محمود شلبي:

حاليًّا لست مرتبطًا بأعمال جديدة وما عرض علي هو المشاركة بمسلسلات إسرائيلية ولكني رفضت لان المشاركة بهذه الاعمال التجارية لا تهمني

نجاح الفيلم جماهيريًّا يتعلق في معظم الأحيان بالدعم الذي يتلقاه من الإعلام وأمور تتعلق بالعلاقات والتسويق وما يهمني في الأمر ليس عدد الجوائز بل اني قدمت فيلمًا جيدًا

ليدي-نجح الممثل محمود شلبي ابن عكا في لفت الأنظار لموهبته سريعًا، فبعد أن منحته للمخرجة كيرين يديعية فرصة الظهور في السينما، بإسنادها دور البطولة له في فيلمها "عروس البحر – jaffa" عام 2009، انهالت عليه العروض وشارك بأفلام مميزة إسرائيلية وفرنسية، نذكر منهم "الرجال الأحرار"، "قنينة في بحر غزة"، "الابن الآخر" وغيرها. في هذا اللقاء يحدثنا محمود عن دوره في فيلمه الجديد "واضحون "شكوفيم" الذي يجسد به دور عربي بدوي من الجنوب يواجه مشاكل.

التقاه: شادي بلان

ليدي: استقبلت دور السينما في البلاد فيلمك الجديد "واضحون" للمخرج موشون سلمونا، حدثنا عن تفاصيل دورك؟
محمود: اجسد في الفيلم دور الجندي المسرح رائد، وهو يمثل الجيل الجديد للبدو في الجنوب، فحين ينهي فترة خدمته في الجيش الإسرائيلي يعود لقريته الصغيرة، التي لا يوجد بها مجلس ولا شوارع ولا ماء وكهرباء، ويحاول أن يحقق حلمه في ان يفتح مطعمًا فيصطدم بالسلطات التي تمنعه من تحقيق حلمه رغم انه خدم في الجيش. ويعارض والده خطواته، فنلاحظ اختلاف وجهات النظر بين الجيل الجديد والجيل الذي سبقه.

ليدي: ما هي رسالة الفيلم من وجه نظرك؟
محمود: موشون يعكس في الفيلم مشاكل الجيل الجديد الذي يواجه مشكلة التأقلم فهو جيل مهمش، الدولة ولا مرة تنظر اليهم كمواطنين متساوين رغم انهم خدموا في الجيش. وتحمست للمشاركة في الفيلم بعد قراءتي للسيناريو، ولم يهمني ان ميزانيته صغيرة لان رسالته مهمة جدًّا، وموشون مخرج انساني لا تحكمه الآراء المسبقة وقدم فيلمًا مهمًّا.

ليدي: رغم مستوى الفيلم الجيد إلا انه لم يحصل على جوائز ولم يستمر عرضه طويلاً في دور السينما في البلاد، كيف تفسر ذلك؟
محمود: الفيلم عرض لأول مرة في مهرجان حيفا السينمائي وسوف يشارك في مهرجانات في العالم، وأتوقع انه سيلقى ردود فعل جيدة، خاصة خارج البلاد، وعلى ما يبدو المجتمع الإسرائيلي ليس مستعدًّا ان يتقبل فيلمًا ينتقد الدولة ويتحدث عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن البدوي، ولا يريد أن يرى مشاكل، وقد تم تجاهل الفيلم في مسابقة "اوفير"، وهي مسابقة الأوسكار الإسرائيلي، وكما تعلم فإن نجاح الفيلم جماهيريًّا يتعلق في معظم الأحيان بالدعم الذي يتلقاه من الإعلام وأمور تتعلق بالعلاقات والتسويق. ما يهمني في الأمر ليس عدد الجوائز بل اني قدمت فيلمًا جيدًا.

ليدي: دورك في فيلم "عروس البحر" فتح لك المجال للعمل في السينما العالمية؟ حدثنا عن أدوارك في هذه الأفلام العالمية؟
محمود: حين عرضنا "عروس البحر" في مهرجان "كان" التقيت بالعديد من المخرجين والسينمائيين، ومنهم كاتبة فيلم "قنينة في بحر غزة" فالاري زيناتي التي عرضت عليّ المشاركة في الفيلم، بعد إعجابها بأدائي وجسدت دور الشاب الفلسطيني نعيم الذي يعيش في غزة، ويتراسل مع تال الفتاة الإسرائيلية التي تعيش في القدس، ورسالة الفيلم نقول انه بالإمكان الحوار بين الناس وبين الشعبين، رغم كل الصعوبات والحواجز الموجودة بيننا.

ثم شاركت في فيلم "الرجال الاحرار" للمخرج اسماعيل فروخي إن الفيلم يؤرخ لدور زعماء أحد المساجد بفرنسا في مساعدة الفرنسيين واليهود لمقاومة الاحتلال النازي عام 1942. ويوثق لواقعة حقيقية للدور الذي لعبه زعماء مسجد "باريس" الجزائري أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما قام بمساعدة الفرنسيين واليهود الذين يشاركون في مقاومة الاحتلال، وذلك بإصدار شهادات تثبت بأنهم مسلمون حتى لا يقبض عليهم الألمان. ولعبت في الفيلم شخصية مغنٍّ جزائري هو سليم الهلالي. وشاركت ايضًا بفيلم "الابن الاخر" للمخرجة لوريني ليفي، ويلقي الفيلم الضوء على تجاذب صراع الهويات من خلال قصة تبادل خاطئ للرضع بين عائلتين فلسطينية وإسرائيلية، أثناء خروجهما من مستشفى رامبام في حيفا بعد الولادة، إذ تقود الأقدار الرضيع اليهودي للعيش في الضفة الغربية في كنف عائلة فلسطينية تحت اسم ياسين، في حين يذهب الرضيع الفلسطيني، مع عائلة إسرائيلية في تل أبيب ويأخذ اسم يوسف.

ليدي: ما هي أعمالك الجديدة؟
محمود: حاليًّا لست مرتبطًا بأعمال جديدة، وما عرض علي هو المشاركة بمسلسلات إسرائيلية، ولكني رفضت، لان المشاركة بهذه الاعمال التجارية لا تهمني، هدفي ان اقدم عملاً يحترم عقول المشاهدين، اشعر به ومتضامن معه 100 بالمئة، فانا لا اقبل أي دور لمجرد التواجد سينمائيًا او فنيًا، بل أهتم بمضمونه وبتفاصيل الشخصية كثيرًا.