الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 07:02

الربيع العربي وبراميل المتفجرات/ بقلم: عبد الرحمن العوضي

كل العرب
نُشر: 14/04/15 08:27,  حُتلن: 08:29

عبد الرحمن العوضي في مقاله:

خذوا حذركم من كل شيء فنحن أمام تحد أمني كبير وبلادنا مهددة من المجرمين أمثال «داعش»

حتى تنجلى الأمور لصالحنا يجب أن نقف بكل حزم مع إخواننا السعوديين وعدم إثارة القلاقل والمعارك الجانبية فنحن في غنى عنها

منذ أن بادرتنا وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية السابقة كونداليزا رايس بأنها تبشر المنطقة بالفوضى الخلاقة، ولم نعرف ما تعني هذه الفوضى كعادتنا عند تصريحها. وبعد ذلك بدأت انطلاقة جديدة في منطقتنا تبشرنا بالربيع العربي، والربيع كما نعرف هو خير وليس كما رأيناه كالربيع الذي هل علينا لأنه ربيع من صنع الغرب، انتشرت الفوضى في المنطقة وانقلب كثير من الأنظمة، وظهر كثير من المشاغبات والحروب الأهلية انطلقت من تونس حتى البحرين مرورا بمصر وسورية ولبنان والعراق. ولكن الله سبحانه وتعالى حمانا من هذا الربيع الفاشل الذي لم يصنع إلا الشر، ومازال شره مستعرا في المنطقة.

وصاحب هذا الربيع براميل المتفجرات، منها ما استعمل في تفخيخ السيارات وتفجير الأشخاص لأنفسهم تحت مسمى العمليات الانتحارية التي راح ضحيتها آلاف من الناس الأبرياء، حتى ان النظام السوري جاء باستعمال جديد وأرسل من السماء براميل متفجرة قتلت المئات من الشعب السوري. ولكن أغرب هذه البراميل جاءت إلى الكويت، وعلى الصفحة الأولى من إحدى الصحف اليومية مانشيت كبير بأن هناك برميل من المتفجرات مرسل من إيران عن طريق الكويت إلى البحرين، في حين أنه ظهر في اليوم الثاني وبجريدة ثانية خبر بأن محتويات البرميل الشهير لم تكن إلا مسحوقا لتنظيف السجاد.

وبعد ذلك بيوم ظهر علينا رئيس الجمارك الأخ خالد السيف مفسرا هذا الهلع الذي أصابنا بأنه كان برميلا يحتوي على مادة كيماوية لها عدة استعمالات، ولم يكن للمتفجرات فقط. وأخذ يبرر أن هذه الضجة التي أثيرت كانت لأخذ الاحتياط من مثل هذا البرميل مع أن المادة الكيميائية التي ذكرها هي مادة كبريتية (hydrousulfite) ولها عدة استعمالات ولم يكن هناك داع لإثارة مثل هذه الضجة في ظروف صعبة نعيشها، ونسير على أطراف قدمينا خوفا من المتفجرات تحت عذر بأن هذه المادة قد تدخل في صناعة المتفجرات، وإذا كنا نقيس على هذا الأساس فإن مادة الهيدروجين التي يتكون منها ذرة الماء هي أيضا تستعمل في صناعة القنبلة الهيدروجينية. فقليل من التدبر والتفكر يا اخوان قبل إصدار التصريحات على صفحات الإعلام لأغراض تضر الكويت ولا تفيد أحدا.

ما هكذا يجب أن يكون التصرف، فمثل هذا التصرف الخطير الذي وقع من الممكن أن يؤدي إلى إثارة القلاقل فيما بين الكويت وإيران والبحرين، وكان من المفروض أن يتم الاتصال فورا بطوارئ وزارة الداخلية عن المتفجرات، وبعد التأكد من أنها مواد متفجرة تتخذ التدابير بكل هدوء دون الإعلان بالصحافة وفي الصباح الباكر خوفا من أن المعلومة قد تصل الى هؤلاء المخربين ويفلتون من قبضة الأمن والعدالة.

اعتقد ان الكثيرين يتفقون معي في أن إثارة مثل هذه المواضيع يجب أن تكون بحذر شديد خاصة أن المنطقة تعيش على فوهة براكين متفجرة. كما ان إثارة القلق والخوف عند الناس والمشاكل بين الدول أمر خطير جدا، وأتمنى أن تكون هناك تدابير أمنية في هذا الوقت من قبل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية للتصرف بهدوء وبعقل دون تهور، ودون محاولة إظهار البطولات على حساب الأمة. فاحذروا تكرار مثل هذه الأمور، فلنترك الأمور الأمنية لرجال الأمن ولا نقلقهم ونقلق الشعب الكويتي لأن رجال الداخلية هم الأقدر على تقدير مثل هذه الأمور. فالاحتياط واجب، وما يزيد الطين بلة أن أحد أصحاب السجاد الذين ذكرهم الأخ خالد اتصل بي، وأنا سألت أحد المسؤولين في الجمارك وأخبرني بأن العملية لا تتجاوز كونها عملية أمنية وسوف تسلم إلى صاحبها بعد أن يتأكد رجال الأمن من أنه لا يوجد أي نوايا إجرامية، فليطمئن صاحب السجاد فهو في أيد أمينة.

يا ناس، خذوا حذركم من كل شيء، فنحن أمام تحد أمني كبير، وبلادنا مهددة من المجرمين أمثال «داعش»، وتكفي الورطة التي نحن فيها باليمن. وحتى تنجلى الأمور لصالحنا يجب أن نقف بكل حزم مع إخواننا السعوديين وعدم إثارة القلاقل والمعارك الجانبية، فنحن في غنى عنها. وحمى الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.

نقلا عن "الأنباء" الكويتية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة