الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 05:02

كلمة السر 360 /بقلم: نائل أبو مروان

كل العرب
نُشر: 19/04/15 21:05,  حُتلن: 07:37

نائل أبو مروان في مقاله:

اتّخذت الصهيونيّة عدّة قرارات واحدها القيام بحملة اعلامية شرسة ضد المقاومة الفلسطينية وإلصاق التهم بها جزافًا من أجل تدمير تلك المقاومة وعزلها تمامًا عن محيطها العربي

أظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أنّ الأخيرة قامت بتنفيذ خطّة بريطانيّة قديمة تعرف بـ"عش الدبابير" لحماية إسرائيل، تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له

منذ نكبة 1948 وطيلة عقود من الزمان كان النشء العربي يولد على فطرة الكراهية للدولة الصهيونية التي اغتصبت فلسطين، ليُفطم في وقت لاحق على العداء المطلق لهذا الكيان المطاطي الذي يتطلع لدولة من النيل إلى الفرات.

وظل الوضع هكذا يؤججه الإعلام ويُرسّخه في الأذهان التي باتت تنشد ليلاً ونهاراً فناء تلك الدولة المعتدية التي ترتكب أبشع المجازر في حقّ الشعب الفلسطيني حتى هدأ الإعلام فهدأت الأذهان ثم خُفضت الأصوات وأُسدلت الستائر المعتمة ودخل العرب في سبات عميق من النوم ما خلا بعض الفلسطينيين الذين داهمهم السلاح عوضاً عن النوم بعدما وقّعت السلطة الفلسطينية اتفاقية أوسلو لتتمكن من النوم بهدوء والالتحاق بغرفة اللاوعي المعتمة، وظل الوضع هكذا حتى نسي العرب أنّ ثمّة استعمارًا صهيونيًا يحمل الموت لهم وصار اليهود عنوانًا للسلام والهدوء بالنسبة لجيرانهم العرب، واقتصرت مساندة الفلسطينيين على التعاطف فحسب، ومضت سنوات حتى فاق العرب على صراخ واستنجاد قادم من العراق،إبّان الغزو الأمريكي لها، لكن تلك الإفاقة لم تدم طويلاً وسرعان ما عاد العرب للنوم.

ولكن، الصهيونية لا تنام حتى استيقظت الأمة العربية برمّتها على متغيرات طرأت عليها من دون مقدمات. حيث اندلعت لأوّل مرّة عدّة ثورات متزامنة. سرقت النوم من العيون فدفعت الصهيونية للانتباه، ليس فقط لضراوة الأحداث ولكن لسرعتها الغير متوقعة. فسقطت العديد من الأنظمة، ودخلت المنطقة في لفيف من الأحداث التي أفرزت عددًا من الاعتبارات الآتية. بغضّ النظر عن مواضع الحق فيها أو الباطل والتي منها أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر وصلت إلى سدة الحكم ثم صارت بعد عام جماعة إرهابية، وشقيقتها في تونس وصلت إلى الحكم ثم خرجت منه الآن، وشقيقتها في ليبيا تصارع من أجل البقاء وهذه التي في اليمن عاجزة، وتلك التي في غزة قد صارت في عيون الإعلام خطرًا يضاهي خطر اليهود على العرب بعدما كانت بطلةً لعقود !.هكذا يتبين لنا أن الاضطرابات التي ألمت بالمنطقة لها علاقة مباشرة وتأثير هام على الدولة العبرية سواء بالسلب، أو بالإيجاب.

لهذا اتّخذت الصهيونيّة عدّة قرارات واحدها القيام بحملة اعلامية شرسة ضد المقاومة الفلسطينية، وإلصاق التهم بها جزافًا من أجل تدمير تلك المقاومة وعزلها تمامًا عن محيطها العربي. يقول عميل السي آي إيه السابق سنودن الهارب إلى موسكو في وثائقه المعروفة "ويكيليكس"، أنّ البغدادي عميل أمريكي بريطاني إسرائيلي. وقد إرتبط بالموساد الذي درّبه لمدّة عام، من أجل تأسيس تنظيم متطرف يضم متطرفي العالم للقيام بحروب داخلية في الوطن العربي، وخلق عدوًا آخر للعرب غير إسرائيل، وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أنّ الأخيرة قامت بتنفيذ خطّة بريطانيّة قديمة تعرف بـ"عش الدبابير"؛ لحماية إسرائيل، تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له. فجّرت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون أوائل شهر آب 2014،في كتاب لها أطلقت عليه اسم «خيارات صعبة»، مفاجأة من الطراز الثقيل، عندما اعترفت بأنّ الادارة الاميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الموسوم بـداعش، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط.

وقالت في کتاب مذکراتها الذي صدر في أميرکا مؤخرًا بعنوان "كلمة السر 360": دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وکل شيء کان على ما يرام وجيدًا جدًّا. وفجأه قامت ثورة 30 / 6 - 3 /7 في مصر وکل شيء تغير خلال 72 ساعة. وأضافت: تمّ الاتفاق على إعلان الدّولة الاسلامية يوم 2013/7/5، وکنا ننتظر الاعلان لکي نعترف نحن وأوروبا بها فورًا.
وتابعت بقولها: کنت قد زرت 112 دولة في العالم، وتمّ الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـالدولة الاسلاميّة حال إعلانها فورًا وفجأة تحطّم کلّ شيء.
وتابعت القول: کلّ شيء کسر أمام اعيننا بدون سابق انذار، شيء مهول حدث.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة