الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

هلّي كانوا يسْتِحوا ماتوا/ بقلم: د.حاتم عيد خوري

كل العرب
نُشر: 13/05/15 10:39,  حُتلن: 08:48

 د.حاتم عيد خوري في مقاله:


المقال فتحَ لـي جراحا اردتُ لها أن تندمل واثارَ من جديد تساؤلاتي عن مستقبل العلاقات بين الدولة ومواطنيها من العرب الفلسطينيين

هذه الحكومة ستُجيدُ تماما كما سابقتُها إستحداتَ القوانين العنصرية والإبداع َ في سنّها وتطبيقها على ارض واقعنا المُعاش

نشرت جريدة "هآرتس" يوم الجمعة 8 ايار 2015 مقالا بعنوان " سـيدي رئيس الحكومة، أنتَ كذاب" بقلم الصحفي والمحاضر الاكاديمي اوري مسـجاف.

يفتتح الكاتبُ مقاله بقـوله: " بنيامين نتنياهو هو ليس رئيسي والحكومة التي يشكّلُها هي ليست حكومتي...ليس فقط بسبب هزال الائتلاف وليس لاني لا اوافق رئيسَ الحكومة على مواقفه وليس لانه يقودُ اسرائيلَ الى الهاوية...وليس لأني لم اصوّت له، إنما ذلك يعود الى يوم الانتخابات في 17 آذار 2015". وذلك عندما وقف نتنياهو امام الكاميرات، كما يقول الكاتب، مُعلنا بعظمة لسانه: "سُـلطة اليمين في خطر. المصوتون العرب يتحركون بجماهير غفيرة نحو صناديق الاقتراع. جمعيات اليسار تنقلهم بالحافلات الى صناديق الاقتراع".

ويتابع الكاتب قوله حرفا بحرف "إعتبرَ نتنياهو المواطنين العرب أعداءً خطيرين على الدولة، كما انه خالف قانون الدعايات في يوم الانتخابات. غير أن الامر الاخطر الذي لا يمكن الصفح عنه ولا يمحوه ايُّ اعتذارٍ هو أنّ نتنياهو قد كذبَ. فلا حافلات مجنّدة حتى ولا حافلة واحدة، كما ان جميعات اليسار لم تنقل بصورة منظمة مصوتين الى صناديق الاقتراع". هذا ويؤكد الكاتب "ان ما قاله نتنياهو لم يكن كذبا ابيض أو انصاف حقائق، إنما كان كذبا فظاً صادرا عن محتالٍ مستعدٍ ان يكذب دونما خجلٍ خدمة ً لغاياته الشخصية...".

هذا المقال فتحَ لـي جراحا اردتُ لها أن تندمل، واثارَ من جديد تساؤلاتي عن مستقبل العلاقات بين الدولة ومواطنيها من العرب الفلسطينيين، في ظلّ حكومة يمينية متطرفة تركيبة ً ورئاسة ً. إذ أنّ هذه الحكومة ستُجيدُ، تماما كما سابقتُها، إستحداتَ القوانين العنصرية، والإبداع َ في سنّها وتطبيقها على ارض واقعنا المُعاش، وشرعنة َ التمييز والتمادي في توجيه خطاب عنصري متصاعد، دونما خجل. لكني وفي ذات الوقت، رأيتني ابتسم ليس فقط لأنّ شرّ البلية ما يُضحك، إنما لأني تذكرْتُ النكتة التالية:

يُروى أنّ احدهم كان يعاني من تبوّلٍ ليليٍّ لا إرادي. لم يُسـعفْه أطباءُ المسالك البولية ولا اطباء الامراض الباطنية ولا اطباء الغدد الاندوكرينية...ممّا أدخله في حالةٍ نفسانيةٍ صعبة تجلّت بإحراجٍ رهيب وإكتئابٍ وخجلٍ وانعزال ٍ بلغ َ حدَّ التوحّد. نصحه احدُ اصدقائه بالتوجّه الى طبيب نفساني، عسى يستطيع أنْ يساعده. بعد بضع جلسات مع الطبيب النفساني، بدا الرجلُ منفرجا جذلا. إستبشرَ صديقه خيرا وتوجّه اليه مستفسرا: "أراكَ فرحا ومبتسما. فهل افهمُ من هذا ان الطبيب النفساني قد ساعدك؟". أجابه المريضُ: "بكل تأكيد". هذا الإجابة أثارت فضولَ الصديق فتابعَ سـائلا: "يعني هل بطلتَ تبلّل ملابسـك ليلا؟". أجابه المـريضُ : " لا، لكني بطلتُ اخجل".
رحم الله من قال:"هلي كانوا يستحوا ماتوا".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة