حسين الرفايعة - رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها سابقا:

اقصاء الحزب العربي خارج القائمة يؤكد أن الاعتبارات غير موضوعية وان التوجهات ليست وحدوية وانما اعتبارات حزبية انتهازية ضيقة

الاستياء سيؤدي الى زيادة التصويت للاحزاب الصهيونية وخاصة على خلفية شطب المشتركة لكلمة "العربية" من اسمها ووجود مرشحين يهود ومنهم من خدم في الجيش 

لقد كان بإمكان الاحزاب العربية انتهاز الفرصة للتجديد لو تعالت عن نظرتها الحزبية الضيقة، واثبتت حقيقة توجهاتها الوحدوية، وبدأت ذلك من خلال وحدة شطري الحركة الاسلامية

هنالك عدة جهات تسابقت لقطف قصب السبق لاقامة القائمة المشتركة، سواء لجنة الوفاق أو قيادات الاحزاب الا أن الذي يستحق الثناء هو مهندس القائمة المشتركة هو افيغدور ليبرمان ، عندما بادر لرفع نسبة الحسم، فأصبحت الاحزاب العربية بين خيار التحالف والبقاء او الانقسام والفناء، وكل الشعارات "ارادة شعب" او "التصدي لليمين" هي هراء، لان الشعب لم يتوقف عن المطالبة بالوحدة ولكن لا حياة لمن تنادي ولكن في اعقاب رفع نسبة الحسم اصبحت الوحدة مطلب الاحزاب وقارب النجاة لها، ولكنها بشكل انتهازي تريد تحميل الشعب "جميلة״ او تتمنن على الشعب بأنها توحدت تجاوبا مع مطلب الشعب ولكن هذا ادعاء كاذب وزائف، انها توحدت وتجمع " الشامي مع العامي،" والشيوعي مع الاسلامي ، فقط وفقط بسبب رفع نسبة الحسم والفضل في ذلك يعود لافيغدور ليبرمان، وهو يستحق الشكر ولولاه لما رأينا هذا العناق الحميم بين طلب ابو عرار وعايده توما ، وبين دوف حنين ومسعود غنايم!

كذلك اليمين كان موجودا منذ نكبة شعبنا وحتى يومنا هذا ، وفي الدورة البرلمانية السابقة والتي سبقتها تم اقرار عشرات القوانين العنصرية، من قانون منع احياء ذكرى النكبة وحتى وحتى لجان القبول في القرى اليهودي لمنع العرب من السكن في التجمعات السكنية اليهودية، وبالرغم من ذلك لم تتحالف الاحزاب العربية، بل شاهدنا حرب ضروس بينها لم تتوقف اشد من حربها مع اليمين الصهيوني .

إن هذه الشراكة غير طبيعية، وانما شراكة قصرية، يغيب الانسجام بين مركباتها ويبرز التناقض الصارخ، وهيمنة الاحزاب واغتصابها للقائمة زاد من استياء الناخبين منها، اضف الى عسر الولادة والعاهات التي يعاني منها المولد مما ادى الى رد فعل عكسي عند جمهور الناخبين ، واصبح يتعاطى بشكل واضح على اساس أن هذه القائمة ليست القائمة التي كان يتوخاها أو يحلم بها، وأن الاحزاب اضاعت فرصة تاريخية لانجاز تحول جدي على الخارطة السياسية يلبي رغبات الجماهير العربية.

واضح أن هذا الاستياء سيؤدي الى زيادة التصويت للاحزاب الصهيونية، وخاصة على خلفية شطب المشتركة لكلمة "العربية" من اسمها ووجود مرشحين يهود ومنهم من خدم في الجيش مما يعطي شرعية للاحزاب الصهيونية، اضف الى الاستياء من تركيبة القائمة التي اصبحت تمثل مصالح حزبية وعائلية.

كما أن اقصاء الحزب العربي خارج القائمة يؤكد أن الاعتبارات غير موضوعية وان التوجهات ليست وحدوية وانما اعتبارات حزبية انتهازية ضيقة، اضف الى تجاهل المدن المختلطة، النقب، المرأه، ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لا يرون في هذه القائمة قائمتهم ، مما ادى الى ارتفاع اصوات الدعوة للمقاطعه، وسيؤدي الى تراجع في نسبة المشاركة.

إن الحكومة القادمه ستكون حكومة يمينية، برئاسة نتنياهو واصبح الامر محسوم على خلفية اعلان احزاب يمينية ودينية والتي وقعت اتفاق التحالف مع نتنياهو عشية اعلان تقديم موعد الانتخابات، وما كان نتنياهو ليعلن تقديم الانتخابات لولا ضمان تحالف حكومي برئاسته بعد الانتخابات.

لقد كان بإمكان الاحزاب العربية انتهاز الفرصة للتجديد لو تعالت عن نظرتها الحزبية الضيقة، واثبتت حقيقة توجهاتها الوحدوية، وبدأت ذلك من خلال وحدة شطري الحركة الاسلامية والقاسم المشترك بينهما اكبر من القاسم المشترك مع الحزب الشيوعي ، كذلك ترتيب اوراق المتابعة وهي برلمان العرب قبل أن تتوحد من اجل برلمان اسرائيل، ولكن نتيجه عدم وجود ليبرمان عربي في المتابعة لم يتفقوا هنا وبقيت المتابعة بدون رئيس تنتظر الارادة الوحدوية المفقودة!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net