الإعلامي رمزي حكيم في مقاله:

هذه الانتخابات – انتخابات 2015 - ليست كسابقاتها

خطوة اقامة "المشتركة" خلقت معها حالة جديدة قلت عنها سابقًا ان ارتداداتها قد تكون غير مرئية الآن بسبب "لحظة الولادة الطريّة"

خطاب "المشتركة" عمومي لم يتعدَ شعار الكلمتين (ارادة شعب) ترافقهما عادة مجموعة كلمات متناثرة غير متماسكة خلقت حالة بلبلة ولم تنجح في الاقتراب من "وَجَع" الناس

هذه "اللخبطة"، وأقصد لـَ "خْبَطة" كامبين "المشتركة"، هي بمثابة "خَبْطة" غير مفهومة وغير مبررة لبريق القائمة. هناك حاجة لتغيير اساسي في الكامبين، في مركزه: نعم؛ نريد ان نؤثر. وهذا ممكن!

هذه الانتخابات – انتخابات 2015 - ليست كسابقاتها. خطوة اقامة "المشتركة" خلقت معها حالة جديدة، قلت عنها سابقًا، ان ارتداداتها قد تكون غير مرئية الآن، بسبب "لحظة الولادة الطريّة". لكن على "الطريّ" ان يشتد عوده وان لا يبقى "طريًا"، وبالتالي فان مهمة المشتركة هي الكشف عن هذه "الارتدادات"، وبالمقابل الاقناع بالجديد (وبالتجديد!) الذي تحمله، وان تقوم ببث هذا الجديد، بلغة واضحة ومباشرة، تحاكي أجندة المصوتين، وتؤكد على فرصة التأثير (وهي نسبية بطبيعة الحال)، وهي فرصة من المفترض الاستفادة منها، والاقناع بها، وبالتالي ترجمة هذا الاقناع على شكل التعبئة لرفع نسبة التصويت، من خلال بث خطاب ورسائل تقود المتلقي/ المصوّت الى الاقتناع بأهمية وحيوية المشاركة والتصويت.

هذا الأمر لم يحدث حتى الآن. خطاب "المشتركة" عمومي، لم يتعدَ شعار الكلمتين (ارادة شعب)، ترافقهما عادة مجموعة كلمات متناثرة غير متماسكة، خلقت حالة بلبلة، ولم تنجح في الاقتراب من "وَجَع" الناس، لانها، ببساطة، لم تحاكيها، بعد، بأي موضوع، سوى "اننا توحدنا"، الأمر الذي ليس بحاجة الى أي تأكيد أو تكرار (وهنا خطأ المشتركة)، ذلك ان "توحدنا" اصبحت مرئية بمجرد نجاح تشكيل القائمة، وهي ليست بحاجة الى هذا التكرار اليومي حتى يوم الانتخابات!

هذه "اللخبطة"، وأقصد لـَ "خبطة" كامبين "المشتركة"، هي بمثابة "خبطة" غير مفهومة وغير مبررة لبريق كان من المفترض ان يجري تسليطه على القائمة، بما تعنيه وتحمله من جديد، وليس البقاء عند نقطة البداية: التشكيل (ارادة شعب)، وهو ما أدى الى الحالة الراهنة التي يمكن وصفها بـ "مكانك عد"!

الانتخابات لا تعرف التأجيل. لها دينامكيتها الخاصة. اي فراغ تحدثه القائمة لن يملؤه إلاّ الآخرون! هناك حاجة لتغيير أساسي في الكامبين، وخطاب اكثر وضوحًا، ورسائل محددة لجمهور هدف، تحاكي الشرائح الانتخابية المتنوعة، بلغة مباشرة، بعيدًا عن العمومية، وبقضايا مباشرة تفرض نفسها على جدول "نقاش الانتخابات" وأجندة المصوتين، تُقنع – وهذا هو الأهم الآن! - بالقيمة المضافة التي احدثتها القائمة عند اقامتها وستحدثها أكثر في حال تم رفع نسبة التصويت وتمكين "المشتركة" من اجل ان تكون كتلة كبيرة في الكنيست القادمة.

كبر الكتلة البرلمانية _ أية كتلة برلمانية – يحدد دورها في الكنيست القادمة، ويحدد مدى تأثيرها. "المشتركة" كتلة كبيرة تعني قوة مؤثرة، غير مهمشة، لا يمكن تجاهلها، وقادرة على الفعل. وعلينا ان لا نخطىء في التقدير: ان نكون في رئاسة لجان برلمانية وان نؤثر، هذه حالة جديدة. وان نكون كتلة كبيرة في الكنيست وان نؤثر، هذه حالة جديدة. وان نكون، في وضعية معينة، قوة ثالثة، هذه حالة جديدة. وان نتولى، في ظرف معين، رئاسة المعارضة في البلاد، هذه حالة جديدة.

هذه هي المعادلة الآن: ان نؤثر! ان نكون جزءًا اساسيًا من معسكر السلام والمساواة والديمقراطية والحقوق القومية والمدنية، في مواجهة "المعسكر القومي" اليهودي و"المعسكر الصهيوني"، وفي مواجهة كل دعوات نزع الشرعية و"قوانين القومية للشعب اليهودي" ومخاطر العنصرية والفاشية والاحتلال واشاعة فكرة الترانسفير السياسي والجسدي.
نعم؛ نريد ان نؤثر. وهذا ممكن!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net