الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 06:01

رسالة الى رؤساء المجالس: استئصال الجريمة بالتربية!/بقلم:عبد المطلب الاعسم​

كل العرب
نُشر: 12/02/15 18:08,  حُتلن: 18:13

عبد المطلب الاعسم​ في مقاله:

المواطن العربي من حقه ان يشعر بالأمن في اي بقعة على ارض الوطن

القيم التي ينادي به ديننا الاسلامي على ما يبدو لا تصل الى الشباب بالشكل المطلوب وبالطريقة الواضحة الصحيحة

هنالك ميزانيات ضخمة رصدت من قبل الحكومة للسلطات المحلية من اجل العمل للحد من هذه الظواهر السلبية

عندما كتبت مقالاً سابقاً حول شبكة الكهرباء وتعرض اهل القرى لمخاطر اسلاكها المبهمة بالنسبة لهم تدخل رئيس الدولة في القضية بعد ان ارسلت له المقال، وقامت شركة الكهرباء بحملة توعية في القرى غير المعترف بها 

أمسينا الاسبوع الماضي على خبر مقتل شاب في قرية تل السبع واصابة ثلاثة اخرين في مقهى عام بمركز القرية كان يعج بابناء الشبيبة، كانت العملية عبارة عن جريمة لا يختلف عليها اثنان بغض النظر عن اسبابها، فلا يجوز القتل، ولا يجوز ان يحاكم المواطن مواطن اخر خصما له مهما كانت الاسباب، فأن يحمل المواطن سلاحاً ويطلقه على خصومه الاخرين هي اشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف.

المواطن العربي من حقه ان يشعر بالأمن في اي بقعة على ارض الوطن، ومن حقه ان يحصل على بيئة آمنة تحفظ له سلامته الجسدية والبيئية والنفسية، ولا يجوز ان يعيش في رعب ورهبة من الاعتداء عليه وان كان بينه وبين اخرين خصومات واختلافات. فليس عجيبا ان تكون بين الناس خلافات، ولهذه الخلافات قنوات كثيرة ممكن ان تحل بها سواء في القضاء البدوي التقليدي او عبر المحاكم او حتى بواسطة تدخل اهل الصلح واهل الخير من يرتضيهم الجانبان المتخاصمان.

الا ان ما حدث يشير الى خلل في المجتمع، وهذا الخلل على ما يبدو ينبع من التربية وقد تعود قواعد هذا الخلل الى البيت او الى المدرسة او كلاهما معاً، وهنا نقف على اشارة حمراء، ويجب ان نتوقف عندها لنعيد حساباتنا كمجتمع عربي مسلم محافظ نعيش فيه وتعيش فيها بناتنا وامهاتنا واولادنا. علينا كمجتمع لديه سلطات محلية تدير شؤونه وتعد الخطط المستقبلية له ان نستثمر اكثر في التربية الاخلاقية، فديننا يحثنا اولا واخيرا على حسن الخلق والتسامح والمحبة.

هذه القيم التي ينادي به ديننا الاسلامي على ما يبدو لا تصل الى الشباب بالشكل المطلوب وبالطريقة الواضحة الصحيحة، فعدد اعمال العنف في مدارسنا يفوق المعدل العام في البلاد، وهذه الظاهرة للاسف اخذه في الازدياد، رغم ان هنالك ميزانيات ضخمة رصدت من قبل الحكومة للسلطات المحلية من اجل العمل للحد من هذه الظواهر السلبية.

عندما كتبت مقالاً سابقاً حول شبكة الكهرباء وتعرض اهل القرى لمخاطر اسلاكها المبهمة بالنسبة لهم، تدخل رئيس الدولة في القضية بعد ان ارسلت له المقال، وقامت شركة الكهرباء بحملة توعية في القرى غير المعترف بها لمخاطر اعمدة واسلاك الكهرباء. وهنا ايضاً اتمنى من رؤساء المجالس في النقب عقد جلسة لوضع خطة شاملة تستهدف التربية لاخلاق حسنة ومتسامحة في صفوف طلابنا وشبابنا حتى نمنع الكارثة التي في طريقها للحدوث اذا استمرينا في تجاهل هذه الافة من العنف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة