د. خلود خياط تكشف لموقع العرب:

* 75% من المدخنين بدأوا حتى سن 14 عامًا

* الشابات يدخنّ الأرغيله من باب التمرد ولا يعرفن خطورتها

* ربع الأطفال في المدارس من السادس حتى الثاني عشر جربوا التدخين

* ظاهرة التدخين هي الطريق المؤدية إلى تعاطي المخدرات والعقاقير الأكثر خطرًا وادمانًا

* أرى نفسي سفيرة النوايا الطيبة للتعايش والسلام والأخوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين

"أرى نفسي سفيرة النوايا الطيبة للتعايش والسلام والأخوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، هذا ما قالته في الدكتورة خلود جمال خياط (دجاني)، والتي حصلت على شهادة الدكتوراة في الفلسفة والعلوم الصحية، في حفل تخرج 155 دكتور جديد في الفلسفة في جامعة "بن غوروين" في النقب بحضور رئيسة الجامعة، البروفسورة رفكا كارمي.
وتسكن الدكتورة خياط (49 عامًا)، والتي ولدت في نابلس، في القدس الشرقية، وهي الفلسطينية الأولى التي تحوز على شهادة الدكتوراة (الثالثة لها) من جامعة "بن غوروين"، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع البروفيسور سري نسيبه، رئيس جامعة "القدس". وكانت د. خلود حازت في الثمانينات على شهادة الدكتوراة في الطب، وفي العام 1991 تخصصت في طب الصحة العامة وطب المجتمع.

د. خلود خياط-دجاني تتلقى شهادة الدكتوراة من البروفيسورة رفكا كارمي، رئيسة الجامعة (تصوير: شاي شموئيلي)

وتحمل أطروحة الدكتوراة التي تقدمت بها خلود خياط في إطار كلية علوم الصحة في جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، عنوان: "تقييم السلوك الصحي لدى طلاب مراهقين فلسطينيين في منطقة غزة والضفة الغربية: وضع التدخين".
وفي حديث لمراسلنا، تقول د. خلود إن وضع التدخين في فلسطين والعالم كله بين الأطفال خطير للغاية، فلا توجد هناك أي سياسات أو وسائل داخل المدرسة وفي البيوت أو المجتمع والشوارع تمنعهم من شراء أو حتى تجربة السجائر. وتضيف: ربع الطلاب في المدارس من الصف السادس وحتى الصف الثاني عشر جربوا التدخين – حيث زادت نسبة الذكور على الاناث في تجربة التدخين بنحو ثلاثة أضعاف حتى أربعة أضعاف، ونصف الذين جربوا التدخين - حتى لو للحظة واحدة - تحولوا إلى مدخنين بما في ذلك السجائر والارغيله.

د. دجاني ورئيسة الجامعة بروفسور كارمي وعميد الجامعة بروفسور جيمي فاينبلت

أما الجديد في الإطروحة – كما تقول د. خلود خياط – هو أن ظاهرة تدخين الأرغيلة أكبر من ظاهرة تدخين السجائر، وهذا خطر القرن الـ21، حيث أن التعاطي مع هذه الظاهرة اجتماعيًا أسهل من تعاطي تدخين السجائر، من حيث قبول الأهل والمجتمع والسماح للأطفال بذلك.

 المدخنون أكثر عنفًا وتأخرًا في التحصيل الأكاديمي
أما الظاهرة الأخرى التي تشير إليها أطروحة الدكتورة خلود، أن متلازمة التدخين والعنف والتأخر في التحصيل الأكاديمي، تظهر واضحة، ومن أكبر المؤثرات على زيادة هذه الظاهرة، تأثير الأصدقاء وهذا يعني أن على الأهل معرفة مع من يتعامل أولادهم ويقضون أوقاتهم الطويلة للحد من ظاهرة التدخين، وعلى صعيد الأسرة، فالجو الأسري غير السليم وقلة الاهتمام والعطف على الأطفال، وعلى صعيد المدرسة قلة اهتمام المعلمين والجو المدرسي بشكل عام والأهم من كل ذلك الأم، حيث أطفال الأم المدخنة والأم العاملة أكثر عرضة للتدخين من غيرهم.

50% بدأوا التدخين قبل سن 12 عامًا
ويتضح كذلك من أطروحة الدكتورة خلود خياط، إن 50% بدأوا التدخين قبل سن 12 عامًا، وأن 75% من المدخنين بدأوا التدخين قبل سن 14 عامًا. وفي حديث لمراسلنا تقول الدكتورة خياط-دجاني: "أريد أن أشير إلى أن ظاهرة التدخين هي الطريق المؤدية إلى تعاطي المخدرات والعقاقير الأكثر خطرًا وادمانًا، حيث 90% من المدمنين بدأوا طريقهم بالتدخين. وظاهرة هذا القرن هي ظاهرة الأرغيله – التي هي أكثر خطرًا بكونها تساوي 51 سيجارة، بالإضافة إلى الادمان الناتج عنها وضياع الوقت".
وتطرح د. خياط دجاني قضية تدخين الأرغيله كظاهرة منتشرة لدى الفتيات على الأخص، كجزء من التمرد على المجتمع والتشبه بالرجال، وتقول: "من خلال التدخين هن يردن الحصول على المساواة، ولا يعرفن ما هي الخطورة الكبيرة من تدخينهن".

ولخصت حديثها بالقول: "لا شك أن ما ينطبق على الأطفال في فلسطين ينطبق كذلك على الأطفال العرب في الداخل والأردن وكافة الدول العربية، ويجب على المجتمع والأهل والمدرسة التدخل قبل فوات الأوان – علمًا بأن المسبب الرئيس للوفيات هو التدخين".
يشار إلى أن د. خلود هي أم لثلاثة أولاد: عدي (طالب علوم سياسية)، دارا (طالبة هندسة معمارية) ودينا (أنهت التوجيهي هذا العام وتريد دراسة الحقوق).

د. دجاني وأبناء عائلتها في الحفل في بئر السبع