الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 13:02

إستراحة ذاكرة


نُشر: 15/06/08 20:52

فِي الـ15 مِن نِيسَان
شَمعَةٌ تَنكَسِر مِن ذَوَبَانِهَا الشَّدِيد
وَفَرْعُ غُصنٍ مِن جِذعِ العُمرِ يَهِوي
وَزَهرَةٌ أوُلَى بَعدَ العِشرِين تَمُوتْ!
وَيَطْلُبُونَ مِنِّي أنْ أغَنِّي
وَالعُمْرُ يُجَلجِل بِنَفسِهِ نَحوَ نِهَايَة المِشْوَار
نَحوَ خَطِّ الفَنَاءِ

وَأفْتَحُ صَفَحَاتِ الوَقْتِ المُنْصَرِم نَحَو الغَرَقْ
وَعُمْرٍ لا يَتَبَخْتَر بَل يَتَبَخَّر بِلا قَلَقْ
بِلا جَزَعٍ بِلا وَجَع

اسْتِهلال / سُؤَال

أيْنَ كُنْتُ أنَا قَبْلَ عَامٍ وَأينَ وَصَلَتُ..؟
لا أدْرِي
فَمَا زَالَت الغُرْبَة ذَاتُهَا تُمَزِّقُ أوقَاتِي
وَتَجْعَلُنِي كَأوْرَاقٍ فِي مُختَبَر
تُأكْسِدُنِي
تُمَزِّقُنِي
تَصْلِبُنِي عَلى طَاوِلَةِ الإخْتِبَارَات
تَسْحَق أوْقَاتِي
تَخنِقُ الهَوَاء فِي أنْفَاسِي
وَتَسحَب الشَّمْسَ مِن جَدَائِلِهَا..
لِـ ألا تُصَافِح شُرفَتِي
لكِن..لا أنْكَسِر
فَقَط..
أنْتَفِضُ مِن ذَاكِرَاتِي المُهْتَرِئَة
وأتَذَكَّرْ أشْيَاءَ أخْرَى قَد كَانَتْ

كَـ أحْلامِنَا..

كَـ أحْلامِنَا..
تلِكَ التِي كَانَ تَشْرِينُ مَوْعِدُهَا
تِلكَ التِي ذَابَتْ بَيْنَ يَدَيْكَ كَقِطْعَةِ حَلْوَى
وَشَكَّلْتَهَا كَمَا تَشْتَهِي
فَأصْبَحَتْ أحْلامِي لا تُشْبِه سِوَاك
لَم أدْرِك قَبْلُ بِأنَّ الاحْلامَ تَنْجِب الفَرَحَ فِي سِوَيْعَاتٍ قَلِيلَة
كَـ أنْتَ تَمَامَاً
والفَرَحُ الذِي لا يُغَادِرَنِي رُغْمَ مَسَافَاتِهِ الشَّاهِقَة
السَّعَادَةُ التِي لا تَذْبَل
فُصُولُ الرَّبِيعِ الطَّوِيلَة السَّرْمَدِيَّة
قَطَرَاتُ المَطَرِ الْلَذِيذَةُ
أزَاهِيجُ الطُّيُورِ
أصْوَاتُ النَّوَارِسِ
وَشْوَشَةُ البَحْرِ
وَأحَادِيثُ الصُّخُورِ
أيُّ لُغَةٍ بَدَأتُ اتْقِنُ أنَا؟

لَحظَة هُدُوءٍ / صَمتٍ / وَسِكُون

أعْتَرِفُ بِصَمتْ..

مَا زِلْتُ طِفْلَتُكَ الصَّغِيِرَة
وَمَا زِلْتُ أقْضِم أظَافِرِي كَلَّمَا جَنَّ اللَيلُ عَلَيَّ وَحِيدَة
لأنِّي أكْرَهُ الإغْتِرَابَ بَعِيدَاً عَنْكَ
فَلا تَرحَل تَارِكَاً أنَايَ تَرتَجِف
وَتَرتَعِد خَوفَاً مِنَ الغَدِ إن أتَى
واليَومَ إن بَقِيَ عَالِقَاً دُونَ أن يَمضِي..
فَمَا يَمنَعُكَ أن تَكُونَ حَاضِري/وَغَدِي/وكُلَّ صَفَحَات عُمرِي؟
مَا زِلتُ أتَسائَل / ألا تَستَحِقُ أحلامَنَا التَّضحِيَة..؟

وَتَنتَهِي إستِرَاحَة ذَاكِرَتِي الشَّارِدَة..
وَأعُودَ حَيثُ أنَا..
لِهذِه الْلَحظَةِ..
سَاعَةً بَعْدَ مُنْتَصَفِ الْلَيلِ
لِـ أجِدَ نَفسِي وَحِيدَةً
فِي مَدِينَةِ غَرِيبَة..
أشْتَاقُ لِكُلِّ مَن شَغِلَ حَيِّزَاً فِي ذَاكِرَتِي
وَزَاوِيةً فِي قَلبِي
يَعزِفُ بِي الحَنِين نَحوِكُم..َ!
فَلا أجِدُ مَفَرَّاً مِن هَذِهِ الحَرَائِق سِوَى..
سِوَى سِجَادَتِي الصَّغِيرَة..
أفرِشُهَا بِصَلاةٍ وَدُعَاءٍ لِي وَلَكُم..

مقالات متعلقة