الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 11:02

ما آن ألأوان للرشد والوعي يا عرب/بقلم:صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 07/04/15 22:07,  حُتلن: 07:42

الدكتور صالح نجيدات في مقاله: 

الذي هندس وخطط للربيع العربي هي المخابرات الغربية مستغلين المبنى القبلي والطائفي وكثرة القوميات والأعراق المكونة للمجتمعات العربية التي يسهل إثارة الفتن فيها وبينها

ماذا سيحصل للأمة العربية إن بقيت على هذه الحالة؟ الجواب: الإنقراض ورب الكعبة، أما آن الأوان للرشد والوعي يا عرب؟ هل العقل والجسم العربي مريض لدرجة لا أمل في شفائه؟ لقد تكشفت الأمور وأصبحت واضحة كالشمس

رجال المخابرات للدول الكبرى متخصصون في إذكاء نيران الفتن الطائفية والدينية، وتمكنوا وبإقتدار من خلق الربيع العربي، وضمان إستمراره، وورود هذا الربيع هي جماجم الأطفال والنساء والأبرياء وكذلك دمار الأوطان وسلب ثروات العرب، شعار هؤلاء عبر التاريخ، الفتن والدسائس والمؤامرات، وخلط الأوراق وإفتعال الأزمات، محترفون في شبك الشعوب مع بعضها البعض، ويتظاهرون بأنهم حضاريون ودعاة سلام ومدافعون عن الديمقراطية وحقوق الانسان، وهذا هو الأسلوبوالوجه الجديد للإستعمار، فبدل ان يرسل جيوشه لإحتلال الشعوب، أصبح ينصب قادة فاسدون كما هو الحال في الدول العربية، فهو  يحميهم وبنفس الوقتيجبرهم بخوض المعارك نيابة عنه ويخدمون مصالحه، وينفذون الخطط من خلالهم ضد شعوبهم، وبتخطيط محكم يصنعون الإرهاب، يغذونه بالمالوالسلاح، فيقتل الاخ اخاه، ويقتل الابن العاق والديه، والجار يسرق جاره، وفئة أخرى منهم يواجهون أشقائهم بالمكائد، ويرسلونالمالوالمأجورين، لقتلأبناء جلدتهمفهم قتلوا أكثر بكثير مما قتل في المعارك مع أعداء الأمة، ويفاخرون بتقديم الولاء وفرائض الطاعة لأعداء الأمة. ويودعون المليارات منثروات بلادهم بأيدي هؤلاء القوم ولا إسترجاع لها وشعوبهم جائعة وموجودة في فقر شديد وظروفهم الإقتصادية والإجتماعية مزرية جداً، ويجهلون شعوبهم من اجل السيطرة عليها.

الذي هندس وخطط للربيع العربي هي المخابرات الغربية مستغلين المبنى القبلي والطائفي وكثرة القوميات والأعراق المكونة للمجتمعات العربية التي يسهل إثارة الفتن فيها وبينها، وكذلكاستغلوا جور وظلم الأنظمة العربية الفاسدة لشعوبهم، وها هم العرب اليوم يمزقون نسيج مجتمعاتهم ويلوثون شرفهم وأعراضهم بأيديهم، ويدمرون بلدانهم تكريما لمن أراد لشعبهم الموت والإبادة.
مسرح الجريمة دائما الأرض العربية، القاتل والمقتول عرب، يريدون دمار كل الأوطان العربية من أجل الإستيلاء على ثرواتها، وبلادهم تتطور بأموال النفط المكدسة في البنوكالغربية، وتعيش شعوبهم بسلام ورفاهية وبحبوحة من العيش، أما بلاد العرب فخلقوا فيها الفوضى والإنفلات الأمني، وأصبحت لا أمن فيها ولا آمان.

ماذا سيحصل للأمة العربية إن بقيت على هذه الحالة؟ الجواب: الإنقراض ورب الكعبة، أما آن الأوان للرشد والوعي يا عرب؟ هل العقل والجسم العربي مريض لدرجة لا أمل في شفائه؟ لقد تكشفت الأمور وأصبحت واضحة كالشمس، وهل بقي شيء غامض حتى الان لم يفهمه العرب من أهداف الربيع العربي؟ ولماذا لا تتوقف الحروبوالصراعات الأهلية عند هذا الحد، ومراجعة الحسابات وإجراء المصالحة ولملمة الجراح وبناء المجتمع من جديد وجعل الوقت كفيل لشفاء جروح النفس العميقةللإنسان العربي؟، وكما يقول المثل العربي: يا ما كسر الجمل بطيخ.

وأخيرا، إحدى إفرازات الربيع العربي إقامة تنظيم داعش على يد أمريكا بإعتراف هلري كلنتون وزيرة الخارجية السابقة، والهدف من إقامة داعش هوخدمة مصالحها، وإستعمال هذا التنظيم لخلق الفوضى والمس بالإسلام وتدمير الأوطان العربية، وها هو داعش يتلقى الأوامر مؤخراً  من أسياده وما لف لفهم وحولهم، بتدمير مخيم اليرموك؟ فهل الذي حصل ويحصل في مخيم اليرموك للاجئين هو إبادة أم ترحيل أم تشريد مقصود؟ أم ضغوطات على القيادة الفلسطينية في الداخل والخارج على قبول انصاف الحلول؟ سنترك للزمن الإجابة على هذه التساؤلات!!! 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة