الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 04:02

قراءة في التمييز والعنصرية/ بقلم: يحيى أمل جبارين

كل العرب
نُشر: 12/06/15 08:53,  حُتلن: 07:57

يحيى أمل جبارين في مقاله:

حالة اسرائيل في هذه الايام تعود بنا إلى فرنسا بالسابق حيث كان المجتمع طبقي بامتياز

دولة اسرائيل تنادي بالمساواة وتسعى لتحقيقها حسب ادعائها لكن هي تدعي المساواة والديمقراطية بشكل سطحي لا بشكل عميق وفعلي

قبل فترة ليست ببعيدة، دلتنا الأحداث التي حصلت في الداخل الفلسطيني بأنّ المؤسسة الحاكمة في اسرائيل في طريقها إلى صدام مباشر مع الجماهير العربية في البلاد، ربما هذا الصدام ليس بقريب لكن بلا شك في نهاية المطاف سيكون هنالك صدامات بين الجماهير العربية والسلطة المركزية بسبب ما تقوم به السلطات من انتهاكات بحق المواطنين في البلاد.

تقوم السلطات بانتهاك الحقوق بشكل يومي وأي حقوق، هي ابسط الحقوق التي من حق المواطن أن ينعم بها في دولة تصنف نفسها على أنها ديمقراطية، وفي الحقيقة هي ديمقراطية مع المواطنين اليهود وليس مع الأقلية العربية.

حسب رأيي لا يوجد فرق بين المواطن العربي في البلاد هنا وبين المواطن العربي في مناطق الضفة الغربية، ففي نهاية المطاف هذا وذاك فلسطينيان وتربطهما نفس الجذور، الفرق الوحيد هو أنّ سكان الداخل الفلسطيني ظلوا في بيوتهم ودافعوا عنها حتّى آخر رمق ولم يتوانوا في التخلي عنها للحظة، بمعنى اخر ان هذا الامر لا يعطي للمؤسسة الضوء الاخضر بأن تتعامل مع هؤلاء من باب سياسة التفريق بل عليها اعادة النظر في آليّات التعامل مع الفلسطيني بالداخل والضفة.

كثيرة هي الانتهاكات التي تحصل بشكل يومي، في شتى المجالات، المجال الأهم والأسمى على الأقل في هذه المرحلة، هو التخطيط والبناء. هناك آلاف البيوت المهددة بالهدم في وسطنا العربي، منها التي نشر عنها بوسائل الاعلام ومنها لا يعرف عنها أي شيء.

في أم الفحم هنالك ما يقارب 4 بيوت مهددة بالهدم، في قرية المنصورة بالقرب من مركز شرطة وادي عارة هنالك عشرات العائلات المهددة بالتشريد من بيوتها، عشرات البيوت المهددة بالهدم في قلنسوة، اللد والرملة، هذا غير الهدم اليومي الذي يحصل في جنوب البلاد بالنقب وفي القرى الغير معترف بها.

من منا لم يسمع عن مخطط برافر؟ وعن التظاهرات القطرية التي اقيمت في أم الفحم، عرعرة المثلث، سخنين، النقب وحيفا والتي نجحت بنهاية المطاف بإسقاطه عبر اعلان نتنياهو عن ذلك رسميا بمؤتمر صحفي، اليوم وبعد مرور اكثر من نصف سنة، قرية أم الحيران تعيد "برافر" إلى الواجهة، بالرغم من الاعلان الحكومي الرسمي بأنه تم اسقاط المخطط، لكن مع مرور الأيّام تثبت المؤسسة في انها تتعامل مع المواطن العربي على أنّه مواطن من الدرجة الثالثة فيما تتعامل مع اليهودي على انه من طبقة النبلاء الراقية.

حالة اسرائيل في هذه الايام تعود بنا إلى فرنسا بالسابق حيث كان المجتمع طبقي بامتياز، فكانت هنالك الطبقة المسحوقة والعاملة، والنبلاء والبرجوازيين. دولة اسرائيل تنادي بالمساواة وتسعى لتحقيقها حسب ادعائها، لكن، هي تدعي المساواة والديمقراطية بشكل سطحي لا بشكل عميق وفعلي. مثال آخر على التمييز والعنصرية التي يعاني منها ابناء الأقلية العربية في البلاد، ففي السجون تتعامل السلطات مع السجين والأسير العربي بشكل مغاير تماما، فتقوم باحتقاره على العكس من السجين اليهودي.

من الواضح في مقالتي هذه انني لا استطيع أن أكتب جل الامور هنا، لكن، هنالك أمر آخر ويتم الكشف عنه مؤخرًا وبنظري هو خطير جدًا، المؤسسات الاسرائيلية لا تملك ناطقين باللغة العربية، مثلا المستشفيات، ماذا سيفعل العربي الذي لا يتكلم العبرية في حال تواجد بخطر ما ويريد المساعدة؟؟؟

نكون او لا نكون، في هذه البلاد لا يمكنك أن تظل ساكتًا وتطلع على الأمور من بعيد، في هذه البلاد يوجد الجلاد أو الضحيّة. لا يمكنك أن تتخذ موقف الحياد، عليك أن تبلور آراءك الملائمة بالشكل الصحيح، نحتاج إلى اراء مختلفة ومتفاوتة لخلق بحر واسع من الآراء وبالتالي "دمقرطة" المجتمع. 

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة