وجهة نظر ...
في ظل الظروف الراهنة والأوضاع السيئة والمآسي اليومية التي تقع بشكل شبه يومي للمسلمين في أنحاء العالم ،أقف غاضبة كل الغضب أمام التمسكن والتباكي وتوظيف القتلى الشهداء ،بإذن الله، كقميص عثمان يستغله الجميع لرفع شعار واحد ووحيد ألا وهو بأن المسلمين ضحية كل العالم وفي هذا الشعار كل السخرية وكل الانحطاط ..والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل مسلم على نفسه في أنحاء العالم هو كالتالي:
لم يجدر بِنَا انتظار استنكار من أحدهم ،من يكون أوباما أمام علمائنا الذين لو أرادوا لأقاموا الأرض ولم يقعدوها بكلمة ولكنهم يرفضون الحرب ويرفضون نشر الفتن لأنهم يعلمون بأن دين المسلمين الحالي وإيمانهم أحطُّ من أن يُلْهِمَهم فعل الصواب وقد يتأذى البريئون جراء كلمة توضع في غير مكانها السليم .
هل قتل الأبرياء في العالم بأسره وفي أمريكا خاصة أمر جديد ،لم يجب أن نلعب لعبة الآخر القذرة ونرسم صورة مزرية لنا بأنا دائماً مستهدفين لأنا مسلمين والحقيقة هي أنا سنستهدف ما دمنا ضعفاء وما دامت أموال المسلمين من هنا وهناك تصب كقنوات إنعاش للغير وطالما بقينا نكتة أمام الآخرين بأفعالنا وأخلاقنا التي تنافي ما نمثله من دين قد نصل في التمسك بتعاليمه إلى كمال عظيم .فعلا أمر مخز ما يحصل وقد تحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه التالي الذي يصف واقعنا بشكل دقيق وواضح .يقول عليه أفضل الصلاة والسلام :
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت" أخرجه أبو دَاوُدَ في سننه والحديث صحيح .

أتساءل ماذا كان رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم سيقول لو رأى تباكينا وعجزنا المطلق أمام ما يحدث لدرجة أن الكثير من الزعماء العرب يطبقون أفواههم ولا يستنكرون ما يحدث . فعلا العار كل العار لمن اختار مثل هذه الزعامات والحمد لله أن المنابر والمنتديات في دولة إسرائيل مفتوحة لنستطيع أن نعبر ونعاير المسلمين من هذه الأرض.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net