الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:02

إيران وحماس معضلة إقليمية إستراتيجية؟/ بقلم: د.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 06/03/15 08:52,  حُتلن: 08:00

د.محمد خليل مصلح في مقاله:

حماس والمقاومة حذفت من قاموس قياداتها العسكرية والامنية وجنودها

خوف نتنياهو في خطابه امام الكونجرس الامريكي غير المبرر لا يفسره الا هزيمته في الحرب الاخيرة

المشكلة الاستراتيجية على المدى القصير والبعيد -بخلاف الملف النووي الايراني على المدى البعيد- هو قطاع غزة والمقاومة وحماس

ليس من باب المبالغة والتهويل –لأننا لسنا من دعاة هذا النهج- لان الواقع والبيئة الاستراتيجية، تذعن لما تقدمة مراكز الدراسات الاستراتيجية، وما تعرضه القيادة السياسية والامنية المطلعة على الحقائق، إن الخطر الاستراتيجي الذي تواجهه دولة الاحتلال ويحدق بها؛ يتمثل اليوم في المقاومة المتحفزة سواء في الشمال أو الجنوب، وهي في نفس الوقت تدرك ان لا خطر عليها من النظام العربي بعد إن فشلت تلك الثورات او الثوران الشعبي الذي احبط سواء بعوامل داخلية او خارجية، وانكفأت على نفسها، وأشغلت من الداخل ما يمنعها من مواجهة خطر دولة الاحتلال في احسن الاحوال.

إن لم ترَ فيها حليفا استراتيجيا في الوقت الحالي جنرال احتياط عاموس غلبوع رئيس سابق لوحدة الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) "الجبهة الشمالية هي الجبهة الاكثر خطورة لدولة اسرائيل، والجبهة الجنوبية في المقابل اقل خطرا، لكن يستدرك الجنرال قائلا انه منذ تنفيذ خطة الانفصال احادي الجانب من القطاع (التي نفذها شارون) عام 2005، وسيطرة حماس عليه فإن قطاع غزة اصبح هو مصدر الاعمال العنيفة ضد دولة اسرائيل"، وهو يرى ان المقاومة جرت دولة الاحتلال الى ثلاث حروب، لكنه اعترف بشيء مهم جدا؛ ان تلك الحروب هي التي جعلت من دولة الاحتلال مدانة في العالم بجرائم حرب؛ بإبادة شعب بقتل الاطفال بحصار شرس وبالتجويع، وهو ما زال يسيطر عليه تنظيم يحمل راية (ابادة اسرائيل) وغير مستعد ان يكون شريكا في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين، هذا يعني في نهاية المطاف ان المشكلة الاستراتيجية على المدى القصير والبعيد -بخلاف الملف النووي الايراني على المدى البعيد- هو قطاع غزة والمقاومة وحماس.

لم يعد احد يتصور ان الحروب التي خاضتها دولة الاحتلال ضد القطاع والمقاومة وضعت حدا للمقاومة، والمشكلة كما يقول الجنرال بقيت على حالها؛ لكن ما لم يذكره الجنرال ان المقاومة استطاعت ان تشكك في مصداقية الرواية الصهيونية وانها على اقل تحتل جزءا كبيرا اعترفت به الامم المتحدة في قرار التقسيم انه حق فلسطيني لإقامة دولته؛ ما يعني لإسرائيل نفسها التشكيك في شرعية دولة الاحتلال، وان للحرب عليها صفة نزع الشرعية على المسرح الدولي انها من مكتسبات المقاومة وان حاول البعض توظيفها كجزء من انجازات عملية السلام مع دولة الاحتلال، ومالم يقله ايضا أن المقاومة استطاعت ان تظهر دولة الاحتلال انها ضعيفة، وغير متماسكة داخليا اثناء الحروب الخاسرة، وانها اسقطت حاجز الخوف وسلسلة الهزائم لجيوش دول عربية خاضت حروبا كثير مع اسرائيل منيت فيها تلك الجيوش بالهزيمة، وان المقاومة عالجت جروحا لم تندمل لأسباب الهزائم مها الهزيمة الداخلية وعدم الثقة بقدرات الجيوش العربية وقياداتها وزعماء تلك الدول، وان حماس والمقاومة حذفت من قاموس قياداتها العسكرية والامنية وجنودها؛ لغة التبرير والهروب من المسؤولية؛ بعكس قادت اسرائيل التي ما ان انتهت معركة الجرف الصامد حتى نشبت بينهما معارك سجال في تحميل بعضهما البعض مسؤولية الهزيمة باتهام القيادة بالجبن والتردد والخوف والهروب من المسؤولية، فنتنياهو كان يبحث عن أي صورة للنصر؛ لإنهاء الحرب سواء بالادعاءات الكاذبة لتحقيق اهداف الحرب بهدم الانفاق وتدمير قدرات المقاومة او بأخذ الصور مع القيادات او في المؤتمرات الصحفية التي اظهرت تعابير وجوه قيادة قلقة، شاردة الذهن والتفكير، عابسة الوجه، عليها سحابة من الوجوم، وعدم الثقة.

خوف نتنياهو في خطابه امام الكونجرس الامريكي غير المبرر لا يفسره الا هزيمته في الحرب الاخيرة، الباب الوحيد للهروب منه للأمام استراتيجية التخويف لليهود في العالم على مصير دولة الاحتلال من الابادة، والهاء الرأي العام الاسرائيلي الداخلي؛ عن هزيمته امام حماس والمقاومة؛ بفتح معركة مع الادارة الامريكية بخصوص الملف النووي الايراني، متسلحا بدعم دول عربية في المنطقة على اعتبار انها الداعم الحصري للمقاومة في المنطقة نرى فيه تجسيدا لاستراتيجية نتنياهو واحزاب اليمين المتطرف في خلط الاوراق والزج بالمقاومة وحماس في قائمة الارهاب بالتوافق مع قرارات قضائية مسيسة لدولة عربية؛ العامل النفسي المشترك لهذين الزعيمين خوفهما من الاوضع الداخلية لدولتيهما؛ والمخرج الوحيد تصدير ازماتها خارج حدود دولتيهما؛ لكن كل لعدو يرى فيه الاقرب لتحقيق اهدافهما؛ ايران وحماس؛ ما يعني للبعض ومنهم دولة الاحتلال؛ ان المشكلة الاستراتيجية في المنطقة هي: حماس وايران، وان كانت الاسباب والدوافع مختلفة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة