سراحه

يذكر أنّ السلطات الألمانيّة قامت بنقل أحمد منصور من المقر المؤقت الذي تم احتجازه به إلى سجن مؤبيد، وذلك بسبب تجاوز قضيّته 24 ساعة حسب إجراءات بروتوكول التّحقيقات الألماني. تمّ توقيفه في مطار برلين مساء يوم السبت وبعد ساعات من التوقيف امتثل منصور أمام قاضي التحقيق، وعقدت جلسة استماع لأقواله من قبل الشرطة لينقل بعدها إلى الاحتجاز المؤقت.

كما طالبت باربرا تريونفي المديرة التنفيذيّة للمعهد الدولي للصحافة السلطات الألمانية بإطلاق سراح منصور قائلةً: "نوجه نداءً إلى ألمانيا التي تعد في طليعة الدول المدافعة عن حق التعبير عن الرأي في العالم، عليها تبقى وفية للمبادئ الأساسية للدولة الألمانية، فتوقيف صحفي الجزيرة أحمد منصور مرتبط بشكل واضح بانتقاداته لحكومة السيسي في مصر، وهذا أمر لا يمكن قبوله" كما جاء على لسانها. وكان هنالك حملات شجب واستنكار حول احتجاز الصحفي أحمد منصور متسائلين خلالها هل أصبحت برلين شريكة للنظام الاستبدادي المصري؟.

تعقيب قناة الجزيرة
وتعقيباً على قرار النائب العام في ألمانيا رفض الطلب المصري لتسليم الزميل أحمد منصور، قال د.مصطفى سواق، المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة الإعلامية:"هذه أحداث مؤسفة في ألمانيا، ولكننا مسرورون أن السلطات قامت بتصويت هذا الخطأ. نأمل أن يشكل هذا درساً للسلطات المصرية أن بقية العالم تحترم قيم الحرية الإعلامية. عوض أن يحاولوا توسيع حربهم على الصحفيين، يجب عليهم أن يطلقوا سراح الصحفيين الذي يخضعون لمحاكمة في القاهرة، بمن فيهم باهر وفهمي، وإنهاء القضية بحق المحكومين غيابياً. نود بهذه المناسبة أن نشكر كل من وقف مع الزميل أحمد، من دبلوماسيين وسياسيين ومنظمات غير حكومية والآلاف الذي وقعوا عريضة موقع "آفاز". إننا ننتظر بشوق عودة الزميل أحمد إلى دياره"، بحسب بيان الجزيرة.