الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 08:01

الشمس يا سيدنا أبو عمار لا تُغطى بغربال/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 11/05/15 22:38,  حُتلن: 08:47

فادي أبو بكر في مقاله: 

لم تلد فلسطين زعيماً مثل عرفات ومهما كُتب عنه من المشرق وحتى المغرب لن يوفي قلم في الكون حقه

من حق عرفات علينا أن نورث ما أوصى به لأولادنا وأحفادنا حتى تثبت هذه المبادىء وتترسخ فينا على مر العصور

لطالما كان القائد الخالد الشهيد ياسر عرفات معشوق الفلسطينيين وأحرار العالم في حياته وحتى بعد استشهاده، لما كان يمثله من زعيم ثوري أحب وطنه وكرس حياته لأجلها من المهد إلى اللحد.

لم تلد فلسطين زعيماً مثل عرفات، ومهما كُتب عنه من المشرق وحتى المغرب لن يوفي قلم في الكون حقه. لطالما ردد الخالد عرفات مقولات مثل "عالقدس رايحين شهداء بالملايين " و "يا جبل ما يهزك ريح"... مقولات وإن كانت بسيطة إلا أنها ما زالت ترن في مسامعنا حتى أصبحت مقولات خالدة فلسطينياً لما فيها من رمزية ثورية.

من حق عرفات علينا أن نورث ما أوصى به لأولادنا وأحفادنا حتى تثبت هذه المبادىء وتترسخ فينا على مر العصور. حقيقة أن اسرائيل اغتالت عرفات هي حقيقة واضحة وضوح الشمس، وكل الأدلة التي وجدت في جثمانه الطاهر تثبت أنه قُتل مسموماً، كما أن اسرائيل وعلى لسان رئيس دولتها "شمعون بيرس" اعترف بذلك حينما قال في مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز في بداية عام 2013 "ما كان ينبغي اغتيال ياسر عرفات"، فهذا اعتراف ضمني بمسؤولية اسرائيل عن تسميم واغتيال الرئيس عرفات.

قبل أيام صرح توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس لجنة التحقيق في استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أن فرنسا بعثت للسلطة الفلسطينية رسالة طلبت فيها التعهد بعدم اعدام قاتل عرفات". نتمنى على القيادة الفلسطينية ان تكون حذرة في هذه المسألة وألا تتجاوب مع أي ابتزازات لما في هذه المسألة من حساسية عالية لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

الأردن على الرغم من أنه خاضع للإملاءات الخارجية وتحديداً الأمريكية، إلا أنه رد على جريمة اعدام الطيار معاذ الكساسبة باعدام كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي المنتمين لتنظيم القاعدة، فإن كان دم الطيار العربي لم يذهب هدراً، فهل يُعقل أن يذهب دم قائد قومي عربي مثل عرفات هدراً؟!

مصير قاتل عرفات لا يحدد بقرار من باريس، وإنما بقرار عربي وفلسطيني .. والإعدام أقل عقوبة في حق من قتل عرفات، لأن اغتيال عرفات هو محاولة اغتيال فكر وقضية ووطن، وإن لم يتم الرد على هذه الجريمة فإننا نقر بانتصار أعدائنا علينا.

الشمس يا ياسر لا تغطى بغربال، فنم قرير العين في لحدك افضل من ان ترى صعاليكاً يصولون ويجولون ويعبثون ويتاجرون في الوطن وهم من ابناء جلدتنا، ولكن عزاؤنا وانتصارنا يكمن في أنك ربيت جيلاً كاملاً عشقتك قلوبهم وعلقتك أرواحهم ..

هناك الآلاف من أخوتك وأبنائك وأحفادك الذين أقسموا على أن يسيروا على نهجك دون الاهتمام بجمع المليارات وتكديسها، وسينتفضون عاجلاً أم آجلاً.. وكما يقول الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي "عاشوا اللي ماتوا... ولا ماتوا الا من عاشوا".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة