الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 21:02

ملاحظات سريعة على الانتخابات/ بقلم: رمزي حكيم

كل العرب
نُشر: 18/03/15 17:40,  حُتلن: 22:14

رمزي حكيم في مقاله:

نجاح بنيامين نتنياهو والليكود في اللحظة الأخيرة بقلب استطلاعات الرأي لم يكن ليتحقق بدون انزياح اوساط من الوسط باتجاه التصويت الى الليكود بالاضافة الى انزياح اوساط من اليمين المتطرف والصهيونية الدينية اليه

لا يوجد يسار صهيوني في اسرائيل، هذه الانتخابات وضعت حدا نهائيًا لهذه التسمية، ما تبقى من اليسار الصهيوني مع كل الاشكالية في التسمية والمتمثل في "ميرتس" اندثر

لا يوجد وسط في اسرائيل. الوسط، في المُعطى الاسرائيلي، هو اليمين، او الأقرب الى اليمين. وما تبقى من اليسار الصهيوني، مع كل الاشكالية في التسمية، والمتمثل في "ميرتس"، اندثر نهائيًا. تشكيل حكومة نتنياهو ليس بهذه البساطة. كحلون في ورطة. والقوة الثالثة للمشتركة مرهونة بالسيناريوهات المحتملة

أسهل طريق امام نتنياهو هي تشكيل ائتلاف حكومي بمشاركة اليمين المتطرف والاحزاب المتدينة وهي ما توفر له الاستقرار الأكبر للسنوات الخمس القادمة

المشتركة حققت هدفها بأن تكون القوة الثالثة. يبقى السؤال: كيف من الممكن لها أن تستفيد من هذه القوة ضمن أدوات وآليات يتيحها لها العمل البرلماني وموقعها فيه؟ 

1

نجاح بنيامين نتنياهو والليكود، في اللحظة الأخيرة، بقلب استطلاعات الرأي، لم يكن ليتحقق بدون انزياح اوساط من الوسط باتجاه التصويت الى الليكود، بالاضافة الى انزياح اوساط من اليمين المتطرف والصهيونية الدينية اليه. هذا ما "خربَط" توقعات استطلاعات الرأي، وأيضًا العينات التلفزيونية.

نتائج العينات التلفزيونية تعتمد عادةً على تحليل كافة المعطيات التي يتم جمعها قبل الانتخابات (من خلال مجموع الاستطلاعات) وكذلك في يوم الانتخابات. بهذا المعنى فان العينات التلفزيونية التي ظهرت بعد اغلاق الصناديق لاحظت التبدلات في اتجاهات التصويت، ولاحظت نجاح الليكود بتقليص الفارق مع المعسكر الصهيوني، لذلك رأيناها تنتقل من فارق أربعة مقاعد لصالح هرتسوغ والمعسكر الصهيوني، بموجب استطلاعات الرأي الأخيرة، الى تعادل أو فوز الليكود بمقعد واحد، بموجب العينات التلفزيونية. لكنها لم تتمكّن من الامساك بالفارق الكبير الذي نجح نتنياهو في تحقيقه في الأيام الثلاثة الاخيرة.

هذا الفارق هو نتاج نجاح نتنياهو في "كامبين اللحظة الأخيرة"، وبالأساس الكامبين العنصري الذي اعتمد التخويف من العرب، وهو ما منحه امكانية استعادة الاصوات من "يمين الوسط"، بالاضافة الى "كامبين الكتلة الأكبر هي التي ستشكل الحكومة"، وهو ما كرره نتنياهو في الأيام الأخيرة مئة مرة في اليوم، والذي اقتطع فيه اصواتا من اليمين المتطرف ومن الصهيونية الدينية. لكنه، أيضًا، نتاج انزياح أوساط من الوسط، في اللحظة الأخيرة، باتجاه التصويت اليه، وهو ما منحه ما يقارب الستة أو سبعة مقاعد، من أصل عشرة مقاعد، نجح نتنياهو في استعادتها مقارنة مع ما كانت تعطيه إياه الاستطلاعات الأخيرة (قفز من 20 – 21 مقعدا الى 30 مقعدا).

2
لا يوجد يسار صهيوني في اسرائيل. هذه الانتخابات وضعت حدا نهائيًا لهذه التسمية. ما تبقى من اليسار الصهيوني، مع كل الاشكالية في التسمية، والمتمثل في "ميرتس"، اندثر. حزب العمل ليس "يسارًا". هو يقف في حدود الوسط – يمين. وبطبيعة الحال فان "المعسكر الصهيوني" ليس يسارًا بأي حال من الاحوال. وبشكل عام هناك انزياح عام في المجتمع اليهودي نحو اليمين.

بهذا المعنى فان مفهوم الوسط، في المُعطى الاسرائيلي، بات أقرب الى اليمين. لا يوجد وسط في اسرائيل. هناك يمين وهناك يمين متطرف. والمركز في اليمين، او على حدوده. هذا، على الأقل، ما يستدل من نتائج هذه الانتخابات، الذي اعتمد فيها نتنياهو استراتيجية واضحة: "حكومة يسار" (هي ليست يسارًا بالمعنى الحقيقي، مقابل حكومة يمين. النتيجة قالت كل شيء!

3
أسهل طريق امام نتنياهو هي تشكيل ائتلاف حكومي بمشاركة اليمين المتطرف والاحزاب المتدينة، وهي ما توفر له الاستقرار الأكبر للسنوات الخمس القادمة. لكن المعادلة ليست بهذه البساطة. حكومة من هذا النوع هي روشيتة أكيدة لعدم الاستقرار في المنطقة، مما سيستدعي، لاحقًا، تدخلا دوليا ضاغطا يعمق من عزلة اسرائيل في العالم. وهي روشيتة أكيدة لتقاسم الميزانيات بين المستوطنين والاحزاب المتدينة، وهو ما يضع كحلون في "ورطة"، يأخذها بعين الاعتبار، تضعه في موقع مغاير لوعوداته الانتخابية.

لقد اعلن نتنياهو، في الايام الأخيرة من الانتخابات، تراجعه عن "تصريح بار إيلان"، الذي تحدث فيه عن "حل الدولتين"، وقال انه لن يقيم الدولة الفلسطينية في حال فوزه في الانتخابات.

للوهلة الأولى، هذا يقوده الى حكومة يمين ويمين متطرف. لكن ثبت ان كل شيء في اسرائيل ليس نهائيًا، وهو قابل للتبدّل والتغيّر في اية لحظة. لذلك سأغامر بالقول – اذا جازت لي المغامرة - ان نتنياهو نفسه يعلم انه بحاجة الى حزب "يش عتيد" ويائير لبيد، وفي وضعية معينة قد يتوجه الى "المعسكر الصهيوني" نفسه باقتراح اقامة حكومة "وحدة قومية" برئاسته، وإن بدا هذا الخيار في اللحظة الراهنة بعيدًا عن الواقع.

الفارق هنا ان نقطة انطلاق نتنياهو في المفاوضات، وفي كل السيناريوهات، تتجاوز في قوتها أية امكانية لفرض شروط لا يريدها. هو سيقيم حكومته القادمة بشروطه هو.

4
المشتركة حققت هدفها بأن تكون القوة الثالثة. يبقى السؤال: كيف من الممكن لها أن تستفيد من هذه القوة ضمن أدوات وآليات يتيحها لها العمل البرلماني وموقعها فيه؟ الجواب على هذا السؤال مرهون بالسيناريوهات المحتملة لتشكيل الائتلاف الحكومي، الذي ستكون بطبيعة الحال خارجه، وهي سيناريوهات غير واضحة الآن. لذلك فان التطرق اليها سيأتي لاحقًا، وفي معالجة اخرى.
لكن الأمر الأساسي، باعتقادي، انه لم يعد من الممكن تجاهل هذه القوة العددية، ولا اقصائها، وسيكون لها دورها المؤثر في كل سيناريو محتمل، وإن اختلف من سيناريو الى آخر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.67
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
242170.68
BTC
0.51
CNY