الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

كوارث يومية بالجنوب بسبب القنابل


نُشر: 15/11/06 09:47

القنابل العنقودية التي أسقطتها اسرائيل على جنوب لبنان اثناء حربها ضد حزب الله  ما زالت تقتل أو تصيب ثلاثة أو أربعة مدنيين يوميا ثلثهم من الاطفال



كشفت مصادر اسرائيلية أمس الثلاثاء النقاب عن ان جيش الاحتلال الاسرائيلي استعمل في العدوان الاخير على لبنان قنابل عنقودية خطيرة للغاية من انتاج الولايات المتحدة الامريكية، واضافت ان هذا النوع من القنابل يؤدي الى اكبر كارثة انسانية في لبنان، لان البقايا ما زالت هناك وانها تؤدي الى مقتل العديد من اللبنانيين.

 

وقالت المصادر الامنية التي وصفت بانها رفيعة ان السبب في استعمال هذه القنابل يعود الى ان الامريكيين الذين يقدمون سنويا مساعدات عسكرية لاسرائيل بقيمة ثلاثة مليارات دولار يشترطون على الحكومة ان تشتري بهذه المساعدات اسلحة وعتاد من الولايات المتحدة الامريكية فقط، وعليه قرر المستوى الامني الاسرائيلي التوفير على نفسه وعدم شراء القنابل العنقودية من الصناعات العسكرية الاسرائيلية، وتابعت المصادر قائلة ان القنابل العنقودية من انتاج اسرائيلي لا تترك تقريبا في المنطقة التي تسقط فيها قنابل صغيرة غير متفجرة. وكان نشطاء مناهضون للالغام الارضية قالوا ان القنابل العنقودية التي أسقطتها اسرائيل على جنوب لبنان اثناء حربها ضد حزب الله التي استمرت 34 يوما ما زالت تقتل أو تصيب ثلاثة أو أربعة مدنيين يوميا ثلثهم من الاطفال. وتعرفت الجماعات التي تساعد لبنان على التخلص من الالغام غير المنفجرة بمنطقة الحرب علي 770 موقعا ضربتها قنابل عنقودية اثناء العدوان على لبنان.

وقال التقرير الذي اعدته هذه الجماعات انه في الوقت الذي تم فيه التخلص من أكثر من 45 ألف قنبلة عنقودية صغيرة، الا أنه ما زال هناك مئات الالاف من القنابل الاخرى منتشرة في المنطقة الريفية، وان الامر سيستغرق عاما اخر أو عامين للسيطرة على الوضع. وتنفجر القنابل العنقودية لدي اقترابها من الارض الى قذائف صغيرة.
وتستهدف بعضها تدمير دبابات غير أن أنواعا أخري مصممة لقتل أو تشويه البشر في منطقة واسعة. وقدر خبراء أن 40 في المائة من القنابل الصغيرة التي أسقطتها اسرائيل على لبنان لم تنفجر لدي اصطدامها بالارض وهي نسبة مرتفعة بشكل غير عادي. والقنبلة التي لا تنفجر ربما تشبه علبة الصودا أو صخرة يعلوها التراب ويمكن أن تنفجر بمجرد لمسها ولها قوة كافية لبتر ساق أو قتل طفل.
 
القنبدلة العنقودية

وقال توماس ناش منسق تحالف مناهضة الذخائر العنقودية ان القذائف التي لم تنفجر تمنع الاطفال من الذهاب الى المدارس كما تثني المزارعين عن جني أو زرع محاصيلهم وتعرقل امدادات المياه وتبطئ اعادة البناء. واضاف أن المزارعين الذين امتلكوا الشجاعة للذهاب الى حقولهم رغم المخاطر يدفعون الثمن حيث أن 23 في المائة من الضحايا منذ وقف اطلاق النار مرتبطون بالزراعة. وقال ناش ايضا ان استخدام اسرائيل لذخائر عنقودية ما هو الا أحدث مثال على الخسائر البشرية التي يمكن أن تسببها تلك القذائف.
وبحسب المصادر الاسرائيلية ذاتها فانه حسب المعلومات الرسمية التي حصلت عليها فان اسرائيل القت خلال الحرب الثانية على لبنان 1.2 مليون قنبلة عنقودية، واشارت الى ان الجيش الامريكي استعمل نفس القنابل العنقودية خلال عدوانه على العراق ايضا من منطلقات توفير الاموال على خزينة الدولة. وفي معرض ردها على هذا الكشف، قالت الناطقة بلسان جيش الاحتلال الاسرائيلي، الضابطة ميري ريغف، ان الجيش لا يستطيع ان يوضح نوعية الاسلحة التي استعملها في الحرب على لبنان، ولا يستطيع الكشف عنها لاسباب امنية. وزعمت ايضا ان جيش الاحتلال يستعمل الاسلحة التي يسمح باستعمالها القانون الدولي، وانه لا يستعمل اسلحة محرمة دوليا.

مقالات متعلقة