الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 08:01

إسرائيل تهرب من المسار الفلسطيني


نُشر: 18/06/08 07:33

إسرائيل تهرب من المسار الفلسطيني إلى المسار السوري

عادت إسرائيل إلى عادتها القديمة لاستعمال تكتيكها المعروف وهو الإنتقال من مسار إلى مسار في حالة اقترابها من نقطة الحسم، وكوسيلة ضغط معروفة استعمتلها في السابق. وما تجديد المفاوضات في المسار السوري الإسرائيلي بوساطة تركية إلا محاولة هرب من المسار الإسرائيلي الفلسطيني مع اقتراب هذا المسار إلى الطريق المسدود خاصة وعلى ضوء التزام الأطراف وبخاصة الوسيط الأمريكي بإنجاز إتفاق قبل نهاية هذا العام 2008.
من الواضح أن حكومة أولمرت الحالية في إسرائيل التي فقدت مصداقيتها خاصة في الشارع الإسرائيلي على ضوء التهم بالفساد الموجهة إلى رئيسها إيهود أولمرت وعلى ضوء التخبط والخلافات بين رئيس الحكومة ووزير الأمن ووزيرة الخارجية ووزير الإتصالات، حكومة كهذه مصابة بالشلل التام، وتنتظر نهايتها لا يمكنها أن تتخذ أي قرار حاسم وتاريخي على المسار الفلسطيني خلال الأشهر القليلة القادمة، التي من المفروض خلالها اتخاذ قرارات هامة وتاريخية لإنجاز اتفاق مع الفلسطينيين.
من هنا جاءت فكرة التحول إلى المسار السوري من أجل إضاعة ما تبقى من وقت حتى نهاية هذا العام. وبالتأكيد فإن تجديد المفاوضات على المسار السوري هو مبادرة من أولمرت وحكومته للهرب أولاً من الأزمة الداخلية التي تعاني منها هذه الحكومة، وثانياً الهرب من استحقاقات المسار الفلسطيني اوالحسم في قضايا الحل النهائي كقضية اللاجئين والقدس والحدود والمياه.
إن تجديد المفاوضات على المسار السوري في ضوء استطلاعات الرأي في إسرائيل التي تدلّ على أن غالبية ساحقة من الجمهور الإسرائيلي تعارض الإنسحاب من الجولان وأن هذه الغالبية على استعداد للتنازل في قضية القدس أكثر من استعدادها للتنازل في قضية الجولان. وفي ضوء وجود معارضة شديدة داخل حزب كديما للإنسحاب من الجولان يقودها الوزير شاؤول موفاز، ومعارضة شديدة من وزير الأمن إيهود باراك زعيم حزب العمل للإنسحاب من الجولان. كل ذلك يدلّ على أن هذه المفاوضات على المسار السوري لن تأتي بنتيجة على الأقل حتى نهاية هذا العام 2008. وهذا ما تريده حكومة أولمرت تماماً وهو كسب الوقت لمدّة الستة أشهر القادمة لإزاحة الأنظار عن المسار الفلسطيني الإسرائيلي الذي لن يتحقق فيه اتفاق سلام بين الطرفين حتى نهاية هذا العام كما أعلن من قبل.
وفي هذا السياق فقد ذكرت صحيفة هآرتس في عدد يوم الإثنين 16.06 أن المبعوثين الإسرائيليين للمفاوضات غير المباشرة التي تجددت في أنقرة سيُعلمون الوفد السوري عبر الأتراك أن إسرائيل معنية باستمرار المفاوضات رغم الوضع السياسي الذي تمر به وحتى لو جرت انتخابات مبكرة وتغيرت الحكومة. بمعنى آخر فإن إسرائيل تريد التزاماً سورياً بالإستمرار في المفاوضات طوال ما تبقى من عام 2008 وما بعد ذلك. وهذا يدل على أن إسرائيل تسعى فعلاً لكسب الوقت ولإشغال الرأي العام المحلي والعالمي بالمسار السوري تغطية على فشل المسار الفلسطيني.
هناك أيضاً مكسب آخر تسعى إسرائيل إلى كسبه من خلال تجديد المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي وهو العمل على عزل إيران وحزب الله من خلال إظهار أن سوريا تفاوض إسرائيل بشكل منفرد وهي على إستعداد لعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل مقابل استرجاع هضبة الجولان في الوقت الذي ترفض فيه إيران وحزب الله أي إعتراف بإسرائيل أو أي مفاوضات معها.
لقد صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت تزامناً مع الإعلان عن تجدد المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي قبل حوالي شهر، بأن إسرائيل تعرف ما هو الثمن الذي يجب أن تدفعه في إتفاق سلام مع سوريا (وهو يقصد الإنسحاب الكامل إلى حدود 1967). فطالما أن سوريا متمسكة بهذا الثمن وطالما أن إسرائيل ترفض دفع هذا الثمن، فعلامَ يتم تجديد المفاوضات..؟! أليس لكسب الوقت من جانب إسرائيل ولذرّ الرّماد في عيون العالم وللضغط على الجانب الفلسطيني.
أما لماذا وافقت سوريا على تجديد المفاوضات رغم علمها بعدم استعداد إسرائيل حالياً لدفع استحقاقات السلام معها، فيبدو أن سوريا تريد أن تناور أيضاً وتوحي للجميع بأن لها سياسة خاصة بها وأنها ليست بالضرورة مرتبطة بالسياسات الإيرانية في المنطقة وأنها تستطيع أن تـُخرج نفسها من العزلة التي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي بوش وتحاول فرضها على سوريا.
على كل حال من المؤكد أنه لا تخرج أي نتيجة عن هذه المفاوضات السورية الإسرائيلية على الأقل حتى نهاية ولاية جورج بوش في نهاية هذا العام.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.01
EUR
4.67
GBP
237232.78
BTC
0.52
CNY