الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 04:02

ألتُيُولـِيـبْ، (الجزء 2)/بقلم: رجاء بكريّة

كل العرب
نُشر: 23/03/15 11:20,  حُتلن: 15:31

كيف احتملتِ جدراناً هربتِ من إسمنتها كل هذا الزمن؟ رمّلتِها دون سبب. أو لعلك، في المدن الغريبة، مفتاح انتماء وهنا قفل ضياع! كيف حدث للحيطان أن نسيتك، أم أنك من تخلى عن تحصينها لالتماعة ساقيك في وجوه الرجال؟ أهو سر حضورك أن تخلي المسرح حين يصعد إليه محترفوه! تخيَّلتك امرأة لا تحترف إلا نفسها. خرجتِ من البراويز التي علَّقتِها لقطع جسدك. رميتِنِي بوطنٍ كُلّه وحدة، ثلجه لا يكف عن كساء البيوت والساحات والشوارع بفصول الشتاء. الشتاء هنا فصول لا نهاية لشهورها. هو من علَّمني كيف أصنع الشتاء لمدن لا يأتي إليها مثلك.


هل اعترفتُ لك أنه لا يتقن غير صناعة العدوى بين الحالات. نقلها إليّ وأنا على معبر رفح حين ثقبني المخبرون بالسؤالات. لا تظني أن العدو فقط يعصر الوطن من الجبين، ويدحرجه بحجم طابة بغ بنغ إلى الحذاء. مخبرو الوطن ووحدة احتياطه خصخصوا هذه الحرفة أيضا. على المعابر ضربتني عدواه. من معبر لمعبر نهشتني الفصول. تشبثت بالشتاء لأنني أعرف أن غضبه لا يذبحهُ، بل يجمِّد العقل فقط.

كنت عائداً رعديداً يجبن من خبر الاغتيالات، ويمتهن على الأرصفة إغواء النساء الجميلات. حّلي المؤقت للبطالة التي هبطت مع طائرة الأباتشي فوق طاولة المشاريع الأنيقة. جعلني الذعر ثياب الجدران العارية وحلة حديثة لأعمدة الكهرباء. أصبحتُ إعلاناً دعائيا مبتذلا، ليس أهم من فروة الكلاب، بل ربما فرواتها الرّاكضة تحت المزاريب جُنِّدتْ عِلماً للمؤامرات، ما لم أستطعه أنا. رأيتُ الرؤوس تسرعُ بين الحواري بلا بطن وبلا حذاء. لمن هذا الوطن، أجترُّ فزعي، لا أفهم من يغتال من، نحن أم الوطن؟، خِفت من يوم تصحو فيه النوافذ قبلي. مثل نعامة مستهدفة، تركت عنقي يبتلع رأسي طمعا في الاختناق. أتيتُ هربا ممن عاقبتهم بك لأقاصص بين حيطان، حتى خواطري عنك كانت غائبة عن عوازلها. لا أحتاج أن أعترف مرّة أخرى أن كشفَ مزاجك نام في جيبي مثل وصفة ضد الصرع، فيه أعلن أطباؤك السريين أنه حلَّ فيك حلول الجن في البدن.

بين الجنازات التي مرت تحت شرفتي أقمت أعراس شتائم. جنَّ الوطن، شجّ رأسه وحلق عقله، وعلقته الأحزاب تذكاراً حول أعناقها. كان أشد ما كرهته في منطق إعلان الوجود هذا، أن يزوِّجُوهُ من أرض غائبة ويبنوا له على مقاس الفقد ذاكرة.

بدأت أمج سجائر وطن غريب، مختل المشاعر، لم أرَ منه غير تلك التعاويذ المضحكة حول الأعناق والكعوب. علبة مارلبورو لايت قضت نحبها فوق طاولة اجتماعات لم يلتئم منها عقد واحدة. عقَّدتني الوضعية السلبية للأشياء. فتشت عن تاريخ لندن بين أمتعتي، المحزَّمة لا تزال، وأُصبتُ بالغثيان. كنتُ عاجزا، مثل كل شيء، لا أملك غير لايت يخرج من بين أسناني بلاك كالمازوت، أطفىء وأشعل به حضورك. جئت لأجلك، فلتمت كل نساء الأرض وليذب سحرهنّ إذا كان التشرد مهرهن، صرخت بهذا، وأكثر، حين قبضت على نفسي محنطا في طابور اليأس. كرهتُكِ قليلا، لكن لا أعرف لماذا حين ألقى نُوّاركِ المستحي ببتلاته عليّ، جريتُ مثل المجانين إلى صورتك؛ معتذرا عن حمقي وخيبتي. أكل النساء يكشفن بهذه الشفافية خيبات الرجال وهزال وعيدهم؟، بعد شهور عدة، احتلَّت طاولة الاجتماعات ما لم تمتلكيه من تحف وأحجار نادرة، حدث ما فركتُ عينيّ مرارا لأتأكد من واقعيته. وصلتني تلك الدعوة الغريبة، آه لعل عصفورة هاربة من القصف تخلصت منها في حالة ذعر وفرَّت، أو ربما هو ساعي البريد، الذي لم ألمحه مرة واحدة منذ عدت، أسقطها من محفظته وهو صاعد مع مختطفيه إلى الفضاء. سعلتُ، وضحكتُ ألم يعثروا على مسلَّح أقل عدوانية من ساعي بريد يقدمونه قربانا للصباح؟ ما أشد لطفهم مع الطبيعة الصامتة.

مدهشٌ، كيف يسقطون شعورا مجانيا حارا على الأموات، وينزعون الحسّ من الحكايات. انتزاعا بخراطيم المياه، وأحيانا يرسلون إلى الأرواح الطائرات تخطفها بمكبرات الصوت. كل شيء قابل للخطف هنا حتى القطط والجرذان. هما الصباح والمساء لم يحدث أن اختطفوهما دون مشورة الله. يَتُوزُونَ الموت والحياة كما يَتُوزُونَ أزرار البندورة والملفوف من صناديق التجار.

ازددتُ ايماناً أمام كل ذلك أنه وطن دمرت فيه الدبابات المهاجمة أوسمة المواطنة. اقتنعت أنه مختل عقلياً مثل ابن أختي مؤنس. فاجأني على باب البيت بتعليقة ملابس شكَّها في عنقي وضحك، ثم صفق ورقص "شوفو خالي خزانة.. خزانة". لم ينقذني من بين كفيه العملاقة غير صوت دبابة اجتاحت شارعا جانبيا. عندها حرَّرني وجرى صائحا "أولاد القحبة أجو أخرى مرّة". هو لا ينسى المرة الأولى التي قصّت جسدي أخويه التوأمين، قريبا من باب المدرسة وأتلفت، إلى الأبد، بساتين رأسه الجميلة. لا يكبر في رأسه اليوم سوى جمجمتين ودبابة. والوطن يُحال هذه الأيام حقا إلى خزانة، لتعليق الأحذية والجماجم. نقائض الوجود تتصافح في شوارعه دون خوف من إعاقة. الأحزاب والجنازات، وملابس الأعراس المبلبلة. العرسان والأموات رديفان لنفس الأغنية. وبالونات الأطفال شأن قنابل الأعداء زينة لأعياد الميلاد. نساء الكنادر الملمعة وفتيات الأبواب المخلعة. وأنت يا سيدة هذا الوطن العاهر لا زلت خواطر لأغرب أمنية. شتاء رائحتك سكّرة قصر لم ينزع ختمه أحد. تفرين، مثل النوارس، من يابسة لبحيرة ولا يمد يدا إليك البلل، فكرتُ أن أمتنع عن المجيء للمؤتمر التأسيسي الموثق في ذيل الدعوة بساعته وتاريخه، التاسع من ديسمبر، كانون الأول. لكن بلغني على لسان الذين يسجِّلون حركات النساء أن نوّار معلّم ستكون تفاحة المؤتمر. لم أسأل لماذا رجال الوطن مغرمون لهذا الحد بالعائلة اللحمية، وعائلة القلوب يدسّونها دائما في جيوب السراويل، لتسلية قصيرة. لم أصحح تصنيفهم العشوائي للتسميات، فزهرة اللوز المستحية كانت مشروع مسائي الوحيد.

قرأت سورة الإسراء على بطء، أو على عجل قبل أن أغادر. لعله تيمنا بما يشبه براقا يصعدني وأنت خلفي إلى وطن، بأجزاء مرتبة في مواضع التحامها. زهقت من الجثث المقصوصة ولون الدم. لم يحدث أن ختمت سورة بمثل هذا الورع. قلت لك: بحثتُ عن بعير طيار يعيدني إلى زهرات اللوز الغافية في جارور شقتي اللندنية، لأعيد تجفيف الورق وأصنّعك على مزاجي. لم أعثر على مكان آخر يحتمل هوايتي غير تلك المدينة الباردة ، فالهواء ساخن جدا هنا، كأمزجة المقاهي والشوارع. ولا تطير فيه غير هواية واحدة، المواجهة، نوار معلم، ترن العبارة في عقلي كلحن حالم في ناموسية طفل، يفتح نصف عين على ثمرة تندس في فمه على غفلة. معروقة؛ مثل إجاصة تكوينك. أكلّ النساء نوارهنّ لا يذبل هكذا، أم أنك امرأة تجاوزت فصائل النساء! كيف تسمّي النساء أنفسهن دون أن يصرعهن أَلَقَهُنَّ؟ أليس مدهشا ألا يَتَنَشَّقْنَ رائحة نوارهن، ومؤلما أن تخلب عنهنّ عقول عشاقهن؟ ساءلتُ دون توقف أسئلة بلا أجوبة. افتتاني بتبخّرها صلب السحر في أذني. تسلّلتْ إليها فراشات زهر اللوز من الحقول بعد أن أقفيت، عفوا بعد أن موّهك اختفائي. ظننتني غادرت، ودرن حولك درن حلقات. دوختك رفات لهاثهن. كن يداعبنك بدهاءٍ، يذكّرنك بدعاباتك التي نكّلت دون رحمة بالرجال. أوراقهم الذابلة، تحت الغيم أقَلتِها من عينيك وجفَّفْتِ بها أطراف تسريحتك المبتلّة. بماذا؟ لا تسأليني. بالقلق، هم أخبروني. لم يكن لديّ شك أنك حين ركضتِ من بينهم، كسندريلا بعد دقات الثانية عشرة ليلا، مثلها كنت ملخومة ومرتبكة. لكن غير عابئة بأمر واحد، أن تخونك ملابسك وعقد التوليب الفضي الذي سقط، ونعفك في الهواء. لم تخشَيْ أن تستحيل مركبتك المذهبة قرعة كبيرة تتكسَّر بين المطبّات.

أجل بقيتُ متدفئا بالخشب، ما دام الوطن لم يمنح سريراً واحداً، لا يخيف من الضوء والعتمة. لكن إذا شئت الصدق، شعرت أن الوطن بأناسه وأشيائه، قد خرج من عقد التوليب الذي أحاط عنقك، وأشعل كتفي. لو أنك شهقتِ بينهما لفهمتِ ماذا كنتُ بدونك. عاد إليَّ شارعا.. شارعا.. يمشي مكان قدميّ معافى من حالات القتل والموت والأغتيال. رجع بك بحنجرة غير مجرحة ولسان سليمة من الشوه. كيف يعيد الإنتشاء للبدن علاماته مع الحياة؟ هل ولدت قبل الموت، أم بعده، حين سقط العقد الفضي وتركك! لا أملك أجابات على الأسئلة. ولدت مثلك لأسأل فقط.

غرور؟ لا بأس، كالذي يدثره كبرياؤك. خرجتُ حين هجمتْ من بعدك الوحدة. الباحة بدون تسريحتك يا سيدتي باذنجانة مجوّفة. وهذا العقد المنكمش هكذا كابتسامتك، سيصل إليك داخل علبة شوق. كي لا تقولي سرّاق جواهر مزيفة. غريب أن يتسلق التوليب عنقك مكان نوّار اللوز المستحي. مزيف، كعادتك في اختبار نباهة الرجال. لا، لم أستغرب، لكن كيف خدعت عنقك؟ لم أفاجىء امرأة قبلك بمثل هذه الإستنتاجات. ولم أتعرف إلى واحدة تعشق التوليب لدرجة تخيط به عنقها كجلد أفعى.

لا بأس، أعرف امرأة واحدة زيّنت تاجها بجلد الأفعى ورأسها، كأن رؤوس الكائنات بيعت بمزاد علني، ولم يبق غيره. يقلقني منطق نساء أمثال كليوبترا هذه. ترى من يقرر عنهنَّ، أشدة الحماقة أم فداحة الدهاء؟ لا أعرف، ولم أختبر توليبك، قاني الزرقة، بين ممرات عقلي كما فعلتِ أنت مع سلالِ الرجال. بهياً حالما، تألق مثلما عشت في الأفواه.

إذا كان الاعتراف ملحاً، لم تفكّ من عقد رجولتي المتكاثرة هذه الأيام غير عقدة لساني. لم أكن عنّينا تماما، لكنّي عشت بنصف رجولة لم تغفر لها سمرة بلاد جننت نساء لندن كلها. أملك شيئا يحرق صوابهن، علّقن. كنّ يلقين شهوتهن إلى كؤوس النبيذ، ويبكين. ينتحبن أحيانا، ولا يفهمن لماذا لا أسحق تحت سمرتي غير أثدائهن. شقراء يا سيدتي، مستحية مثل النوار. مثلك حين ترفعين وجهك، مورد الكبرياء، إلى سقف بلا نهاية.

الآن؛ أشد نفسي من خشب سرير لا يدخل لأول مرّة ضمن ممتلكاتي. مريح هكذا، بدون شراشف أو مخدات. ولا زلت ألبسكَ. تمزقين، لا زلت، لهفتي عليك وتلقينها في عيني. تخربشتْ سطور التعريفات على وجهي، وفي عينيّ تعيش الآن نقطتا ماء، كم كنتِ فاتنة، يا حبيبة شوقي، وأنت تلحقين نفسك مثل بطلات هوليود. امرأتها الجميلة بالذات. هرب اسمها من علبة السجائر، وصورتها أيضا، قصاصة لإحدى صورها، كانت دائما مستلقية تحت الورقة الفضية للمارلبورو. لئلا أنساك في فوضى المواعيد والاجتماعات، مددت لها أسرة رقيقة تحت سجائري. تتشبَّه بك كُلَّما ضحكتِ. ثمة نجمة صغيرة تسقط من عينها إلى سنّها، تسقط عندك من جبهتك إلى عنقك. لا أعرف كيف، لكن توهجها الخاطف يخطفني، دون توقف، إلى أمكنة يفترسك فيها رجال لستُ بينهم. أجالس محرقتي الصغيرة، أراقبك وأوزع غيوم الوحدة. قطعاً لم تعرف امرأة مثلك، يغصُّ خصرَهَا بالأعناق الحمراء، محرقة أو نرجسة، مشكلتي يا سيدتي أنّني انتسبتُ دون مشيئتي لنوّار غصنك، لا بل أكذب، علِقْتُ عمدا بدوّامةِ رائحتك. منذُ فَرَط التوليب عنقك وانفرطْتِ معه أصبحتِ بطلة لفيلم لم أنتجه. أفكر الآن، جدياً، باحتكار إعادة إنتاجه. وأسطو عليك، أسطو يا سيدتي على عطر قذالك، وأغمد أسلحتي كلها فيه، فعل عصابات الشوارع بغرمائمهم في الكار. أَغريمَتِي أنتِ، أم حبيبتي؟ تساءل، وأخفى همسه عن عينيه. إنها هفوة أولى يسقطها لساني منذ بدأتُ مكاتبتي الغيبية لك. ضوعُ حبق أُحسُّهُ يحبو في فمي، هل تقبلين هذه "الحبيبة" بكل ما تعلنه من لطف وشراسة؟ غدا هو عيد الفلنتاين. القديس الذي أعطى العشق تاريخا وهوية. غدا هو عيد الفلنتاين، هل تقبلين أن أحدده موعدا لخطة سطوي المزعوم على نورك ونوّارك؟ لا بأس من نفي أنفك الصغير، ومن عمق فجيعتي.. لا يسأل العاشق حبيبته عن رأيها في هَوَسِ عشقه، ولكن من المناسب أن يستفسر لماذا لم تقاوم، وهو يهددها بالموت على فمه أو في قلبه.

في عيد الحب يا سيدتي لن أهديك أكثر من نصف رجولتي الأعلى. الرجل النبيه لا يهدي نصفيه إلى بطلة هوليودية؛ يترك لها على باب الغرفة هدية خائبة ويمضي، حتى يسقط توليبها على باب غرفته في سنة الحب المقبلة... أنت اليوم خطة بقائي في وطن يزداد اغترابا كلما رسمتُهُ بدونك. المكان تكسّر في رأسي مثل منحوتة نادرة. تخيلي رودان بدون قبلة الحجر الصغيرة. ستقولين، لو كان حياً ينجزها ثانية دون مشكلة. لكن الوطن حين يتكسر، مثل الخزف، يصبح ملحا في صحن مرق، وأنا كرهت طوال حياتي شرب المرق. أحسست أن أصوات رشفِهِ مقززة وبدائية. لا عرض آخر أقدمه إليك أول هذا الفجر. سيصحو الفلنتاين قبل الدقائق ويعنون الحياة بأسماء العشاق. قرري سريعا إذن، قال هامسا، وهو يفسّر خطّته: قفي خلف شارع أحرسُ رصيفه. ركضتُ كل المسافة التي أنستكِ رائحة أَخلَفَها مرورَكِ تُفزعُ المدينة النائمة. أجل، أجل، أنا هو الرجل العاصف. ظل أسود يكتب سطورا على الغيم مقابل نافذتك تماما يقفز ويشتم، يقبِّلُ الهواء كأنَّهُ أنت، يذبل ويجنّ. يقاتل الشتاء الذي أحبَّكِ. رسم الأشياء تحت المطر بقلم سبّابته. كلما زخّ غسل ما كتب بأسرع من حركات اليد. أحتضن الآن نوّارة لوز أتت مع العاصفة إلي. ما رأيك لو تحلّين محلها؟ صرخ وهو يلمحها حائرة بثياب النوم. حاذري.. حاذري، صرخ، فعقدُ التوليب سيغافلك ويعود إلي. ضحكت، استخفافا، وأسقطت ضحكتها التوليب قريبا من قدميه، تقدم الظل الأسود كي يلمّه؛ فامتلأت كفه بحفنة عتمة. كانت نوّار لا تزال تستنجد بالنافذة. تسرّح ابتسامتها المنكمشة وتهمس، "لا بد أنه يفرش للتوليب سريرا تحت سجائره"، والرجل ينظر من موقعه على الرصيف إلى أعلى مندهشا. يحدّث قلبه: قلت لكِ، لن أهديك غير نصف رجولتي الأعلى! وحين انحنى ليجمع العقد المتناثر التفَّت حول أصابعه خيوط ليف خشن لم يتخلص منه بسهولة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة