الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 18:02

فشة خلق – بقلم: كيفين سليمان


نُشر: 17/06/08 15:15

اجمل تحية اقدمها لطاقم موقع العرب ولجميع القراء الكرام , لماذا كلما غضبنا ثرنا كالبراكين الخامدة منذ سنين لنقذف بحممنا الحارقة حتى تهدأ ثورتنا؟ وهل يكون ذلك نتيجة كبت الأشياء والغيظ في داخلنا وعدم البوح بمشاكلنا وبنواقصنا، بانفعالاتنا وانزعاجاتنا في حينها، لتتراكم وتثور من جديد؟ أم أن الغضب يكون نتيجة لحالة انفعالية أو حساسية مفرطة تجاه قضية ما، أو نتيجة مواجهة المشكلات اليومية وصعوبة الحياة والقلق وعدم الاستقرار النفسي إذ حولت الإنسان إلى كائن مهموم متوتر الأعصاب، مشغول البال، يغضب لأبسط الأمور؟
في الحقيقة أسئلة كثيرة تدور في الذهن حول هذا الموضوع الشائك والمعقد، إذ نجد في الحياة حالات مختلفة، هناك الكثير من الزوجات يشتكين من غضب أزواجهن، وكذلك الأزواج يشتكون من غضب زوجاتهن وتسلطهن، وهناك حالة أخرى وهي أن بعض الزوجات يشتكين من عدم غضب الزوج في حالات تستحق الغضب واتخاذ موقف!
كل ذلك يدفعنا لطرح السؤال التالي: هل الغضب نعمة أم نقمة؟ أعتقد أن الغضب نادراً ما يكون نعمة، لأنه ما معنى أن يكون الرجل في حالة غضب؟ وماذا ستكون نتائج انعكاسات غضبه على زوجته وأولاده؟ وما طعم هذه الحياة التي سيعيشونها معاً؟ قد يقوم الغاضب بأفعال يندم عليها لكن بعد فوات الأوان. كأن يضرب زوجته أو يطلقها، أو يضرب أولاده، أو يكسر أثاث المنزل، أو يؤذي نفسه، وذلك بما معناه “فشة خلق”. وكذلك المرأة، عندما تغضب قد تقوم بأعمال لا تحمد عقباها لـ”تفش خلقها” وكما يقال “فشة الخلق قد تخرب البيت”.
يذكرنا هذا بحديث الرسول الكريم: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب”.. لذلك من المفيد أن يتعلم الزوجان كيفية تجنب الغضب والتحكم فيه، وأن يكونا على قدر المسؤولية في إدارة الأزمات وفي حل المشكلات.
وعلى ذكر “فشة الخلق”.. شاهدت منذ أيام على إحدى القنوات أنه أصبح هناك شركات متخصصة تقوم بإرسال مندوبيها إلى المنازل ليفش أصحاب المنازل خلقهم بهذا المندوب مقابل 10 دولارات في الساعة، فيقومون بعضّه ورفسه وشتمه وشد شعره وكل ما يحلو لهم خلال هذه الساعة. فهل تتوفر مثل هذه الخدمة المنزلية عندنا قريباً، وبذلك “نفش خلقنا” ونلجم غضبنا دون أن نخرب بيوتنا؟

مقالات متعلقة