منحت الجائزة للدكتور محمد وتد في حفل أكاديمي عالمي في جامعة كونكورديا الواقعة في مدينة مونتريال الكندية بحضور كبار الباحثين الإسرائيليين والعالميين في مجال القانون والعلوم السياسية

د. محمّد وتد لموقع العرب وصحيفة كل العرب:

شعور رائع للغاية بسبب التقدير الأكاديمي لمقالات وأبحاث عملت عليها منذ سنوات

كرّست الجائزة في خطابي الأخيرة لمحكمة العدل العليا في إسرائيل وهي برأيي جسم من أهم السلطات والتي تعمل على الحفاظ على حقوق الأقليات

هناك هجوم شرس من حركات سياسيّة ونوّاب لإضعاف المحكمة العليا وهذا أمر خطر من شأنه إدخال تأثيرات سياسيّة على العليا

قامت جمعية الدراسات الإسرائيلية (The Association for Israel Studies) ومؤسسة إسرائيل (Israel Institute) بمنح جائزة أفضل باحث شاب في مجال القانون الإسرائيلي لعام 2015 (Young Scholar Award) للدكتور محمد وتد، إعترافا بإمتياز أبحاثه الأكاديمية ومساهمتها في تطوير القانون الإسرائيلي.

يجدر بالذكر أن الدكتور محمد وتد، والبالغ من العمر 34 عامًا، وأصله من جت المثلّث ويسكن في الناصرة ويعمل حاليًا في أمريكا، هو محاضر كبير في القانون في الكلية الأكاديمية صفد، وفي العام 2014-2015 يدرس ويبحث، بمنصب "بروفيسور زائر"، في كلية القانون وفي كلية العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، في مدينة إرفاين.

يعتبر الدكتور وتد من مؤسسي كلية القانون في صفد، عام 2008، حيث كان له دور هام ببلورة برنامجها الأكاديمي. للدكتور محمد وتد العديد من الكتب الصادرة في بيوت نشر عالمية والعشرات من الابحاث الأكاديمية باللغات العبرية والإنجليزية. وقد تنوع الدكتور وتد في أبحاثه، فله كتابات في القانون الدستوري والقانون الجنائي، وذلك بالإضافة إلى أبحاث عدة أخرى في القانون الدولي، قانون الجنايات الدولي، قوانين الحرب، القوانين المتعلقة بالإرهاب والتعذيب، سلوكيات مهنة المحاماة، والقانون والطب.

واعتمدت لجنة التحكيم (برئاسة البروفيسور بنينه لاهاف)، المنبثقة عن جمعية الدراسات الإسرائيلية (برئاسة البروفيسور مناحيم هوفنونج) ومؤسسة إسرائيل (برئاسة البروفيسور ائتمار روبينوفيتش)، قرارها بمنح جائزة أفضل باحث شاب للدكتور وتد إستنادًا إلى تميّز أبحاثه الأكاديمية، مورودها العلمي، ودورها البارز في تطوير القانون الإسرائيلي في المجالات المذكورة أعلاه.

د. وتد خلال تسلمه الجائزة

وتتميز دراسات الدكتور محمد وتد بعمقها الأكاديمي وببصمتها في القانون المقارن، والتي تعود مرجعتيها الى دراسته في جامعات عالمية رائدة. فبالإضافة الى دراسته في جامعة حيفا والجامعة العبرية بالقدس، درس الدكتور وتد في جامعة أكسفورد البريطانية، جامعة كولومبيا الأمريكية، جامعة تورونتو الكندية، معهد ماكس بلانك الألماني، والمعهد العالمي لدراسة قانون الجنايات الدولي في ايطاليا. كما ويرأس الدكتور وتد تحرير المجلة العالمية "القانون والطب" الصادرة عن الجمعية الدولية للقانون الطبي. وتنعكس أبحاث الدكتور وتد الأكاديمية أيضا من خلال كتاباته الصحفية باللغات العربية، العبرية والإنجليزية، في صحف رائدة، إضافة إلى ظهوره الإعلامي كخبير وكمحلل قانوني.

وقد منحت الجائزة للدكتور محمد وتد في حفل أكاديمي عالمي، في جامعة كونكورديا، الواقعة في مدينة مونتريال الكندية، بحضور كبار الباحثين الإسرائيليين والعالميين في مجال القانون والعلوم السياسية. وفي ختام الحفل قام الدكتور محمد وتد بشكر لجنة التحكيم على قرارها وتقديرها لأبحاثه الأكاديمية، مكللا خطابه بنقد لاذع نحو ما أسماه بالهجوم الشرس التي تلحظه الساحة السياسية في السنوات الأخيرة لإضعاف سلطة القانون في إسرائيل المتمثلة بمحكمة العدل العليا.

صورة عن الجائزة

وقال الباحث الشاب د. محمّد وتد، في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "إنّه شعور رائع للغاية، بسبب التقدير الأكاديمي لمقالات وأبحاث عملت عليها منذ سنوات. الموضوع مفرح لأنّ الجمهور الكبير الذي حضر الاحتفال، يشمل شخصيّات كبيرة في مجال القانون والتي تابعت أبحاثي وقرأتها وقيّمتها، فبعضهم من قال لي إنّ اسمي أصبح عالميًّا بجيل مبكّر، وأنّ لي تأثيرًا على دول أخرى، وهذا ما يمنحني أملًا للاستمرار قدمًا".

وتابع وتد ردًا على سؤال لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "الجمعيّات التي منحت الجائزة، هي من كبرى الجامعات التي فيها مئات الأعضاء، وأنا كباحث شاب كنت أقرأ كتب هؤلاء الكبار عندما كنت طالبًا، والذين هم بأنفسهم منحوني الجائزة اليوم".

وأشار إلى أنّ "تقييمه للأمور ليس على أساس قومي بل على أساس مهني، فمنافسته غير مقيّدة بكونه عربيًا أو غير عربي". وشدّد بالقول: "كرّست الجائزة في خطابي الأخيرة، لمحكمة العدل العليا في إسرائيل، بناء على الانتقادات السياسية الأخيرة التي تواجهها المحكمة وهي برأيي جسم من أهم السلطات في اسرائيل، والتي تعمل على الحفاظ على حقوق الأقليات، وكما نرى هناك هجوم شرس من حركات سياسيّة ونوّاب لإضعاف المحكمة العليا وهذا أمر خطر من شأنه إدخال تأثيرات سياسيّة على العليا".